مقالات

ينسج خيوطها المالکي ،جيش الفضاء العراقي

الشرق الاوسط
2/12/2014

بقلم:مشاري الذايدي

يوما بعد يوم نتعرف علی مساوئ مرحلة نوري المالکي في رئاسة الحکومة العراقية. الرجل کاد يتسبب في نهاية الدولة العراقية، علی ضعفها وانقسامها الحالي، لکنها بکل الأحوال موجودة. المالکي بتفکيره الأمني الحزبي، وشهوة المال والسلطة، أوشک أن يجعل العراق بلا عنوان.
بعد محاولات، إثر فاجعة «داعش» الموصلية، وتهديد إقليم کردستان، بل وبغداد،
تم بتوافق نادر، إيراني سعودي ترکي أميرکي، ورغبة عراقية، تنحية المالکي وتعيين خلف له، من حزبه؛ السيد حيدر العبادي. الآن العراق يخوض حربا معقدة مع «داعش»، استنهض لها المالکي، في نوع من الإيغال في التفکير الحزبي الطائفي، ميليشيا سماها «الحشد الشعبي»، وهي تسمية علی غير مسمی، کطريقة المالکي في انتهاک معاني الأسماء، حيث اختار لقائمته الحزبية الممزوجة بالفساد العائلي اسم «دولة القانون».
ميليشيا «الحشد الشعبي»، بطريقة تجميعها وتعبئتها العقائدية، ذات الشعارات الشيعية الانتقامية، جزء من المشکلة وليس الحل، فهي بذلک ترد الصدی لدعاية «داعش» الطائفية هي الأخری. کان المفترض التعالي علی هذا الوحل، والانطلاق بشعارات وطنية «حقيقية» من الدعاية والتعبئة للجنود من أهالي الريف، إلی الخطاب الذي يُقال في الإعلام، لا «فهلوة» ولا مراوغة، خطاب يتطابق ظاهره مع باطنه. المالکي لم يفعل هذا.
فوق أسلوبه الحزبي الطائفي، کان هناک شبکة من الفساد المالي، ينسج خيوطها المالکي، والمضحک المبکي أن هذا الفساد لم يوفر حتی ما يُفترض أنه مصدر شرعية المالکي، وهو محاربة الإرهاب «التکفيري»، کما هي دعاية المالکي، حيث تبين أن الرجل عاث فسادا في مؤسسة الجيش والشرطة.
قبل أيام، کشف رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، صحة التقارير التي أشارت لوجود 50 ألف جندي وهمي في صفوف الجيش، ومثل الجيش حصل هذا السلوک في المؤسسات الأمنية.
العبادي وصف هؤلاء بـ«الجنود الفضائيين»، مبينا أنهم في 4 فرق عسکرية کانت رواتبهم تذهب لصالح کبار الضباط. في توقيت هذه الفضيحة المالکية نفسها، نجد الرجل بثقة وامتلاء يقوم بزيارة ذات نکهة حزبية إلی لبنان، اللافت أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد نصر الله لم يقم باستقباله، رغم موقع نوري الرسمي بصفته نائب رئيس جمهورية العراق، بل أوکل ذلک لشخص آخر من «حزب الله»، لکن المالکي لم يفوت الفرصة لشد العصب الشيعي نحوه، وقال فيما قال في زيارته هذه: «ما يحدث في سوريا من مؤامرة وتدمير ليس هدفه سوی العراق، وسوريا ليست إلا البوابة أيضا لاستهداف لبنان من خلالها ومعه إيران، واليوم نقول إنه ما دام الهدف هو تدمير بنية هذه المنطقة وسيادتها ومقدساتها وانتهاک حرماتها فسيبقی الدفاع عن کل هذه المناطق واجبا مقدسا بالنسبة لنا».
هذا کلام نائب رئيس جمهورية العراق، أم کلام کادر متحمس في حزب الدعوة؟!
العراق کان سيختفي من الوجود لو مکث هذا الرجل أشهرا إضافية. ومع العراق جيشه وماله وسلامه

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى