مقالات

ثورة الجياع بوجه الاستبداد الديني

 


 


 الحوار المتمدن
29/11/2014


بقلم:فلاح هادي الجنابي



: يمر النظام الايراني بمرحلة بالغة الحساسية و الخطورة بعد أن تکالبت و تجمعت علی رأسه المشاکل و الازمات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الفکرية و التي لاتجد لها حلول شافية وانما يقوم النظام الديني دائما بمعالجتها باسلوب الترقيع و الترهيم من أجل ضمان إمساکه بزمام المبادرة.
اليوم، والنظام الايراني وفي‌ خضم الاوضاع الداخلية الوخيمة و أوضاعه الاقليمية البائسة من جراء تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يضاف الی ذلک عزلته الدولية التي تتسع يوما بعد يوم، يعاني من وطأة الازمات و المشاکل خصوصا الداخلية منها، حيث لم تعد أساليب الترقيع و الترهيم و الحلول الوقتية و العابرة تجدي نفعا، وصارت الازمة الاقتصادية تلقي بظلالها السوداء بقوة علی داخل إيران حيث هناک مايمکن وصفه بحالة غليان و إحتقان استثنائيين من تدهور و وخامة الاوضاع المعيشية و إزدياد الفوارق الطبقية و کذلک إزدياد نسبة المواطنين الايرانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر الی أکثر من 70% في بلد يعوم علی بحر من البترول و حقول الغاز.
السياسات العشوائية و غير العلمية و المدروسة للنظام و المراهنة دوما علی إيجاد الحلول و البدائل المناسبة خارج إيران من خلال تصدير المشاکل و الازمات الی دول المنطقة خصوصا التطرف الديني الذي ولد و يولد الکثير من المشاکل و الاوضاع المضطربة في دول المنطقة، کما ان تعويل النظام علی تقوية و توسيع أجهزته القمعية من جانب و الاستمرار في برنامجه النووي الذي ظاهره برنامج مدني يخبئ في ثناياه برنامج عسکري، هذين الامرين مضافا إليهما التدخلات الواسعة للنظام الايراني خارج إيران، دفع بالاوضاع الاقتصادية الايرانية الی الحضيض، وهو مادفع برئيس البرلمان الايراني الی الاعتراف بأن”إيران تعاني من جفاف مالي منذ سنتين بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية”، غير انه و کعادة النظام دائما لم يشير الی الاسباب الحقيقية وراء هذا الجفاف و من کون السياسات العسکريتارية و القمعية للنظام هي التي أدت الی ذلک.
إرتفاع نسبة التضخم بوتائر مخيفة بحيث تجاوزت 45% و تفشي الفقر و إرتفاع نسبة البطالة حتی وصلت الی حدود مخيفة، فإن المراقبون يؤکدون بأن خشية النظام الايراني من”ثورة جياع” بسبب الازمة الاقتصادية و المعيشية الخانقة التي يعيشها المواطنون، واحد من أهم الاسباب الاساسية التي دفعت بالنظام الی الابقاء علی التمسک بخيار التفاوض و عدم التخلي عنه، وان المرشد الاعلی”وبحسب المراقبين”، قد وافق علی تمديد المفاوضات و قبول إيقاف جزء کبير من الانشطة النووية في مقابل الافراج عن بعض الارصدة الايرانية المجمدة لدی الغرب بسبب العقوبات، خصوصا وان النظام الايراني و کما تؤکد السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في تصريحات لها بمناسبة المفاوضات النووية التي جرت مؤخرا في فينا، فإن “النظام الحاکم في ايران وبسبب الأزمات التي تحدقه داخليا وخشية مغبة التخلي عن القنبلة النووية يتنصل کلما أمکن واتباعا للحدود الحمراء المرسومة من قبل خامنئي من توقيع أي اتفاق شامل يغلق الباب علی وصوله الی القنبلة النووية.”، ولهذا وفي هذا المعترک الملئ بالتضارب و التناقض، فإن وخامة الاوضاع الداخلية تزداد حدة و معها تتصاعد إحتمالات تفجر ثورة الجياع و المحرومين الذين يعانون من سوء العدالة الاجتماعية و توزيع الثروات بوجه نظام الاستبداد الديني، وان إيران تغلي حاليا و النظام يتخبط في أزماته و مشاکله و يقف حائرا علی مفترق طرق تقود جميعها الی ماهو اسوأ بالنسبة له.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى