مقالات

مهلة أخری من أجل انتاج القنبلة الذرية

 


 
 
وکالة سولا پرس
29/11/2014



 بقلم : يحيی حميد صابر
 


مع ان التصريحات التي تم الادلاء بها من أجل تبرير فشل مفاوضات فينا التي کانت آخر جولة بعد إتفاق جنيف المرحلي الذي تم التوقيع عليه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، کانت کثيرة و متباينة و سعت من أجل إخفاء الحقيقة المرة و التستر عليها، لکن المتابعين للأوضاع و الشؤون الايرانية، أدرکوا بأنه کان من المستحيل أن يبادر النظام الايراني لإبداء الليونة المناسبة من أجل التوصل لإتفاق نهائي کما تم تحديده في إتفاق جنيف المرحلي. المتابعين للأوضاع و الشؤون الايرانية،
توصلوا الی القناعة السابقة في ضوء التطورات و المستجدات التي حدثت عقب التوقيع علی إتفاق جنيف المرحلي، حيث شهد نفوذ النظام الايراني حالة من المد و الجزر کانت من أهم معالمها الصفعة القاسية التي تلقاها في العراق علی أثر إجبار نوري المالکي علی التنحي و إرتفاع موجة و مد معاداة و رفض التدخلات السافرة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية العراقية، وکذلک حالة الانکسار و الهزيمة التي بدأت ترافق قوات النظام السوري و حزب الله اللبناني، بالاضافة الی تحريک النظام الايراني لعملائه من جماعة الحوثي لکي يسعوا لبسط سيطرتهم علی اليمن کلها علی أمل إعلانها منطقة نفوذ و هيمنة جديدة للنظام الايراني، وفي ضوء ذلک کله و مع ملاحظة إزدياد نسبة الرفض من جانب شعوب و دول المنطقة لدور و نفوذ النظام الايراني في دول المنطقة، ولهذا فإنه لم يکن بوسع النظام التجرؤ علی توقيع أي إتفاق نهائي لأنه کان يری فيه نهايته. لکن هذه الرؤية مع أهميتها، لاتعتبر معبرة و مجسدة عن واقع المشهد الايراني ان لم نضيف إليه ماذکرته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بهذا الصدد حيث انها إعتبرت” فشل المفاوضات بين أمريکا والدول الخمس الکبری من جهة والنظام الفاشي الحاکم في ايران من جهة أخری بأنه ناجم عن التنازلات والمهادنة الغير مبررة المقدمة لهذا النظام”مصرة علی” أن طمس قرارات مجلس الأمن الدولي وتمديد المفاوضات اللامحدودة زمنيا مع النظام الايراني يفتح أمامه الباب علی مصراعيه للحصول علی التسلح النووي الذي يراه الملالي «ضمان بقاء» لکيانهم.”، کما جاء في بيانها الخاص الصادر بمناسبة تلک المفاوضات. النقد الموضوعي الذي وجهته السيدة رجوي للدول الکبری بإستمرار ماراثون المفاوضات منذ 12 عاما مع النظام الايراني بدلا من إتباع سياسة حازمة و صارمة تجاهه، أکدت بأنه أشبه مايکون بدخول الدول الکبری الی نفق تکون نهايته القنبلة الذرية، وقد قامت بتقييم تحديد مهلة جديدة للنظام الايراني من أجل التوصل الی إتفاق نهائي بقولها:” ان منح فرصة 7 شهور لهذا النظام من شأنه اعطاء المزيد من الفرص لصناعة القنبلة ولا يبشر بأي ضمان ولا يوعد خيرا.”، وان ماقد أکدته السيدة رجوي هنا، هي حقيقة هامة يتقبلها معظم المراقبين السياسيين و يرون فيهاعين الصواب ولذلک فإن المخاوف تزداد أکثر من أي وقت مضی مع قيام الدول الکبری بمثل هذا التعامل الخاطئ الذي يستدعي تغييرا جديدا قبل أن يجدون أنفسهم أمام طريق مسدود

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى