أخبار إيران

وراء کواليس المفاوضات النووية بين نظام الملالي ومجموعة 5+1 في فينا!

 


 
أکد وزير الخارجية الفرنسي في 25تشرين الثاني/نوفمبر علی أن المفاوضات النووية بين النظام الإيراني ومجموعة 5+1 کانت «إيجابية» إلی حد ما حيث شهدت المفاوضات تطورا ملحوظا في مواضيع رئيسية منها قابلية تخصيب اليورانيوم للنظام الإيراني.
وأفادت وکالة أنباء رويترز أن «لوران فابيوس» قد أکد في مقابلته مع وسائل الإعلام الفرنسية قائلا:«وفق ما شاهدته خلال المفاوضات، کان هناک تحرک لفرض القيود علی قابلية تخصيب اليورانيوم للنظام الإيراني».
ومن جانبه أکد وزير الخارجية الروسي «سرغي لافروف» في مقابلة أجرتها معه قناة« روسيا 24» قائلا: علی الرغم من عدم التوصل إلی اتفاق شامل لکن المفاوضات قد شهدت تطورا «ملحوظا» و«بنّاءا». معربا عن الأمل في التوصل إلی الاتفاق النهائي خلال 3أو 4 أشهر قادمة.
وذکر الملا حسن روحاني في مقابلته مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني قائلا: إن المفاوضات ستؤدي إلی الاتفاق النهائي. اليوم أو الغد فهناک مرحلتان للمفاوضات. الأولی هي مباحثات تجري وراء الستار لجعل وجهات النظر للطرفين متقاربة وکذلک طرح مواضيع مختلفة. ويجب القول إن المفاوضات شهدت تطورا جيدا في هذه المرحلة»(هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني – 24تشرين الثاني/نوفمبر2014)
وإذا شهدت المفاوضات تطورا فاعلا وواقعيا فلماذا لم يتم الکشف عن هذا التطور سوی إعلان عن تمديد المفاوضات؟ ولربما ونقلا عن الملا روحاني هناک «مباحثات وراء الستار» جرت لمعالجة المواضيع العالقة التي سوف يتم إعلانها!
وإذ أشار جون کيري إلی سرية تفاصيل المفاوضات وقال:«لا نتکلم خلال الأيام القادمة عن تفاصيل المفاوضات».
لکن السؤال المطروح هنا هو ما هي هذه المواضيع التي طرحت وراء الستار وهي أقنعت الأطراف المعنية؟ وردا علی هذا السؤال، نشير إلی تصريحات أدلی بها الملا «حميد رسائي» من المهمومين التابعين لزمرة الخامنئي في 25تشرين الثاني/نوفمبر تحت قبة برلمان النظام حين قال:« لا نکون علی بصيرة مما حدث في فيينا ولا نعرف أنه لماذا أصبح الأمريکان علی قناعة تامة؟ بينما وفي الوقت الحالي لا تدور عجلات المصانع ولا عجلات أجهزة الطرد المرکزي ومع الأسف قادنا السيد روحاني إلی الجحيم».
واذا کانت تفاؤلات روحاني وفابيوس ولاوروف حقيقية فمن الطبيعي أنه يجب أن نشاهد في مستقبل قريب معالم عن هذا التطور الذي سيکون في إطار قبول شروط طرحتها مجموعة 5+1 من قبل النظام الإيراني لتقييد قابليته لتخصيب اليورانيوم بمثابة موضوع الخلاف الرئيسي. لکن النظام الإيراني يحاول أن يتستر علی تراجعاته المتخاذلة خلال المفاوضات.
ولاشک أن حصيلة التطور هذا ستصب في مصلحة انسحاب النظام الإيراني من قابليته لإنتاج القنبلة النووية کما أذعن جون کيري بعد انتهاء المفاوضات بأن النظام الإيراني قد أوقف نشاطاته النووية مؤکدا علی ضرورة أن النظام الإيراني لاينبغي عليه أن يحصل علی السلاح النووي کما يجب عليه أن يتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.
وفي غضون ذلک أعرب المهمومون التابعون لزمرة الخامنئي عن قلقهم بشأن توافقات حصلت وراء الستار. وکتبت صحيفة «کيهان» التابعة للولي الفقيه في 25تشرين الثاني/نوفمبر قائلة:« کنا نطمح في هذه المفاوضات. لکنه ماذا حدث بالنسبة لطموحاتنا؟ هل يمکننا أن نتکهن أحداثا وقعت خلف أبواب مغلقة خلال هذه الأيام والأسابيع؟ وبحسب بعض الدبلوماسيين المتواجدين في المفاوضات أن جزءا من الاتفاق يتکلم عن العموميات بينما الآخر يتناول تفاصيل بقيت بين القوسين مما يعتبر موضوعا أبعد من المفاوضات وهو «تفاهم سياسي شفهي».
واستکمالا لما مضی عليه نهج نظام الملالي للجلوس علی طاولة المفاوضات والتراجع علی مضض من قابليته لتخصيب اليورانيوم، وإن تقادم الوقت لايصب في مصلحته حيث يضطر إلی المزيد من تجرعه کأس السم والانسحاب من مواقفه السابقة.
وقد عزفت أوتار المفاوضات علی فضح النظام الإيراني بحيث أن الملا «علم الهدی» ممثل الخامنئي وإمام صلاة الجمعة في مدينة مشهد قد تضجر من هذه الظروف قائلا:« إنهم يسلمون إيران الإسلامية للغرب وعلی رأسها أمريکا ومطالبهم غير الشرعية وغير الواردة وغير المنطقية حتی يحسموا الأمور مع فريق أوباما مهما يکلفهم الثمن» (صحيفة «جوان»-6تشرين الثاني/نوفمبر)

زر الذهاب إلى الأعلى