حديث اليوم

تنفيذ حکم الاعدام بحق «ريحانة جباري» يعمد إلی خلق أجواء الرعب في المجتمع وقمع الحرکة الاجتماعية المضادة لعملية رش الحامض!

 


 



في نهاية المطاف وبعد 7سنوات من اعتقالها، تم المصادقة علی حکم «ريحانة جباري» بالإعدام الصادر من قبل جهاز القضاء المجرم ونفذه نظام الملالي في السبت 24تشرين الأول/أکتوبر مما يعتبر مؤشرة أخری لما يقوم به نظام الملالي المعادي للنساء من همجية ووحشية تتمثل في جريمة رش الحامض التي يرتکبها نظام الملالي اللاإنساني بحق النساء والفتيات.
وبتنفيذ اعدام «ريحانة جباري» ، يسعی نظام الملالي إلی توجيه رسالة إلی النساء المشارکات في المظاهرة المضادة لعملية رش الحامض، والتأکيد من خلالها علی أنه لاينوي الانسحاب من سياساته المعادية للنساء ولايزال يواصل هذه السياسات التي قد رسخت في أفکاره المتخلفة. وعلی الرغم من ردود أفعال داخلية ودولية علی الإعدام الإجرامي بحق «ريحانة جباري» لکن النظام الإيراني يحتمل هذا العار بينما لا يکف عن سياساته المعادية للنساء.
وجدير بالذکر أن قمع النساء يتصدر أولی سلم أولويات سياسات النظام الإيراني القمعية والمعادية للشعب ولهذا أعدم «ريحانة جباري» في يوم تتدفق النساء في شوارع مختلف المدن الإيرانية وعواصم الدول لکي يحتجن علی جريمة رش الحامض المنظمة التي اقترفتها عصابات النظام الإيراني. وواقع أن النساء الإيرانيات لايضربن عرض الحائط بالقوانين الرجعية التي يضعها الملالي واقفات في وجه سياساتهم القمعية والمعادية للنساء مما أوقع النظام الإيراني في ورطة خطيرة بحيث أنه فوجئ بحرکات اجتماعية تحتج علی عملية رش الأسيد بحق النساء.
وتوهم النظام الإيراني بأنه يتمکن من التصدي لتداعيات الحرکة الشعبية المناهضة لعملية رش الحامض بينما استخدم ورقة الإعدام بحق «ريحانة جباري» في يوم کانت تجري فيه مظاهرات ضد هذه العملية البشعة. لأن النظام الإيراني دأب علی استخدام سلاح الإعدام البغيض من أجل خلق أجواء الرعب في المجتمع حيثما يواجه نقمات شعبية تحتج علی سياساته القمعية. لکن الإعدامات لن تُخرج النظام الإيراني من المأزق بل وإنها تؤجج غضب وکراهية الشعب الإيراني والمجتمع الدولي أکثر من السابق. وتزامن تنفيذ حکم «ريحانة جباري» بالإعدام مع احتجاجات واسعة علی هذا الحکم الإجرامي من قبل المنظمات الدولية وناشطي حقوق الإنسان وحقوق النساء التي کانت قد دعت نظام الملالي مرارا وتکرارا إلی إلغاء هذا الحکم التعسفي.
وکان «أحمد شهيد» المقرر الخاص للأمم المتحدة في شؤون حقوق الإنسان قد اعتبر حکم «ريحانة جباري» بالإعدام، بمثابة حکم تعسفي غير شرعي ومرفوض بينما کان قد أشار إلی أدلة موثقة کانت تبرئ «ريحانة جباري» من تهمة القتل. هذا وقد وصفت منظمة العفو الدولية تنفيذ حکم «ريحانة» بالإعدام بــ« العار الدامي علی سجل النظام الإيراني في مجال حقوق الإنسان والإساءة بالعدالة» بينما لحق تنفيذ حکم «ريحانة جباري» بالإعدام ردود أفعال غاضبة من قبل الدول بحيث اهتمت وسائل الإعلام الدولية بالموضوع بشکل واسع. وعلی سبيل المثال اعتبرت صحيفة «نيويورک تايمز» الأمريکية إعدام «ريحانة جباري» بمثابة رمز للظلم والتعسف بحق النساء في إيران وکتبت تقول إن مکتب الأمم المتحدة في طهران قد أکد علی أن التهمة الموجهة إلی «ريحانة جباري» قد انتزعت منها تحت التعذيب. ومن جانبهما أدانت حکومتا بريطانيا وأمريکا هذه الجريمة البغيضة التي ارتکبها نظام الملالي بينما أعرب مسؤول حقوق الإنسان في الحکومة الألمانية عن أسفها بشأن إعدام «ريحانة جباري»
وإن قارورة عمر نظام الملالي مرتهنة بتنفيذ أحکام الإعدام والقمع الداخلي وتصدير الإرهاب والتطرف إلی الدول العالمية والإقليمة فبالتالي لايمکنه أن يکف عن سلاح الإعدام والقمع فماباله من تنفيذ حکم الإعدام بحق فتاة قامت بالدفاع عن نفسها وهي في التاسعة عشرة من عمرها أمام عنصر تابع لوزارة المخابرات.
ويظن نظام الملالي اللاإنساني والمعادي للنساء عبثا أنه يمکنه أن يدخل الرعب في قلوب النساء ويخلق أجواء الرعب في المجتمع بارتکاب جرائم تضارع إعدام «ريحانة جباري» لکنه لايستطيع أن يعيد الظروف إلی الماضي بحيث أن الحرکات الاحتجاجية هي خير دليل علی تغيير المناخ بينما نری اليوم الإضرابات والاعتصامات وإثارة الغضب الشعبي لاسيما بين النساء أثناء الحرکة الوطنية التي تعارض عمليات رش الحامض وکذلک الکراهية الداخلية والدولية تجاه إعدام «ريحانة جباري».

زر الذهاب إلى الأعلى