تقارير

مأزق وازدواجية علی أعتاب الجولة الجديدة للمفاوضات النووية للنظام الإيراني مع 1+5

 


 


مع نهاية المفاوضات التي طالت يومين في الخميس الماضي بالعاصمة النمساوية فيينا ومع اقتراب موعد المفاوضات القادمة المحددة  نهايتها (24تشرين الثاني/ نوفمبر) دون أن يتم تحديد بدايتها بعد، ارتفعت مرة أخری الحمی الناتجة عن الأزمة النووية في النظام  وذلک بعد تصريحات وندي شرمن الخميس 23تشرين الأول/ أکتوبر. واهتمت قناة النظام (24تشرين الأول/ أکتوبر) بما أطلقته وندي شرمن وهي من الأطراف الرئيسية في المفاوضات النووية من تصريحات وذکر قائلا: «اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الأمريکي الظروف النووية الحالية في إيران غير مقبولة وأکدت علی أنه وفي حالة الاتفاق النهائي مع إيران بشأن القضية النووية فالمضايقات والعقوبات ستتواصل».
ونشرت وفضلا عن تلفزيون النظام، الصحف التابعة لعصابة الولي الفقيه وصحيفة کيهان المحسوبة علی الخامنئي تصريحات شرمن علی نطاق واسع و بالتفاصيل بينما شطبت الصحف التابعة لعصابة رفسنجاني ـ روحاني الجوانب شديدة اللهجة والحادة الواردة في تصريحاتها. هل يعني ذلک أن عصابة الولي الفقيه تريد أن تستخلص بأن المفاوضات غير مؤثرة وهي بصدد قلب طاولة المفاوضات؟ ولکن من المثير أن صحيفة کيهان ورغم نشرها عنوانا لاذعا «وندي شرمن: تراجع إيران هو شرط الاتفاق النووي» إلا أنها لم تستعمل ثقافتها التطاولية المعمول بها.
ويبين هذا الوضع في واقع الأمر، الموقف الازدواجي لعصابة الولي الفقيه إزاء الملف النووي والمفاوضات اللاحقة، بمعنی أنهم لا يعلقون آمالهم علی أن يحصلوا علی شيء جراء هذه المفاوضات ولکنهم في الوقت نفسه يعرفون جيدا بأنهم إذا رکعوا واستسلموا فيما يتعلق بالملف النووي فلا مفر لهم من عقوبة جرائمهم في مجال الإرهاب وحقوق الإنسان ولکنهم لا يتجرأون علی قلب طاولة المفاوضات. کما وإن الخامنئي نفسه وفي کل مرة تحدث عن هذه المسألة أکد مرارا وتکرارا علی أنه غير متفائل تجاه المفاوضات غير أنه يدافع في نفس الوقت عن المفاوضات وفريق التفاوض.
کما تواجه عصابة رفسنجاني ـ روحاني هي الأخری نفس هذه الحالة المتناقضة والمشوبة بالازدواجية. وعلی سبيل المثال ولا الحصر يتضجر فريق التفاوض أي کل من ظريف وعراقجي خلال المفاوضات الأخيرة إزاء صعوبة المفاوضات والتباطؤ الممل فيها وعدم الحصول علی اتفاق واستبعاد الحصول عليه في وقت قريب، ولکن وفي نفس الوقت يعلن روحاني عن تفاؤله تجاه المفاوضات وحتی کان يؤکد وبکل تأکيد علی الحصول علی معظم الاتفاقات کما سيتم الحصول علی ما تبقی منها في القريب العاجل! وأکد «بعيدي نجاد» رئيس الوفد الفني للنظام في المفاوضات النووية بعد نهاية المفاوضات الفنية مع 1+5 والتي طالت يومين خلال تصريحات متناقضة وقابلة للتأويل قائلا: «کانت المفاوضات جادة ومکثفة وصريحة ومفيدة».
تعکس المغالطة والتضارب في الکلام من قبل کلتا العصابتين في النظام مأزقا تورط فيه النظام برمته. وهو مأزق يستفحل علی مر الزمن ويضيق طوق الأزمات علی النظام. کما أضيفت خلال البضعة أشهر الأخيرة إلی الأزمات السابقة للنظام، الأزمة الإقليمية وتشکيل التحالف وآفاق إسقاط الأسد علی خلفية إسقاط المالکي، ؛ کما نشاهد خلال الأيام الأخيرة کيف احتدمت الأزمة الاجتماعية يوما بعد آخر بحيث أن الإجراءت التعسفية والقمعية التي ينفذها النظام بهدف تشديد أجواء الرعب والخوف، بدءا من الإعدامات اليومية حتی الاعتداء برش الحامض، تمخضت عنها نتائج معکوسة تماما.
أجل، فإن الوقت يمر وبسرعة ضد مصالح النظام ولايزال النظام يجد نفسه مترددا أمام مفترق لنهج تجرع السم: إما الانتحار أو الموت؟!

زر الذهاب إلى الأعلى