مقالات

إيران تغلي غضبا ضد التطرف الديني


 
 
الحوار المتمدن
25/10/2014


 


 فلاح هادي الجنابي


 
 المناشدة التي أطلقتها لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل الاحتجاج علی هجمات رش الاسيد علی النساء و الفتيات الايرانيات و دعم اللائي وقعن ضحايا لتلک الهجمات الظلامية التي تسعی لفرض منطق القرون الوسطی في القرن الحادي و العشرين، موقف يعبر ليس فقط عن موقف نسائي بحت وانما عن نبض الشارع الشعبي الايراني و حالة الغليان التي تعتريه إحتاجا علی تلک الهجمات الداعشية البربرية التي تجسد التطرف الديني للنظام الايراني بأوضح و أجلی صوره.
لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، کانت علی الدوام في حالة تواصل و تفاعل مع المعاناة المريرة التي عاشها و تعيشها النساء الايرانيات اللواتي يواجهن واحدا من أسوأ النظم الدينية الاستبدادية القمعية، وتدور رحی مواجهة و صراع غير متکافئ بين شريحة النساء اللائي يقع عليهن الظلم الاکبر من جانب النظام الديني حيث يسعی لسلبهن رويدا رويدا أبسط الحقوق الانسانية و يجعل منهن سجينات يقبعن بين أربعة جدران.
هذا النظام الذي قام وفي عهد روحاني الذي طبلوا و زمروا له علی أساس انه عهد الانفتاح و الاصلاح و الاعتدال و تحسين حقوق الانسان، أثبتت الاحداث بالادلة و الارقام علی أنه واحد من أسوأ العهود التي مرت بهذا النظام القمعي منذ أن صادر ثورة الشعب الايراني، حيث أن نسبة الاعدامات قد زادت عن أية مرحلة أخری کما انه شهد أيضا زيادة القمع بوتائر متصاعدة الی الحد الذي تجري فيه إصدار قوانين و أنظمة رجعية متخلفة تصادر المزيد من حريات الانسان، والانکی من ذلک، انه وفي عهد الانفتاح المزعوم هذا، قد تم إصدار قوانين جديدة يتم بموجبها زيادة الضغوط و القيود المفروضة علی النساء، بتحديد مجالات دراساتهن و أعمالهن، حيث تم منعهن من تحصيل العلوم في العديد من المجالات کما تم منعهن من مزاولة أعمال تزاولها النساء في معظم أرجاء العالم.
هجمات رش الاسيد علی النساء و الفتيات الايرانيات من قبل مجاميع و عصابات منظمة من جانب الاجهزة القمعية للنظام، هي من أجل إلقاء الرعب في قلوبهن و ردعهن عن التفکير في إستحصال أية حقوق لهن و إجبارهن علی القبول بالخنوع و الذل في ظل أفکار و مبادئ قرووسطائية متحجرة، خصوصا، وان النظام يسعی دوما للتمادي في ممارساته القمعية من أجل فرض حالة من الخوف و الرعب کي لايفکر أحد بمواجهة النظام و النضال من أجل التغيير الذي يکفل الحرية و العدالة الاجتماعية للشعب الايراني، ولئن إنطلقت تظاهرات غاضبة في طهران و إصفهان ضد هذه الممارسة الهمجية، لکن لجنة المرأة و تفاعلا و تناغما من جانبها مع نبض الشارع الايراني، فإنها دعت و علی لسان السيدة سرفراز جيت ساز، رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، جميع النساء و الفتيات في عموم أرجاء إيران الی الاحتجاج علی هذه الجريمة اللاإنسانية و المشارکة في التظاهرات الاحتجاجية المزمعة بلورتها يوم السبت المصادف 25 تشرين الاول/أکتوبر، مؤکدة بأن:” الملالي وخلال 35 عاما من حکمهم المقيت لم يتوانوا عن ارتکاب أية فعلة نکراء بحق النساء الايرانيات الحرائر کما ان الاعمال الوحشية الجديدة والغير مسبوقة لنظام الملالي أي رش الاسيد علی وجوه النساء والفتيات تظهر عجزهم أمام حرکة النساء الايرانيات المتنامية.”، ومع ان العالم مشغول و منهمک اليوم بحملته الواسعة ضد تنظيم التخلف و الارهاب المسمی”الدولة الاسلامية(داعش)”، فإن عليه أن يلتفت الی الممارسات و الجرائم ذات النمط الداعشي الاصيل و التي تجري في النظام الذي ولد و يولد من هدی أفکاره و نهجه المتطرف معظم التنظيمات المتطرفة الارهابية المناهضة للحرية و الديمقراطية و المبادئ الانسانية الحقة و يقف الی جانب الشعب الايراني في موجهته ضد هذا النظام القمعي.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى