مريم رجوي

مريم رجوي : نظام ولاية الفقيه، عدو للمجتمع البشري ولا يوهل التمثيل للشعب الإيراني في الأمم المتحدة

القاء الکلمة في مؤتمر مسؤولية الأمم المتحدة حيال المجازر الجماعيه – في المقر الأوروبي للأمم المتحدة – جنيف 13 اب / اغسطس 2014

 

السيدة الرئيسة!
الحضور الکرام!
يسعدني کثيرا من لقاءکم
لقد تأکد في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان علي «الکرامة الذاتية والحقوق المتساوية وغير قابلة التحويل لجميع اعضاء الأسر البشرية» والآن بالقاء نظرة إلی ما يدور في عالم اليوم وعلي وجه التحديد بالقاء نظرة إلی واقع حقوق الإنسان في إيران وفي ارجاء الشرق الاوسط نري المسافة الشاسعة التي وقعت بين الظروف الراهنة وبين بنود الإعلان العالمي.

في إيران، الإعدامات اليومية، تعد مؤشرا لحرب شعواء تعسفية من قبل الدکتاتورية الدينية ضد ابناء الشعب الإيراني وانها مستمرة بلا هوادة، في حرب غزة، ما يقارب بالفي طفل وإمرأة ورجل آمنين، قتلوا جراء الغارات اللاإنسانية وفي سوريا والعراق تستمر المجازر الواسعة ومن هنا يجب ان نتساءل: في نکبة يذبح فيها يوميا ملاک حقوق الإنسان ، فان تقف الأمم المتحدة منها؟
خلال اعوام 1994الي 2009، وقعت ثلاث مجازر عامة وعمليات ابادة النسل في رواندا وسربرنيستا وفي سريلانکا. وبعد سنوات علی هذه الاحداث، الامناء العاميين للأمم المتحدة، واحد تلو الآخر، قدموا اعتذارهم عن هذه الکوارث. غير ان هذه الکوارث مستمرة حتی الآن وخلال السنوات الثلاث الأخيرة فان المنظمة الدولية أهملت وبصورة سافرة في القيام بواجباتها حيال المأساة الإنسانية في سوريا ، وحيال الکارثة الإنسانية في العراق، وکذلک حيال المجازر الجماعية المتکررة في أشرف وليبرتي.


ان الأعداد البشرية التي قتلت علی يد بشار الأسد وخامنئی في سوريا، حوالي 200 ألف،- طبعا الاحصائيات الدقيقة سوف تسمعون من ممثلي الشعب السوري الحاضرون في المنصة – يعادل 25 مرة ضعفا لضحايا في سربرنيستا.
وفي العراق، استمر نظام الحکم الصنيعة من قبل الملالي طيلة ثماني سنوات بإمرة قيادة قوة قدس، علی السلطة بإحداث حمامات الدم والتصفية الممنهجة لاهل السنة وابادة النسل عليهم وجابه بماکنة القتل والقصف الثورة العارمة للعشائر ولابناء الشعب العراقي الذين يطالبون بنظام ديمقراطي غير طائفي.


من جهة أخری ان الظروف التي اوجدها نظام الملالي وحکومتهم الصنيعة عززت واعطت فرصة لتيار متطرف إرهابي لحرف ثورة الشعب العراقي إلی متاهات وان يقدم علی قتل الابرياء والاقليات والإعتداء عليها وعلی اعراض النساء وان يقوم بابادة المجتمعين المسيحي والايزيدي العراقيين بالإعتداء عليهما وتهجييرهما القسري الامر الذي يجرح ضمير کل انسان شريف ويثير الاشمئزاز لکل من يؤمن بالإسلامي الحقيقي.


رغم ذلک الغريب المدهش هنا هو ان الأمم المتحدة طيلة کل هذه السنين. کانت تتابع دعم الحکومة العراقية ومحاولة ترصين سلطتها، کانها برنامج عملها الرسمي المخطط لها. ان منظمة الأمم المتحدة کذلک تحمل اهمالا سافرا حيال ملفي أشرف وليبرتي في سجل اعمالها.
لانها اهملت في القيام بواجباتها في منع المجزرة الجماعية ضد مجاهدي أشرف ثلاث مرات. کما تعاونت في فرض النقل القسري للأشرفيين مع الحکومة العراقية، والتزمت الصمت حيال عملية جعل مخيم ليبرتي سجنا من قبل الحکومة العراقية. وامتنعت من اجراء تحقيق حول المجزرة العامة لـ 52 عضوا من مجاهدي خلق من قبل الحکومة العراقية في الاول من إيلول / سبتمبر 2013 من اجل إنهاء هذا الواقع، فان اکثر اجراء ملحا فهو طرد الفاشية الدينية الحاکمة علی إيران من الأمم المتحدة .
يجب ان لا يسمح لهذا النظام ان يستغل عضويته في الامم المتحدة لتجميل وجهه الکالح الغير مشروع .

 

 


 

 

الاصدقاء الاعزاء،
والان اود ان اتطرق إلی واقعة مؤلمة  لم تحرک الامم المتحدة ومجلس الأمن، ساکنا عند وقوعها ولا طيلة سنين ولا بعد عقود، ولم تبدء رد فعل حيال هذه الواقعة.
ان هذه الواقعة هي المجزرة الجماعية لثلاثين ألف سجين سياسي في إيران عام 1988. وهي اکبر مجزرة جماعية للسجناء السياسيين في عالم اليوم، ملف المجزرة الجماعية للسجناء السياسيين في الحقيقة هو بطاقة الهوية لنظام ولاية الفقيه باعتباره نظام إجرام ممنهج حتی النخاع.
ان جميع الاجنحة والتيارات المکونة لحکومة الملالي دافعت عن هذه الواقعة طيلة 26عاما مضت وفي الوقت الحاضر، وفي حکومة الملا روحاني، وزير العدل، الملا بورمحمدي کان احد اعضاء لجنة الموت المکلفة بإصدار قرارات الإعدام بحق ضحايا المجزرة الجماعية الکبری.
رغم ذلک تنصلت لجنة حقوق الإنسان السابقة من مقاضاة النظام الإيراني في الوقت الذي کانت قد حصلت علی جميع الادلة والمستندات اللازمة بهذا الشأن. واما الجهاز الذي حل محل اللجنة اي مجلس حقوق الإنسان ايضا لم يحرک ساکنا حيال هذه الواقعة حتی الآن. وفي الذکری السنوي لهذه الواقعة اود ان أودي التحية إلی جميع هولاء الابطال الشامخين الذين صعدوا الی المشانق.


امهات امثال سادات حسيني من مدينة جهرم. اباء امثال امير هوشنگ هادي خانلو من مدينة اورومية. سجناء سياسيون في نظام شاه امثال أشرف أحمدي. مرشحون في الانتخابات من کوادر مجاهدي خلق امثال زهرة عين اليقين، فاطمة زارعي، وشهباز شهبازي. منتسبون في الجيش أمثال العقيد مير فخرايي والرائد خليل مينايي.اطباء اخصائيون امثال الدکتور طبيبي نجاد والدکتور فيروز صارمي. موسيقيون امثال ابوالقاسم محمد ارجنگي. وابطال رياضيون أمثال فروزان عبدي و مهشيد رزاقي. ورواد شامخون امثال جعفر هاشمي، وحسن فارسي، اسدالله بني هاشمي، مسعود مقبلي، محمد رضا نعيم، نصرالله بخشايي، ومحمود ميمنت، ومصطفی بهزاد، وفريبا دشتي، مهدي قرايي وعائلة ميرزايي.
هذا الکتاب يحمل اسماء عدد من 30 الف من الشهداء للمجزرة الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988 وطبعا هذا الکتاب لا يشمل الجميع لان هذه العملية لا يمکن ان تکون شاملة في ظل النظام الحکام.


کذلک اود ان استذکرهنا إمرأة باسلة اصبحت رمزا للضحايا المظلومين  استذکر منيره رجوي، وکانت ” منيره” عضوة في منظمة العفو الدولي وتبلغ من العمر 38 عاما وقت الإعدام. وکان معها في السجن طفلاها في الثالثة والخامسة من عمرهما.حکم علي منيرة بثلاث سنوات حبسا في البداية، ولکن بعد انقضاء فترة الحبس ابقوها قابعة في السجن، واخيرا قاموا بشنقها عام 1988. فکان ذنبها الوحيد بانها کانت شقيقة لمسعود رجوي زعيم المقاومة.
نعم ذکرت في البداية بان ملف هذه الواقعة هو بطاقة الهوية لنظام الملالي، والآن يجب لي ان اقول بان هذا الملف هو في الوقت عينه بطاقة الهوية لمقاومة الشعب الإيراني ايضا.لان الشعب الذي اراد ان يقاوم ويخوض المقاومة مهما کان الثمن، فانه سيحصل علی الحرية لا محالة. وفي الوقت عينه هذا الملف هو فصل من سجل الاعمال غير قابلة للتبرير للامم المتحدة ايضا. ولولم يکن هناک صمت دام 26عاما لهذه المنظمة الدولية علی المجزرة الجماعية للسجناء السياسيين، لما استطاع الملالي اقتراف الجرائم الکبری کالتي ارتکبوها في المجزرة الجماعية بحق مجاهدي خلق في أشرف في العام الماضي.
نحن ندعو الامم المتحدة إلی الصمود بوجه الجريمة ضد الإنسانية، وفي هذا المجال نطالب بإحالة ملف المجزرة الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988 إلی مجلس الأمن الدولي وکذلک المقاضاة ومعاقبة الآمرين والمسؤولين عن هذه الجريمة.

 

الحضور الکرام،
تمضي سنة واحدة کاملة الآن علی بدء العمل للملا روحاني رئيسا في نظام ولاية الفقيه، ونعلم بان اهم وعد جاء به هو الاعتدالية، والآن عنما نري بان الملالي وخاصة في عهد اعتدالهم، قد اقدموا علی الشنق والتعذيب وکم الافواه وکسر الأقلام أکثر من اي عام آخر.
 وهذا الواقع يبرز حقيقة هامة وهو دخول النظام مرحلته الاخيرة هنا احمل بيدي جانبا عن الصور الخاصة بهذه الجرائم، لان هذا الکم من الإعدامات والإعتقالات ليست سوی ردود افعال الملالي حيال خطر بات يهدد کيانهم برمته، وفي جمع الايام للعام الذي مضی فکانت حياة ابناء شعبي محفوفة ومنکوبة بالمشانق ،
هذه هي قصة الإعدامات بلاهوادة خلال سنة واحدة بکاملها حيث تعجز لغة الارقام والاحصاءات في التعبير عن الکارثة الناجمة عنهما
في اغلب الايام أعدم اثنان او ثلاثة اشخاص في بعض الايام الاخری. وخلال الاسبوع الماضي وخلال 6 ايام فقط تم اعدام 36 سجينا في مختلف المدن الإيرانية. وکان اثنان من الضحايا أما وولدها تم شنقهما معا في مدينة زاهدان، وفي الوقت نفسه هناک الآف آخرون ينتظرون تنفيذ قرارات الإعدام بحقهم في سجون ارجاء إيران.
لقد ازدادت التضييقات والضغوط علی الاقليات الدينية والقومية. وتم اعتقال عشرات الصحفيين والمدونيين. کما اعدم عدد کبير من السجناء السياسيين منهم غلام رضا خسروي. کذلک الهجمات البشعة ضد المعارضة المنظمة في الاول من ايلول والتی ادت إلی المجزرة الجماعية لـ 52 مجاهدا من سکان اشرف واختطاف سبعة رهائن آخرين.
نعم الحقيقة هي ان التوقع والتطلع إلی تغيير اوإصلاح من داخل الفاشية الدينية ليس الا هو سراب. وان الشخص الذي يآتي من داخل النظام ، فانه لامحالة سيدافع عن الروح الشيطانية المتمثلة في هذا النظام وهو القمع والقتل.
وعلی هذا الاساس نقول للمجمتع الدولي: لا تتساهلوا ولا تساوموا مع هذا النظام بانتهاک حقوق الإنسان. لا تجعلوا قضية حقوق الإنسان قضية في الصمت اثناء المفاوضات النووية. ولا تطيلواالاهمال في إحالة ملف حقوق الإنسان إلی مجلس الأمن. اليس هذا النظام يعدم اکثر من اية حکومة اخری في العالم قياسا بعدد النسمة في إيران؟
اولم يفيد تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة بان 60 بالمائة من السجينات و23 بالمائة من السجناء قد تعرضوا للاغتصاب؟ ان النظام الذي يسعی لإبادة مواطنيه وحرمانهم من حرياتهم هو نظام غير مؤهل لتمثيلهم واشغال معقد إيران في الأمم المتحدة،
لان في عالم اليوم فان النظام الإيراني هو اکبر عدو لحقوق الإنسان. وهو نظام لا يغرق إيران فحسب بل جميع ارجاء الشرق الاوسط بدماء الشعوب الآمنين. فان رسالة الأمم المتحدة ستجد معناها في يوم  يطرد فيه عدو الانسانية اي نظام ولاية الفقيه. وفي هذه الحالة وحدها ان قضية حقوق الإنسان ستکون ماثلة امام الأمم المتحدة.

 

الاصدقاء الاعزاء
ان الملالي الحاکمين علی إيران قاموا بتوسيع رقعة القمع وانتهاک حقوق الإنسان من إيران سائر الدول في المنطقة خاصة في العراق وسوريا. وفي الايام الاخيرة تمت تنحية رئيس وزراء منبوذ قام طيلة 8 سنوات نيابة عن النظام الإيراني بارتکاب القتل والجرائم في العراق ومنها ثلاث مجازر جماعية ضد اعضاء المقاومة الإيرانية .
انه يعد هزيمة ستراتجية غير قابلة للتعويض للملالي وخسارة لمراهنتهم واستثمارهم لثماني سنوات. فنحن نأمل بان هذا التطور يؤدي إلی قطع اذرع النظام الإيراني بصورة کاملة من الساحة العراقية بهمة الشعب والاحرار العراقيين. الحقيقة ان المخاطر مازالت تحدق بمخيم ليبرتي في الظرف الراهن بالعراق.
واأکد بان الإدارة الاميرکية والامم المتحدة واستنادا الی التراماتهما الخطية المتکررة. وطبقا للقوانينن الدولية تتحملان المسؤولية حيال حماية اعضاء مجاهدي خلق في ليبرتي
إلی ان يتم نقل آخر شخص منهم من العراق إلی اوروبا واميرکا. علی الادارة الاميرکية ان تمنع الحکومة العراقية من اي اعتداء علی مجاهدي ليبرتي. وعليها ان تجبر الحکومة العراقية علی الافراج عن الرهائن الاشرفيين السبعة. وعليها ان تضمن أمن وحماية ليبرتي وان ينهي الحصار اللا انساني للمخيم. کما وعلی الامم المتحدة يجب ان تقوم بنشر مراقبي الامم المتحدة و وحدة من قوات القبعات الزرق في ليبرتي.

 

الحضور الکرام
اختم کلمتي بتوجيه التحية إلی البيرفسور کاظم رجوي الشهيد الکبير لحقوق الانسان في إيران.  انه اغتيل شهيدا علی ايدی الجلاوزة المرسلين من قبل نظام ولاية الفقيه في هذه المدينة جنيف. کاظم والابطال الاخيرين الذين کما هو قال سطروا تاريخ حقوق الانسان بدمائهم. هم رموز للمقاومة قاموا لنهوض عالم کما وصفه الاعلان العالمي لحقوق الانسان ” اسمی الامنيات البشرية”، «عالم يکون فيه الاعضاء الانسانية احرار في التعبير والعقيدة و بعيدون عن الخوف والفقر»
اشکرکم جميعا.

زر الذهاب إلى الأعلى