مريم رجوي

خطاب مريم رجوي في اجتماع «الجميع من أجل الحرية» في باريس

 


حزيران/يونيو 2014
 


باسم إيران وباسم الشعب الإيراني
باسم الحرية، باسم المقاومة وجيش الحرية
باسم الشهداء والسجناء السياسيين، سجناء العقيدة والصمود
التحية لکم جيمعاً الذين توافدتم من خمس قارات العالم إلی هذا المکان.
والتحية لکم ايها الشخصيات، والممثلين لتسعة وستين بلداً في العالم الذين جئتم إلی هنا للإعراب عن تضامنکم مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
التحية لمجاهدي خلق، من الشهيدة أشرف رجوي والقائد الشهيد مو‌سی خياباني وحتی صديقة وندا وغلامرضا خسروي، الذين يمثلون نبراساً وقدوة للجميع، الأبطال الذين فتحوا بدمائهم طريق النضال ضد الدکتاتورية الدينية لمدة ثلاث وثلاثين سنة.
والتحية للشعبين المنتفضين في سوريا والعراق ومعرکتهما من أجل الحرية والديمقراطية وضد الإرهاب والتطرف الديني.


 



 


أيها المواطنون،
نحن الأن نمرّ بمرحلة حساسة من تاريخ إيران والشرق الأوسط، منعطف يتفاعل مع أکبر حقيقة في المرحلة الراهنة؛ ألا وهي، هذه الحقيقة، مرحلة النهاية لنظام ولاية الفقيه.
إن تفجر غضب الشعب العراقي، هزّ سيطرة ولاية الفقيه في هذا البلد، ومراهنة الملالي لمدة إحدی عشرة سنة في العراق أصبحت في مهبّ الريح. والملالي الذين کانوا يريدون تفادي تجرّع کأس السمّ، دبّت آثار سمّ هزيمتهم في العراق في جميع أوصال نظامهم.
کان العراق، منذ اليوم الأول، وبسبب موقعه الجيوسياسي، أول فريسة لولاية الفقيه لتصدير تطرّفها وإرهابها إليه. ومن خلال حرب ثماني سنوات وبشعار «فتح القدس عبر کربلاء»، قد وضع خميني نصب عينيه احتلال العراق والسيطرة علی العتبات المقدسة فيه.
في ذلک الوقت خاض جيش التحرير الوطني أکثر من مائة عملية کان أخرها تحرير مدينه مهران والاستعداد للتقدم باتجاه طهران، وبذلک جرّع السمّ في حلقوم خميني. فتوقّفت الحرب المدمّرة، لکن بعد خمسة عشر سنة منها، وبعد الهجوم الأميريکي علی العراق تحقّقت الحلم التاريخي لولاية الفقيه.وتسلّطت علي هذا البلد قوات القدس الإرهابية وعملاؤها الذين کشفنا عن اثنين وثلاثين ألفاً منهم قبل ثمانية أعوام.
وحقاً، ما ذا يفعل اليوم في بغداد قاسم سليماني قائد قوات القدس ومائتان آخرين من قادة الحرس؟
منذ عقد من الزمن، أکّد ملايين من أبناء الشعب العراقي في بيانات أصدورها ووقّعوا عليها أنهم واجهوا منذ البداية «حرباً خفية واحتلالاً مبطّناً» من قبل النظام الإيراني، ومن ثم واجهوا احتلالاً سافراً وصل إلی حدّ تفجير الضريح المقدس في مدينة السامراء.
وفي الوقت نفسه، أي في عام 2006، طالب خمسة ملايين ومائتا ألف من العراقيين بقطع أذرع النظام الإيراني من بلدهم.
وصرّح أحمدي نجاد في بداية عام 2006 قائلاً« إن الله قد وضع حصيلة احتلال البلدين (العراق وافغانستان) في سلّة إيران»!
وفي آب 2007 أعلن علي لاريجاني أن جميع الأطراف الحاکمة في العراق «يطبّقون ما نقول لهم» و«إنهم من أصدقائنا…».
هذه وثيقة بتاريخ نيسان 2004 تفيد أن الحزب الحاکم في العراق طلب الأسلحة من قوات القدس الإرهابية.
إن الشخصيات الأميرکية والأوروبية والعربية الحضور في اجتماعنا اليوم قد صرّحوا خلال السنوات الأخيرة عدة مرّات بأن العراق تم تقديمه إلی الملالي الحاکمين في إيران في طبق من ذهب.
بلد بحکومة تابعة وتحت إمرة ولي الفقيه،
وبأحرار ومثقفين ومقموعين،
وبجمعية مسيحية تم تفجير کنائسها،
وبإبادة أهل السنة فيه،
وبقنابل واغتيالات وتفجيرات يومية،
وبست وعشرين هجوماً علی أشرف وليبرتي وحصر قاتل،
وبعديد من الشهداء والجرحی وبرهائن مختطفين.
صرّح الجنرال اوديرنو في إيلول 2007 أن 73%من خسائر القوات الأميريکية کانت علی يد الميليشيات العميلة للنظام الإيراني.
نعم، الخطأ التاريخي التي ارتکبتها أميرکا هو أنها اعتبرت نظام ولاية الفقيه في العراق جزءا من الحلّ وخضعت أمام حکومة مشترکة معه.
وفي المقابل تم قصف المقاتلين الإيرانيين بشکل عنيف، الذين لم يکونوا طرفاً في الحرب أصلاً، بعد ذلک وإزاء الحماية التي عُرِضَت عليهم قاموا في البداية بتجميع أسلحتهم وبعد ذلک مصادرتها.
وخلال هذه السنوات وخاصة منذ شباط عام 2011، أطلق أبناء الشعب العراقي مئات المرّات شعار طرد نظام الملالي وأقاموا مظاهرات لإبلاغ هذا الشعار. کما أن الاعتصامات والمظاهرات السلمية استمرت لمدة أکثر من عام في ست محافظات عراقية. وتحولّت المعارضة لسيطرة نظام الملالي علی العراق إلی القضية  الأولی والرئيسية في العراق.
إنتفاضة الموصل والمدن العراقية الأخری قد فاجأت بيت خامنئي المهزوز قبل الآخرين، وهزّت قيادة قوات الحرس. النظام الإيراني يحاول يائساً أن يلصق الإرهاب بالإنتفاضة المليونية واقتصارها بالقوی المتطرفة وبذلک يعادي انتفاضة الشعب العراقي. بينما أدان زعماء العشائر وأبناء الشعب العراقي بقوة وعدة مرات کل أشکال التطرف والإرهاب والهجوم علی المدنيين والإعتداء عليهم.
وأکد أبناء العشائر بأنهم هم الذين خاضوا سابقاً الحرب ضد الإرهاب والقاعدة في العراق وأنهم مستعدون لذلک مرة أخری أيضاً. لکن لايمکن التذرع بذلک بهدف تجاهل إرهاب حکومة المالکي والنظام الإيراني اللذين يعتبران السبب لهذه الظروف.
واليوم وبغضّ النظر عن أي تحليل أو رأي، هناک إجماع واسع في العراق وعلی مستوی المنطقة وعلی الصعيد الدولي بشأن تطورات العراق، حيث أن الجميع يقولون إن الظروف الراهنة في العراق جاءت نتيجة سياسة الاحتکار بالسلطة والقمع التي يمارسها مالکي.
إذن، ليس هناک سوی حلّ واحد وهو تنحية المالکي من السلطة. الحل هو قطع أذرع النظام الإيراني في العراق وتشکيل حکومة ديمقراطية شاملة.
ويجب التذکير هنا أن المفاوضات مع الفاشية الدينية والإستنجاد منها لحلّ مشاکل العراق وتحجيم الأزمة فيه، لاتؤدي إلا إلي إيغال الشعب العراقي في مستنقع الاقتتال والحروب الداخلية.
وکنت قد أکدت قبل إحدی عشرة عام أن خطورة سيطرة نظام الملالي علی العراق أخطر مائة مرة من مشروعه النووي. 
وخلال هذه السنوات، وبنفس الأسلوب الذي قمنا فيه بالتنوير في المجال النووي، فإن المقاومة الإيرانية کانت في طليعة من قام بالتنوير وبکشف الحقائق بشأن تدخلات وجرائم نظام الملالي في العراق. وقد وقفت المقاومة الإيرانية في وجه وحش التطرف الديني، ودفعت ثمناً باهظاً لهذا الموقف، حيث أعلنت أن العدو الرئيسي للشعب الإيراني ولجميع شعوب المنطقة هونظام ولاية الفقيه الذي يجب إسقاطه.
التحية لأبطال الصمود والمقاومة، خاصة للشهداء الإثنين والخمسين الذين سقطوا في ملمحة أشرف في الأول من إيلول الماضي، وعلی قمّتهم النساء الماجدات زهرة وجيتي وميترا وجيلا ومريم وفاطمة اللواتي عقدنا هذا الإجتماع  تيمناً بأسمائهنّ الطاهرة.


 


اسحوا لي أن أؤکد هنا علی مسؤولية أمريکا والأمين العام للأمم المتحدة حيال أمن وحماية وسلامة المجاهدين السجناء في ليبرتي.
نحن طلبنا عدة مرّات من أمريکا لتقوم بنقل سکّان ليبرتي، ولو بشکل مؤقت وعلی نفقتنا، إلی أرض الولايات المتحدة أو إلی أحد البلدان الأوروبية. وکانت هذه العملية ولاتزال ممکنة، کما فعلتها أمريکا في الماضي في کردستان العراقية وفي بلقان أيضاً.
وأؤکد من جديد أن لايمکن شنّ أي هجوم علی مخيم ليبرتي دون التدخل  والتنسيق مع الحکومة العراقية. إذن يجب علی أمريکا أن تمنع في الأقل الحکومة العراقية من أي هجوم واعتداء وفرض قيود علی سکّان ليبرتي.
يجب عليها ضمان أمن ليبرتي وإنهاء المحاصرة اللاإنسانية عليه وأن يُرغم العراقيين بإطلاق سراح  الرهائن السبعة من سکّان اشرف. ويجب علی الأمم المتحدة خاصة في الظروف الراهنة  في العراق من انتشار وحدة من القبعات الزرق في ليبرتي. ويجب ضمان حق اللجوء لجميع سکّان ليبرتي حتی الشخص الأخير منهم.


 


ايها المواطنون، أيها الإصدقاء الأعزاء
قلت إن مرحلة نهاية نظام ولاية الفقيه قد حانت. وهذه المرحلة تتبلور في خمس علائم:
الاستعداد الإجتماعي للإنتفاضة وللحرية، والشرخ المتزايد في قمة النظام، وتراجع الملالي من المشروع النووي، والإيغال في الحربين القذرتين اللتين تدوران في العراق وسوريا. والأهم من کل ذلک استعداد المقاومة التي باستطاعتها قيادة جميع هذه التطورات باتجاه إسقاط الديکتاتورية الدينية وتخليص الشعب وتحرير الوطن.
خلال السنة الماضية فشل خامنئي في مسرحية الإنتخابات من فرض مرشحه المطلوب، وأنه خضع أمام مرشح العصابة المنافسة خوفاً من انتفاضة الشعب.
لکن الوجه الخفي من عملة الخوف کان الخوف من مقاومة استطاعت قبل تسعة أشهر من هذا التاريخ کسر قيد الإرهاب و هدم قائمة الإهاب أمامها، لأن هذه القائمة کانت تعطي الثقة للنظام.
وبعد مجئ الملا روحاني إلی الساحة برفع شعار الاعتدال، صرخ مؤيدو النظام أن هذا هو طريق الحل لخروج النظام من الأزمة الکبيرة. نحن قلنا بالعکس وأن نظام ولاية الفقيه أصبح أضعف من السابق، بالرغم من ذلک وخطاباً لهم أکدنا: تفضّلوا وادخلوا مضمار الاختبار، حتي نری ما ذا تفعلون بالحرية وبحقوق الإنسان، وبمشروع إنتاج القنبلة النووية، وبالسياسات العدوانية في العراق وسوريا.
واليوم أنظروا أن الملا روحاني قد خطی خلال ثمانية أشهر فقط مسيرة ثماني سنوات في عهد خاتمي، ولم يأت للشعب الإيراني بالرفاهية الاقتصادية وحقوق الإنسان، ولا للنظام بالاستقرار والثبات.
وفي المقابل قد زاد من القمع والإعدامات بشکل غير مسبوق، وتحت حکومة روحاني يصرف من الميزانية ما يعادل نصفها للقمع وتأجيج نيران الحروب، لأن هذا النظام يخاف من خطورة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية.
وفي اليوم الذي نتحدث فيه فإن 67% من الوحدات الصناعية للبلاد قد أغلقت والعملة الرسمية سقطت بنسبة 80%، والنظام المصرفي في حالة إفلاس، والنظام الزراعي مهدّم، ونصف المدن الإيرانية تعاني من شحّ المياه، والبيئة أصابتها کارثة. وحلَّ الفقر بالمجتمع بشکل يحتاج فيه أغلبية أبناء الشعب إلي الدعم الحکومي الذي لايتجاوز 42سنتا في اليوم.
الملالي الحاکمون قد صرفوا کل الخيرات في مجال القمع والحروب والإرهاب، وهذا هو السبب الرئيسي للتضخم والفقر والمجاعة لدي الشعب الإيراني. ولهذا السبب نقول إن الأزمة الاقتصادية في البلاد ليس لها حلّ سوی سقوط نظام ولاية الفقيه.


 


ايها المواطنون
کلکم تعرفون أن نظام ولاية الفقيه کان ينظر إلي المشروع النووي کضمان لبقائه ولايزال هذا هو رأيه. المشروع الذي کشفت المقاومة الإيرانية النقاب عنها منذ ثلاثة عقود. في المقابل نحن أعلنا مرات ومرات بأننا نريد إيران خالية من النووي.
نحن کنا دائما نطالب بتراجع الملالي وتجرّع السم في هذا المشروع اللاوطني. المشروع الذي صرفوا فيه، کما کتبت مجلة الايکونوميست، أکثر من ثلاثمائة مليار دولار. وکشف أحد وزراء أحمدي نجاد مؤخرا أن هذا المشروع يضرّ بإيران اکثر من 160 مليار دولار سنوياً.
وحقاً هل کان النظام مستعداً للتراجع بهذا الحدّ من دون وجود عمليات الکشف والمعرکة العالمية التي خاضتها المقاومة في هذا المجال ومن دون الضغوط والعقوبات الدولية ؟ واضح أن الجواب لا، لأن الملالي لايفهمون أي لغة إلا لغة القوة والحسم.
إنهم وقعوا في الفخّ النووي، فإذا استمرت عمليات الاحتيال والمماطلة وکسب الوقت فإن الحالة ستزداد سوءاً. وإذا تم سحب لثعة الثعبان النووي، فإن توازن النظام الداخلي سيختلّ وسيفتح الطريق للإنتفاضات المرجوّة.
إنني أقول للملالي الحاکمين: نفترض فرض المحال أن جميع العقوبات الغيت اليوم، لکنکم لن تستطيعوا إنقاذ الاقتصاد المنهار ونظامکم الذي يعيش حالة الإحتضار.
وهنا أحذّر باسم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني بالسادة 5+1 أنه حذار أن تتساوموا في فينا وفي جنيف بشأن حقوق إنسان الشعب الإيراني وأن تعطوا إمتيازات لهذا النظام.
يجب أن تُرغموا نظام الملالي بإزالة المشروع النووي لصناعة القنبلة وتخصيب اليورانيوم والمياه الثقيلة.
ارغموهم حتی ينفّذوا جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس الحکّام.
ويجب علی هذا النظام دون قيد أو شرط الرضوخ للبروتوکول الإضافي وللزيارات الدولية للمفتشين لجميع المراکز المشکوک فيها أعم من النووية أو العسکرية.


 


أيها المواطنون
قد تحدثنا عن المآزق القاتلة في نظام الملالي. هناک مهلکة أخری غرق فيها خامنئي وهي الحرب ضد الشعب السوري: حرب مع مائتي الف قتيل، حرب مع أحد عشر مليون مشرّد، وحرب شارک فيها خامنئي بدماء وأموال  الشعب الإيراني حتي يحول دون سقوط الدکتاتور في سوريا.
ولاية الفقيه، وکما يقول بملء فمه، يستفيد من العراق وسوريا ولبنان بصفتها «العمق الستراتيجي» لنظامها. معنی ذلک هو أن سوريا والعراق يعتبران جدران الحماية لهذا النظام وإذا ما سقطت هذه الجبهات فإن الملالي يجب عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم في طهران وهناک سينهارون بسرعة.
نحن نناشد مرة أخری المجتمع الدولي لدعم وتأييد الثورة السورية والجيش الحر وائتلاف المعارضة لقوی الثورة والمعارضة السورية.
نعم، في الوقت الحالي من طهران وبغداد ودمشق، من المأزق النووي وأزمة حقوق الإنسان وانهيار الاقتصاد، والعمليات القاتلة المليئة بالسمّ للنظام، کل ذلک بدأ نشاطها وفاعليتها ضد ولاية الفقيه ويتسابق بعضها بعضا.
وإذا کان هناک شخص يشکّ في وصول الفاشية الدينية إلی خط النهاية وإلي منحدر السقوط، فمن المفضّل أن يتذکر الانتفاضات الشعبية في إيران قبل خمس سنوات في مثل هذه الأيام، الانتفاضات التي وصل فيها النظام إلی بوابات السقوط، لکن خانوا فينا وفي شعبنا.
نعم، نحن نقول إن حکم الملالي وصل إلی نهايته،
وإيراننا ليست إقطاعية ولاية الفقيه والمتطرفين المناوئين لإيران!
ايراننا ليست دائرة مفرغة بين خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني!
النظام الذي سجّل الرقم القياسي العالمي في الإعدامات وهو البنک المرکزي للإرهاب يجب أن يسقط.
هذا هو حکم التاريخ! وهذا هو حکم دماء مائة وعشرين ألفاً من شهداء طريق الحرية!
وهذا هو صرخة اجتماعنا اليوم بأن: الفاشية الدينية يجب أن يسقط.


 


أيها المواطنون
الحقيقة هي أن الديناميکية والقوة الدافعة الرئيسية الموجٍّهة للتطورات ليست المعرکة بين النظام وأمريکا في الملف النووي أو الصراع بين الجناحين الحاکمين في النظام. المعرکة الرئيسية کانت ولازالت بين الشعب والمقاومة الإيرانية مع نظام ولاية الفقيه. المقاومة التي تجعل من قلب السجون السياسية مراکز للعصيان والتمرّد والاحتجاج، وتدعو القوی الديمقراطية المضادّة للتطرف للديني في العراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط إلی مواجهة بؤرة التطرف ونظام ولاية الفقيه. المقاومة التي هي النقيض للإرهاب ولتصدير التطرف الديني. المقاومة التي عرض مجاهدو هذه المقاومة المخلصون صموداً عديم النظير خلال اثنا عشر عاماً في الخط الأمامي وفي أحلک الظروف. من خلال معارک عظيمة خاضها من أمثال الإضراب الساحق عن الطعام لمدة 108 أيام والذي انتشر واشتعل وتکثّر بعد ذلک في مختلف بلدان العالم.  من خلال أطول اعتصامات استمرت منذ ثلاث سنوات في جنيف، و بسلسلة لانهايه لها من المظاهرات اليومية في مختلف ربوع العالم بمشارکة أصدقاء أشرف والجاليات الإيرانية.
هذه الوقائع تسطر بأحرف من نور مقدرة وقوّة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لتغيير النظام.
المقاومة التي کما يقول مسعود «تعرض السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والإستقرار والبناء وإيران خالية من النووي في هذه المنطقة من العالم».
نعم، مقاومة عبرت خلال ثلاث وثلاثين سنة من بوتقة جميع الإختبارات تستطيع بلاشک أن تصل إلی عتبة صرح الحرية وحکم الشعب. نعم نستطيع ويجب.


 


أيها المواطنون،
يلجأ نظام الملالي داخل وخارج إيران إلی مؤامرات وإجراءات واسعة ضد مجاهدي خلق وضد المقاومة الإيرانية. علی سبيل المثال ولا الحصر، نشر مئات الکتب وإنتاج عشرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وإقامة مئات المعارض ضد المجاهدين. ولاسبب وراء ‌ذلک إلا أنهم يخافون من شعبية وفاعلية هذه المقاومة.
الملالي يزمعون أن هذه المقاومة ليست لها قاعدة شعبية داخل  إيران.
ردّنا هو: وفّروا الأمن لأعضاء وأنصار هذه المقاومة حتی يقيموا مسيرة في شوارع طهران، وآنذاک سترون کيف أنهم سيعبرون مجمل نظامکم.
الملالي يقولون: إن إطالة عمر نظامهم لمدة 35 سنة دليل علی قوّتهم.
ردّنا هو: أوقفوا الأعدام والتعذيب حتي يری الجميع أن هذا النظام البالي لن يستمر حتی 35 يوماً.
نعم، إن خارطة طريقنا کانت ولازالت أنه: إذا کان ثمن الوصول إلی الحرية هو العبور من تحمل مصائب القمع والسجن والتعذيب والإعدام بالرصاص، إذا کان الوصول إلی الحرية يتطلب تقبّل التهم وتشويه الصورة وخناجر الخيانة والغدر، وإذا کان للوصول إلی الحرية يجب العبور من سبعين اختبارا وبلاءا، نعم، نعم إننا وفي معرکتنا من أجل تحقيق الحرية مستعدون وجاهزون لخوض مئات أخری من سلسلة هذه البلايا.


 


أيها المواطنون والحضور الکرام،
قد تحدثنا اليوم بشأن الفاشية الدينية وانجازات المقاومة الإيرانية.
لکن کان أکبر فشل النظام في عام 2013 إحباطه في إلحاق ضربة إلی زعيم المقاومة.
 قبل عام أشرت هنا إلی دسائس خامنئي وعمليات تجسس مارتين کوبلر ضد مسعود. وبموازاة ذلک قاموا بحملة تشويه وتعبيد الطريق للهجوم وارتکاب جريمة کبری في أشرف. وصرّح زعماء النظام بأن هجومهم علی أشرف في أول سبتمبر الماضي کان أهم لهم من مواجهات عملية «الضياء الخالد». إنهم دفعوا خائناً لمرافقة قوات المالکي حتي يقودهم ويوصلهم بأسرع ما يمکن إلی مقر القيادة في أشرف. لکنهم فشلوا في الحصول علی هدفهم الرئيسي.  وقد زاد قادة النظام بعد الهجوم علی أشرف من أحقادهم وضغا‌ئنهم ضد زعيم المقاومة.
والسبب هو أن ما بناه مسعود، من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وجيش التحرير ومواجهة تصدير الإرهاب والتطرف الديني والترکيز علی کاهل آخيل هذا النظام علی الصعيد الجيوسياسي[العراق]، کل هذه تسدّ الطريق علی نظام ولاية الفقيه؛ نعم ما أسسه مسعود هو مثال وطريق لعدم الاسستلام، مسيرة التضحية والصدق، ودرس الوفاء بالعهد،
وبسبب وجودهذه المسيرة وهذا الجيل فالملالي يتضورون خوفا من السقوط، لأنهم يرون بأم أعينهم أن جيل مسعود أراد تحقيق الحرية للشعب الإيراني بأي ثمن کان.


 


أصدقائنا الأعزاء
 نحيّي السجناء السياسيين وعوائلهم الأبطال، هؤلاء الذين استطاعوا بمقاومتهم أن يقدّموا للنظام کأس سمّ آخر في مجال حقوق الإنسان. حيث أن الهجوم الوحشي علی ردهة 350 في سجن ايفين، الذي أصبح مرکزاً للعصيان کأشرف، جاء  بهدف ترهيب السجناء السياسيين والمجمتع الإيراني بأجمعه.
التحية للشهيد غلامرضا خسروي، الذي کان في قبضة الملالي لکنه قدّم نفسه بأنه من مجاهدي خلق، وبذلک  تخطی الخط الأحمر في نظام الملالي، وفي منتهی التهور وجّه سهامه إلی قلب النظام وهکذا جعل من قضيته قضية خالدة.
قال غلامرضا: «بمنتهی الفخر والإعتزاز أعتبر نفسي أحد أنصار منظمة مجاهدي خلق». إذن تبجح الشعب الإيراني ببطولته، کما أن شباب إيران أخذوا منه درس الجرئة والحرية والنضال.
نعم، إن السجناء الشجعان من أمثال غلامرضا والسجناء المجاهدين المناضلين، السجناء الأکراد والعرب والبلوش وأهل السنة الذين هم معرّضين للإعدام والاستشهاد، اثبتوا جيداً أن مقاومتهم بأيد مغلولة وفي زوايا السجون هي النضال بعينها في معرکة إسقاط النظام. النضال الذي يجعل من الجلاد في کل لحظة أن يرکع أمام إرادة السجين. والتاريخ يشهد آنه مادام هناک نضال کهذا، فلن يکون الديکتاتوريين في أمان إطلاقاً.
التحية للشهداء والتحية للمقاومين!


 


أصدقاؤنا الأعزاء
أتقدم إليکم بالتهنئة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارک وإلي جميع المسلمين خاصة الشعوب الإيرانية والسورية والعراقية والفلسطينية والأفغانية والمجاهدين السجناء في ليبرتي.
علي أمل أن يحين عيد فطر الشعب الإيراني وشعوب الشرق الأوسط بأقرب وقت ممکن.
مع التحية لشهداء انتفاضة الشعب الإيراني، أدعوعموم المواطنين إلی المقاومة والإنتفاضة ضد نظام ولاية الفقيه.
أدعو إلي تخليص إيران الأسيرة
وأدعو إلی بناء إيران حرة وجمهورية مبنية علی أساس الفصل بين الدين والدولة والمساواة بين الرجل والمرأة وإلغاء حکم الإعدام وإيران خالية  من النووي.
سنبني وطناَ
لن يکون فيه قانون أعلی من مطلب الشعب
سنبنی وطناً
تبقی فيه المشانق ذکريات مرّة منسية
وهول رافعات الأثقال يذکر الناس من جديد
إلی بناء مدينة الرسالة.
   
سنبني وطناً
سيلغی فيه حکم الإعدام المشؤوم.
وستکون الکتابة المتکررة للطلاب في المستقبل
وفي جميع الأزقّة والطرقات:
لا للسوط وللتعذيب
لا لجراحة البسمة والضحک علی شفاه المواطنين
لا للتدمير بالقنبله النووية
وسيکون قلب هذا التراب مرکز تفجير الفرح والسرور
والحق المسلّم لن يکون سوی الحرية في جميع أنحاء الوطن
سنبني وطناً
«تکون سعة الشمس فيه بحجم عيون المستيقضين بالأسحار»
واسم هذه الوطن المحرّر:
ايران
 اسم هذه الوطن المحرّر:
ايران.


والسلام عليکم وأشکرکم

زر الذهاب إلى الأعلى