أخبار إيران

سيرة المؤسس الکبير محمد حنيف نجاد

 


 ولد محمد حنيف نجاد عام 1938 في مدينة تبريز من عائلة فقيرة وأکمل دراسته الابتدائية في مدرسة همام الابتدائية والثانوية في مدرستي المنصور وفردوسي. ورغم ظروف الاقتصادية السيئة استطاع مواصلة تحصيله الدراسي حتی دخوله الجامعة.
في عام 1963 تخرج من کلية الزراعة بجامعة طهران (فرع هندسة المکائن الزراعية). وکانت نشاطاته الاجتماعية تشکل جانبًا من حياة محمد حنيف نجاد. منذ مرحلة الدراسة الثانوية زاول نشاطه في اللجان الدينية غير أن هذه النشاطات لم تکن تروي روحه الظمآنة لذا کان دائم التفکير في کيفية القضاء علی الظروف التي تؤدي إلی فقر وبؤس الناس. وبدخوله الجامعة ضاعف من نشاطاته ومثل طلبة کلية الزراعة في الاتصال والتنسيق مع «جبهة ملي» (الجبهة الوطنية) وحرکة تحرير ايران. وقبل اجراء الانتخابات المزيفة للشاه في شباط عام 1962 بيومين اعتقل من قبل ساواک «الجهاز الامني» الشاه الخائن ومکث سبعة أشهر في سجني قزل قلعة وقصر.  ولم يتوقف عن نشاطاته حتی وهو في السجن اذ واصلها بعقد الاجتماعات ونشر النهج الثوري وانتقاد القادة المحافظين للجبهة الوطنية.
في السجن تعرف علی الاب الطالقاني وانهمک في دراسة عميقة ومستفيضة للقرآن الکريم مستوعبًا منها دروسًا بليغة. وبعد انهاء دراسته عام 1963 ذهب لاداء الخدمة العسکرية في سلطنة آباد طهران ومقر مدفعية اصفهان وواصل في هذه الفترة مطالعاته السياسية والايديولوجية والعسکرية وکان دائم التفکير في کيفية اخراج حرکة تحرير الشعب الايراني من المأزق التي هي فيه.
بعد أحداث الخامس من حزيران عام 1963 توصل إلی نتيجة أن لا سبيل غير الکفاح المسلح لمواجهة نظام الشاه. وبعد عودته من الخدمة العسکرية التقی بعض رفاقه في الفکر ومنهم سعيد محسن وناقشهم فيما يجول بذهنه. وبعد مراجعة مستفيضة للاحداث وللمسيرة النضالية خاصة التي تخص نهج الاحزاب السياسية الايرانية وسبب فشلها أدرکوا بأن عهد العمل والنشاط الاصلاحي قد ولّـی وأن الکفاح المسلح الثوري هو السبيل الوحيد للاطاحة بالنظام. وهکذا وضعوا البذرة الاولی لمنظمة المجاهدين في ايلول من عام 1963.
واصل المؤسس الکبير لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية دراسته العميقة والمستفيضة للقرآن الکريم بنظرة علمية وثورية کما طالع وبنفس الحماس والاهتمام النظريات والمعتقدات الفلسفية الاجتماعية والثورية المعاصرة وکان يستوعب ويتعلم منها الحقائق والجوانب الايجابية اذ کان يعتقد أن أي رأي يدفع المرء نحو التکامل وأي رسالة تحرر البشر المکبلين من أغلالهم وتجعلهم يسيرون في الطريق الاساسي للخليقة هي رسالة متکاملة لابد من الاستفادة منها وهکذا تعلم واستوعب هذه النظرة من القرآن: «وبشر عباد الذين يسمتعون القول فيتبعونه أحسنه» ومن خصوصياته البارزة الاخری هي أنه لم يکن يقبل أبدًا الجلوس دون عمل مکررًا معلوماته فالشعور العميق بالمسؤولية الکبيرة ازاء الوضع القائم وازاء المظلومين والمضطهدين والمستغَلين کان يدفعه دائمًا للمزيد من الجهد والعمل مرددًا باستمرار «ان واجب الانسان ورسالته لا تعني فقط معرفة المجتمع بل عليه تغيير ذلک نحو التکامل».
في ايلول عام 1971 وعلی اثر الضربة التي تلقتها المنظمة اعتقل المؤسس الکبير لمنظمة مجاهدي خلق من قبل ساواک (الجهاز الامني) الشاه الخائن وألقي به في السجن ورفض وهو في السجن الانصياع للتسوية والاستسلام من أجل انقاذ حياته برفض اقتراح الساواک. وفي 25 مايس 1972 أي قبل يومين من زيارة ريجارد نيکسون رئيس الولايات المتحدة لايران أعدم مع کل من سعيد محسن وعلي اصغر بديع زادکان و رسول مشکين فام ومحمود عسکري زاده. وهکذا بتقبله الموت الاحمر ونيل الشهادة بقي حنيف الکبير خالدًا في تاريخ ايران بعد التوقيع بدمه علی ملحمته ومفخرته الفکرية باعتباره مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى