مقالات

هل من هجوم وشيک علی «الحرية»؟

 



ايلاف
1/9/2014



بقلم: *محمد إقبال


 
يوم الاثنين 11 من أغسطس 2014 تمت تنحية نوري المالکي رئيس الوزراء المنبوذ في العراق الذي مارس طيلة السنوات الثماني الماضية نيابة عن النظام الايراني اضطهاد أعضاءالمقاومة الايرانية.
وهذه الحکومة کانت تحکم البلد طيلة هذه السنوات علی نهج قوة القدس، بممارسة سياسة ممنهجة لاقصاء السنة وکانت تتعامل بالقتل والقصف مع الثورة العارمة للعشائر العراقية والشعب العراقي المطالب بنظام ديمقراطي غير طائفي.. ولهذا نقول ان تنحية المالکي يعتبر هزيمة استراتيجية لا يمکن تفاديها من قبل ملالي ايران وحرقا لمراهنتهم طيلة السنوات الثماني الماضية. ولهذا السبب بدأ النظام الإيراني وفي عملية انتقامية عشوائية مستخدما يد المالکي کعادته وحکومة تصريف اعماله منذ ذلک اليوم بممارسة سلسلة جديدة من الضغوط ضد سکان مخيم «الحرية» العزل اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق.
حيث بدأت القوات المؤتمرة بإمرة رئيس الوزراء العراقي المنتهي ولايته بمنع دخول الوقود إلی مخيم ليبرتي، وهذا الامر ما زال مستمرا حتی لحظة کتابة هذا المقال، مما ادی الی حدوث ازمة انسانية خانقة في المخيم، لان من جرب العيش داخل مخيم ليبرتي ولو لفترة قصيرة فانه سرعان ما يعرف أن کافة الشؤون الحياتية والمعيشية اليومية فيه من انارة وطبخ وتبريد وضخ مياه وتفريغ المياه الثقيلة يعتمد بشکل کامل علی الکهرباء المولدة من قبل مودلات المخيم بشکل اساسي، وهذه الاشياء کلها الان متوقفة عن العمل جراء منع وصول الوقود الی داخل المخيم.
نعم ان جميع الخدمات الحياتية في ليبرتي قد توقفت جراء قطع الوقود عن المولدات التي هي بمثابة شريان الحياة لسکان المخيم.. السبب الرئيس وراء هذا کله يعود إلی انجاز «رائع» حققه حکم المالکي في العراق والذي منع من توصيل الشبکة الوطنية للکهرباء والمياه الی مخيم ليبرتي.. وبالتالي فان الکهرباء تؤمن فقط بواسطة المولدات المتعبة.
إن اجراءات قوات المالکي اللاإنسانية في منع دخول الوقود لم تهدف إلا لممارسة الضغط علی السکان وتعذيبهم لأنه وحسب التقارير والوثائق التي وصلت الی المقاومة الايرانية من داخل البلاد انه عقب زيارة الحرسي علي شمخاني سکرتير مجلس الامن لنظام الملالي والحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية الی بغداد في يوليو الماضي، أمر مستشار الامن الوطني للمالکي القوات العراقية القمعية بتصعيد الضغوط والمضايقات والحصار علی السکان ومطالبهم قدر الامکان وتحديد تنقلاتهم من والی خارج المخيم وضمن ترتيبات معينة لاشعار السکان بانهم غير آمنين.
إن ذکر الحالات المتعددة من المنع والحرمان والاذی التي مارستها قوات المالکي علی سکان مخيم الحرية خارجة عن نطاق هذا المقال، وأن السکان وممثليهم ومحاميهم کما کثير من المجموعات البرلمانية والمدافعين عن حقوق الانسان احتجوا مرات عدة علی هذه الممارسات اللانسانية وطالبوا الامم المتحدة والحکومة الاميرکية والاتحاد الاوروبي والهيئات المعنية الاخری الا انه وللاسف حتی تقارير الامم المتحدة بشان العراق لا تلمح ولو بالحد الادنی الی هذه الممارسات الاجرامية التي تمثل حسب اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما (محکمة الجنايات الدولية) جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب.
وذهبت هذه الاجراءات إلی حد منع رجال المالکي في عمل غير مسبوق دخول المواد الغذائية والادوية الی المخيم، فيما سجلت حالات لضربات شمس لعدد من سکان المخيم جراء انقطاع الکهرباء الناتج عن منع الوقود وخصوصا ان بين هؤلاء المصابين مجموعة من السيدات اللواتي نقلن الی المستشفيات العراقية في ظروف صحية متدهورة.
وفي مثل هذه الظروف التي ترتفع فيها الحرارة في العراق الی درجات عالية جدا، فان الحياة اليومية خاصة في الکرفانات الحديدية التي تعد بيوتا للسکان اصبحت لا تطاق وهذا الامر ادی الی اصابة العديد منهم بضربات شمس وبشکل يومي.
ونتذکر هنا انه وفي مثل هذه الايام خلال السنة الماضية کانت تجري اجراءات مماثلة في مخيم أشرف لمجاهدي خلق في محافظة ديالی العراقية. وکانت قوات المالکي قد قطعت الکهرباء والماء عن «أشرف»، وفي النهاية اجرت قوات عراقية عميلة للنظام الإيراني في الأول من سبتمبر 2013 هجوما وحشيا علی 100 من سکان المخيم العزل في مخيم أشرف الذين کانوا هناک حسب اتفاق موقع بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحکومة العراقية للحفاظ عن ممتلکات السکان واموالهم حيث قتلت 52 منهم وتم اخذ 7 اشخاص أخرين کرهائن لا يعرف مصيرهم الی حد الآن.
إن هذه التمهيدات تذکرنا بهذا الهجوم الدامي علی اللاجئين العزل.. وإن الولايات المتحدة والامم المتحدة لديهما مسؤولية واضحة وغير قابلة للنقاش حيال سلامة وامن السکان، وعليهما ان تتخذا الاجراء العاجل لارغام الحکومة العراقية بوقف هذه الاجراءات غير الانسانية فورا.
* خبير ستراتيجي إيراني

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى