أخبار إيران

مطار «الخميني» في طهران : منطلق للأسلحة والصواريخ والمخدرات التي توزع في الشرق الأوسط

 


 
سلام حرب 
28/8/2014


 


في تموز من العام 2013، تداولت وسائل الاعلام خبر وصول الرئيس السوري وبرفقة عائلته إلی مطارالامام الخميني في طهران وکان هذا حدثاً ملفتاً إذ أن مطار الخميني الدولي مختص بالسفر الخارجي، في وقت جرت العادة علی استقبال الرؤساء الضيوف في مطار مهرآباد الدولي. وإذ بدا ان لجوء الرئيس السوري بشار الأسد الی ايران من خلال هذا المطار الذي يقع علی بعد 30 کلم جنوب غرب العاصمة الإيرانية هي غير دقيقة بدليل بقائه في السلطة حتی لحظة کتابة هذا التقرير، فإنّ هذا المطار قد لعب دوراً بتثبيت حکم نظام الأسد في سوريا من خلال وارداته من الأسلحة التي تحمل الموت للسوريين. فمنذ العام 2004 حين افتتحه الرئيس محمد خاتمي، بات مطار الخميني ضمن صلاحيات الحرس الثوري وجزء من شبکته التمويلية الاقتصادية. وقد عمل الحرس علی افشال تنفيذ عقد حکومي ايراني تم توقيعه مع شرکة ترکية لحراسة الرحلات وبعض نواحي المطار، بذريعة أن تشغيله من قبل أجانب “يعرض البلاد للخطر” بالرغم من أنّ شرکات ترکية ونمساوية ساهمت في بنائه، وفق تقرير لصحيفة الغارديان اللندنية في العام 2010.


البارحة،، وبحسب تقرير أعدّه مجلس المقاومة الإيرانية المعارض للنظام الإيراني فإنّ مطار «خميني» مختص بتصدير الموت إلی بلدان آخری. وينقل التقرير عن صحيفة «زوددويتشه» Sueddeutsche Zeitung الألمانية في 27 تموز من هذا العام التي ذکرت أنّ قوات الحرس الثوري الايراني (الباسدران) ومن مطار الخميني في طهران، ترسل الامدادات العسکرية والأعتدة الحربية جميع حلفاء طهران في الشرق الأوسط بالاضافة الی المقاتلين الشيعة الأفغان والايرانيين والعراقيين الی سوريا وبالتحديد الی اللاذقية. ويرسل فيلق القدس التابع لقوات الحرس هذه عن طريق طائرات النقل والرکاب لإجراء العمليات العسکرية في الخارج. وهذا بالتحديد ما سبق لصحيفة القبس الکويتية أن أوردته مطلع هذا الشهرحين ذذکرت ان الحرس الثوري يستفيد من خطوط طيران مدنية مثل «ايران اير» و«ماهان» وخطوط اخری لنقل الأسلحة دون رقابة وتفتيش من بعض دول المنطقة وبالتحديد الی حماس وحزب الله وسوريا.


وقد وقع انفجار شديد في مستودع للأسلحة بالقرب من مطار الخميني قبل شهرين، رصدته اقماراً اصطناعية غربية. من هذا الموقع (کما تشير صورة الخريطة)، يقوم الباسدران بارسالتصدير الأسلحة إلی الشرق الاوسط بأسره ، وخاصة إلی القوات الموالية لبشار الأسد في سوريا، إلی حزب الله في لبنان وإلی المنظمات الفلسطينية في غزة. ويتابع تقرير «زوددويتشه» الألمانية أنّه بحسب معلومات واردة من قبل أجهزة أمنية غربية، تقوم بادارته فرق من فيلق القدس الذي يرأسه قاسم سليماني والذي بدوره يتخذ من قاعدة الحسين إحدی القواعد العسکرية الثلاث مقراً له. أجزاء کبيرة من شرقي المطار تقع تحت سلطتها وتمنع الاقتراب منها تحت عنوان شرکة «إيران إير» في حين تتخذها مرکزاً لوجستياً ومستودعات للأسلحة وللصواريخ مثل : صواريخ قصيرة المدی من نوع «فتح 110» بمدی 200 کيلومتر، صواريخ مضادة للسفن من نوع «ث 802 نور»، صواريخ ارض – جو، صواريخ مضادة للدبابات، بالاضافة الی قذائف لمدافع الهاون وأسحلة خفيفة ومعدات عسکرية متنوعة.


وقد بق لعدة مصادر اعلامية ان نقلت أنباءً عن حشود للحرس الثوري منذ بداية آب للتدخل في سوريا عقب سقوط محافطة الرقة بيد تنظيم الدول الاسلامية في العراق والشام (داعش). وتشير المعلومات إلی أن مطار الخميني الدولي شهد حرکة غير طبيعية خلال هذا الشهر خصوصاً علی متن الخطوط الإيرانية المتجهة إلی سوريا. وقد تحول أکبر وأحدث مطار في ايران الی خلية نحل منذ بدء الثورة في سوريا قبل ثلاث سنوات ونيف بالرغم من أنّه يستقبل وتنطلق منه الرحلات المدنية في الظاهر إلا أنّه يقع وسط ثلاث قواعد عسکرية للحرس الثوري، تؤمن له الدعم والاسناد وبدوره يشکل لها قاعدة لنقل وتلقي الامدادات العسکرية جواً. وکانت وکالة رويترز قد ذکرت في إحدی تقاريرها عن أنّ عشرات الأطنان من المساعدات العسکرية وألاف العسکريين أرسوا عبر مطار الخميني إلی نظام الأسد من خلال الخطوط الجوية التي من المفترض ان تحمل الرکاب المدنيين.


ولکن مطار الخميني الذي اشتهر بنقله للأسلحة کان سبق له وشهد فضيحة أخری من نوع مختلف حين کشف موقع “إيران سبز” حقيقة حول هبوط طائرة فيه تحمل 29 طناً من المخدرات. وقد أعلن قائد شرطة المطارات الايرانية في حينها، والي اعترف بدخول کل هذه الکمية للمرة الأولی الی البلاد، أن شحنة المخدرات التي جری الکلام عنها قد نالت ترخيص لاستخدامها لأغراض طبيّة وإنتاج الأدوية من قبل وزارة الصحة العامة. محاولة للتغطية علی هذه الفضيحة، وأکد التقرير أن الحرس الثوري له علاقة وبشکل موسع بالاتجاربالمخدرات وتهريبها إلی شرق آسيا، وأوربا وأمريکا. وقد اشار مرکز American Enterprise Institute في تقرير له في العام 2007، أن الحرس الثوري قام بتهريب ما تربو قيمته عن مليارات الدولارات من السلع الفاخرة، والهواتف المحمولة ومستحضرات التجميل تهريبها عبر مطار الإمام الخميني خلال الأشهر الثمانية عشرة الأولی عمل المطار علی أقل تقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى