أخبار العالم

الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يضربان الاقتصاد الروسي

 



ا. ف. ب.
29/7/2014



 أعلن الرئيس الاميرکي باراک اوباما، الثلاثاء، فرض عقوبات اقتصادية جديدة علی روسيا المتهمة بزعزعة الاستقرار في اوکرانيا لکنه رفض فکرة دخول العالم في “حرب باردة جديدة”، وذلک بعيد عقوبات مماثلة فرضها حلفاؤه الاوروبيون.
ميدانيا، کثفت القوات الاوکرانية هجماتها واعلنت الثلاثاء استعادة بلدة ستيبانيفکا علی بعد 80 کلم شرق دونيتسک. وهذه المنطقة الواقعة بين الحدود الروسية وموقع تحطم الطائرة الماليزية في 17 تموز/يوليو شهدت معارک عنيفة في الايام الاخيرة.
وقال اوباما في البيت الابيض: “اليوم تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة علی قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي: الطاقة والتسلح والمالية”، وذلک بعد بضع ساعات من اعلان بروکسل فرض سلسلة عقوبات لمنع الشرکات والمصارف الروسية من الوصول الی الاسواق المالية الاوروبية وحظر أي بيع جديد للاسلحة والتکنولوجيات الحساسة في مجال الطاقة.
واذ اسف لقيام روسيا بعزل نفسها عن المجتمع الدولي “بعد عقود من التقدم الفعلي”، اعتبر اوباما “أنه خيار قامت به روسيا والرئيس (فلاديمير) بوتين تحديدًا”.
لکنه اکد “أنها ليست حربًا باردة جديدة”، موضحاً “أنها مشکلة محددة جدًا مرتبطة بموقف روسيا الذي يرفض الاعتراف بأن اوکرانيا تستطيع سلوک نهجها الخاص”.
وتبنی الاتحاد الاوروبي موقفاً حازمًا حيال موسکو منذ تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوکرانيا في منتصف تموز/يوليو والتي يرجح أنها اسقطت بصاروخ اطلقه الانفصاليون الموالون لروسيا. وهذه المأساة التي اودت ب298 شخصًا بينهم نحو مئتي هولندي دفعت الاوروبيين لضرب الاقتصاد الروسي والانتقال الی “المرحلة الثالثة” من عقوباتهم.
وصرح رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي أن العقوبات الاوروبية تشکل “تحذيرًا قويًا”، محذرًا من أن “زعزعة استقرار اوکرانيا أو أي بلد آخر مجاور ستکون لها اکلاف هائلة علی الاقتصاد الروسي. ان دعواتنا ظلت حبرًا علی ورق (…) الاسلحة والمقاتلون يستمر تدفقهم علی اوکرانيا انطلاقًا من روسيا”.
من جهتها، رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميرکل أن هذه الخطوة “کان لا بد منها”، داعية السلطات الروسية الی “سلوک نهج نزع فتيل التصعيد والتعاون” في النزاع الاوکراني.
واعتبر أوباما أن تبني الاوروبيين هذه التدابير رغم علاقاتهم الاقتصادية الوثيقة بروسيا يثبت أن “صبر اوروبا حيال الرئيس بوتين ينفد”.
واعلنت وزارة الخزانة أن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات مالية جديدة علی روسيا عبر ادراج ثلاثة مصارف روسية علی اللائحة السوداء.
وبموجب هذه العقوبات يحظر علی الاميرکيين أو أي اشخاص في نطاق القضاء الاميرکي القيام بأية تعاملات جديدة علی المديين المتوسط أو الطويل مع بنک “في تي بي” ثاني اکبر المصارف الروسية، أو “بنک موسکو” المتفرع منه، وکذلک بنک الزراعة الروسي.
والتدابير الاوروبية لن يکون لها مفعول رجعي في مجال الدفاع ولن تتعلق سوی بالعقود الجديدة ما يتيح لفرنسا بيع حاملتي مروحيات ميسترال لروسيا. وکانت باريس تعرضت لانتقادات لرفضها الغاء هذا العقد المبرم في 2011 بقيمة 1,2 مليار يورو.
وقرر الاوروبيون ايضًا تجميد ارصدة اربعة رجال اعمال روس مقربين من الرئيس بوتين متهمين بالاستفادة من ضم شبه جزيرة القرم أو بانهم دعموا بشکل ناشط زعزعة الاستقرار في شرق اوکرانيا.
ولليوم الثالث علی التوالي عدل الخبراء الهولنديون والاستراليون عن التوجه الی مکان تحطم الطائرة حيث لا يزال الحطام والجثث، وکل يوم يمر يجعل التحقيق في الکارثة الجوية اکثر تعقيدًا.
واتصل رئيس الوزراء الهولندي مارک روت بالرئيس الاوکراني بترو بوروشنکو ليطلب منه وقف المعارک قرب موقع تحطم الطائرة الذي يشکل بحسب موسکو انتهاکًا للقرار الذي تم التصويت عليه في الامم المتحدة بعد المأساة التي اوقعت 298 قتيلاً.
وقال اندري ليسنکو المتحدث العسکري الاوکراني إن “العسکريين الاوکرانيين لا يقاتلون في موقع الکارثة. الارهابيون يسيطرون علی هذه المنطقة”.
واضاف أن القوات الاوکرانية “تقوم بکل ما في وسعها لتحرير هذه المنطقة”، مشيرًا الی أن 10 عسکريين اوکرانيين قتلوا في الساعات الـ24 الاخيرة.
وحذرت مؤسسات عديدة من أن نشاطاتها قد تتأثر جراء العقوبات الجديدة علی روسيا وبينها مجموعة بي بي النفطية المساهمة بمستوی 19,75% في روزنفت الروسية.
وحذر صندوق النقد الدولي الثلاثاء من أن المصارف الاجنبية وخصوصًا الفرنسية تواجه “مخاطر متزايدة من ناحية العجز عن السداد” في روسيا بسبب تصاعد ازمة اوکرانيا.
ووفقًا للصندوق، تملک المصارف النمسوية الحجم الاکبر من الديون الروسية “نسبيًا وفقًا لحجم اصولها”، وبالتالي “فهي الاکثر عرضة” لهذا الخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى