أخبار العالم

فورد: لتسليح المعارضة السورية بصواريخ أرض ـ جو

 


نقلا عن نيويورک تايمز
11/6/2014
 

رأی السفير الأميرکي السابق في سوريا روبرت فورد أن الأسد والقاعدة يمثلون تحديًا واحدًا لمصالح بلاده، داعيًا إلی تمکين مقاتلي المعارضة المعتدلين عبر أسلحة نوعية کصواريخ أرض جو تهز ثقة جيش الأسد وطالب معارضي الخارج بتنسيق أکثر فعالية مع مقاتلي الميدان.


أکد السفير الأميرکي السابق في سوريا روبرت فورد أنه استقال في شباط/فبراير بعد 30 عامًا من الخدمة الدبلوماسية في أفريقيا والشرق الأوسط. موضحًا أنه مع تردي الوضع في سوريا أخذ يلاقي صعوبة في تبرير سياسة بلده.
کتب فورد في صحيفة نيويورک تايمز يقول إن “اهتمام الإعلام باستقالتي أغفل المسألة الحقيقية المتمثلة في أن نظام الرئيس بشار الأسد يستطيع أن يلقي براميل متفجرة علی المدنيين، ويجري مسرحية انتخابية في مناطق من دمشق، لکنه لا يستطيع التخلص من الجماعات الإرهابية المزروعة الآن في مناطق من شرق سوريا ووسطها والخارجة عن سيطرة الحکم”.


إهانة للإنسانية
وأکد فورد “أن الأسد والجهاديين علی السواء يمثلون تحديًا لمصالح الولايات المتحدة الأساسية”، واصفًا نظام الأسد بأنه “إهانة للکرامة الإنسانية” تسببت سياساته الوحشية في سيل من اللاجئين “يمکن أن يقوّض استقرار المنطقة”.
وحذر السفير الأميرکي السابق من أن الجهاديين في سوريا “يتمتعون بملاذ يستطيعون أن يشنوا منه هجمات ضد أوروبا أو الولايات المتحدة”.
ودعا فورد الإدارة الأميرکية إلی إعداد استراتيجية “تتعامل مع الأسد والجهاديين علی السواء”، قائلًا إن الولايات المتحدة لا تحتاج تنفيذ غارات جوية في سوريا، ولا تحتاج وضع قوات علی الأرض، “ولکن مع دول شريکة من مجموعة أصدقاء سوريا، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وترکيا وقطر والعربية السعودية، نستطيع أن نزيد بحدة تدريب المعتدلين في المعارضة المسلحة وما يُقدَّم إليهم من مساعدات مادية”.


الحر ليس قاعديًا
وقال فورد إنه خلال السنوات الماضية التقی مقاتلين من الجيش السوري الحر مرات عديدة “وإن هؤلاء الرجال ليسوا ملائکة، بل العديد منهم ضباط سابقون في جيش النظام، وکلهم أصحاب خبرة عسکرية. وفي لقاء مشهود في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبادلنا الشتائم لمدة ساعات، ولکنهم جعلوا من الواضح أنهم لا يقبلون فلسفة القاعدة، وأقرّوا بأنه سيتعيّن عليهم في نهاية المطاف أن يقاتلوا عناصر القاعدة والجهاديين الأجانب”.
وتابع فورد إن قادة الجيش السوري الحر وافقوا علی التفاوض مع النظام، مصرّين في الوقت نفسه علی رحيل الأسد. “لکنهم أبدوا شکهم في أن يتمکنوا من انتزاع تنازلات بسبب مستوی الدعم المادي الذي يتلقونه حاليًا”. وقال السفير الأميرکي السابق “إن محادثات جنيف في کانون الثاني/يناير وشباط/فبراير أثبتت أنهم کانوا علی حق”.


دعم المعتدلين
فورد أعرب عن اقتناعه بعدم وجود حل عسکري، لکنه أضاف “بالإمکان إنقاذ شيء في سوريا بتهيئة الظروف لمفاوضات حقيقية نحو إقامة حکومة جديدة، وهذا يتطلب تمکين المعارضة المسلحة المعتدلة”.
وشدد فورد علی “أن الجيش السوري الحر يحتاج قدرًا أکبر بکثير من الدعم المادي والتدريب، ليتمکن من خوض حرب عصابات مؤثرة. وبدلًا من الاحتفاظ بمواقع في المدن، حيث يمکن أن يدکّها طيران النظام ومدفعيته، فإن المعارضة المسلحة تحتاج مساعدة علی اعتماد تکتيکات لخنق حرکة قوافل النظام واجتياح دفاعات ثابتة له”.
وقال فورد إن الجيش السوري الحر يحتاج لتحقيق ذلک “مزيدًا من المعدات العسکرية، بما في ذلک مدافع هاون وقذائف صاروخية لضرب المطارات وتعطيل عمليات الإمداد الجوي للنظام وصواريخ أرض ـ جو تکون خاضعة لضوابط معقولة”. وأضاف فورد “إن إعطاء المعارضة المسلحة هذه القدرات الجديدة سيهز ثقة جيش الأسد، وحتی إيران ستفکر في سلامة رحلاتها الجوية لنقل الإمدادات”.


لتفعيل دور معارضي الخارج
ولاحظ فورد “أن دفع رواتب صغيرة وتوفير إمدادات موثوقة من الغذاء والدواء والذخيرة سيضع التشکيلات المسلحة المعتدلة علی قدم المساواة مع مجموعات القاعدة التي تقدم هذه المحفزات منذ زمن طويل لتجنيد مقاتلين سوريين”.
وحث فورد قيادة المعارضة في الخارج علی “التنسيق بصورة أفضل مع الناشطين والمقاتلين علی الأرض”. وقال إنه عمل دبلوماسيًا في العراق خمس سنوات تقريبًا “ورأينا هناک ضآلة ما لدی معارضي الخارج من نفوذ”.
اختتم السفير الأميرکي السابق روبرت فورد مقاله في صحيفة نيويورک بالقول إنه “لم تعد لدينا خيارات جيدة بشأن سوريا، ولکن بعض الخيارات أسوأ من البعض الآخر، وإن المزيد من التردد والإحجام عن الالتزام بتمکين مقاتلي المعارضة المعتدلة من القتال بصورة أشد فاعلية ضد الجهاديين والنظام، إنما يسرِّع بکل بساطة اليوم الذي سيتعيّن فيه علی القوات الأميرکية أن تتدخل ضد القاعدة في سوريا”.

زر الذهاب إلى الأعلى