مقابلات

الأهرام العربي ينفرد بأول حوار مع السيدة مريم رجوي..

 
 
عهد روحاني الأکثر دموية وقمعا في إيران
نتمنی النجاح للرئيس السيسي
 
العدد 798 – 7 يونيو 2014
 
 
مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يطلق عليها قادة المعارضة رئيسة الجمهورية الإيرانية المنتخبة من المعارضة، واحدة من السيدات القلائل اللائي عملن في مجال السياسة خصوصا المعارضة والمقاومة، ضد أحد الأنظمة المعروفة بأنها من أکثر من الأنظمة قمعا.. «الأهرام العربي» تنفرد بإجراء حوار موسع يعد الأول من نوعه لها مع مطبوعة مصرية، منذ سنوات عديدة، حول رؤيتها للأوضاع في مصر بعد انتخابات الرئاسة التي فاز بها المشير عبد الفتاح السيسي، بعد ثورة 30 يونيو التي أطاحت بجماعة الإخوان، والتي کانت خلال فترة حکمها ورئيسها محمد مرسي، قد بدأت سياسة التقارب مع نظام الملالي في طهران.. ويتطرق الحوار أيضا إلی العلاقات بين دول الخليج وبين النظام الحالي في طهران، والخلافات الکبيرة مع نظام الملالي التي تتسع يوما بعد الآخر، کما يتطرق الحوار أيضا إلی رؤية السيدة مريم رجوي تجاه الثورات العربية وما تمخض عنها، خصوصا الأوضاع في سوريا في ظل الأوضاع الدموية الجارية هناک، وکذلک لحقيقة الدور الإيراني في العراق. ويأتي الحوار قبيل التجمع السنوي العالمي للتضامن مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية والذي سيقام نهاية يونيو الجاري في باريس.
 
حوار: هاني بدر الدين
 
 
السيدة مريم رجوي لماذا الاهتمام الکبير بإعدام النظام الإيراني لغلام رضا خسروي.. لماذا هذا الإعدام وفي هذا التوقيت؟
المجاهد الشهيد غلام رضا خسروي أعدم بعد تحمله 12 عاما من السجن والتعذيب.. عزيمة هذا المجاهد الصامد والمثابر، مؤشرة لعزيمة الشعب من أجل إسقاط الفاشية الدينية في إيران من جهة، وتؤکد من جهة أخری هشاشة النظام أمام مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية… أن جلادي خامنئي بعد مداهمتهم الوحشية لردهة 350 «قسماً خاصاً للسجناء السياسيين في سجن إيفين»، والتي تحولت إلی فضيحة للنظام في الأوساط الدولية، اتخذوا قرارهم بتنفيذ القرار الإجرامي لأنهم کانوا يعتبرون غلام رضا المحرض الرئيسي للاحتجاج والتحدي من قبل السجناء النزلاء في ردهة 350 في شهر إبريل الماضي.
 

وإعدام غلام رضا هو دلالة تثبت عدم وجود أي ”اعتدالية “ و”وسطية“ في نظام الملالي، الذين يحاولون يائسين إبقاء نظامهم المنهار من خلال الإعدامات والمجازر بحق مجاهدي خلق في مخيمي أشرف وليبرتي، وفي سجون إيفين وکوهردشت والسجون الأخری، لکن هذه الجرائم البشعة توقد عزيمة المقاومة والشعب الإيراني وتقرب من موعد سقوط ذلک النظام.
وعلينا أن نشير إلی أن منظمة العفو الدولية وصفت في بيان أصدرته 31 مايو قرار إعدام غلام بأنه انتهاک لـ”القانون الدولي“ بل وحتی يناقض قوانين النظام الإيراني نفسها، وفي بيان أصدرته السلطة القضائية لنظام الملالي أخيرا أعلنت التهمة المنسوبة إلی المجاهد الشهيد غلام رضا ”الحرابة“ من خلال السعي لتمرير أهداف منظمة مجاهدي خلق ونقل الأخبار إلی وسائل الإعلام المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق وتوصيل بعض الأشخاص بشبکات التنظيم للمجاهدين.. هذه التصريحات تعکس ذعر النظام وشعوره بالوهن أمام منظمة مجاهدي خلق، والإعدامات المتزايدة في إيران تعکس حقيقة أن أية مفاوضات مع النظام لا يجب ولا يمکن أن تلقي بظلالها علی حقوق الإنسان، وأصبح من الضروري الآن أکثر من أي وقت آخر اتخاذ تدابير دولية فاعلة من أجل إيقاف عمليات الإعدام وفرض العزلة الشاملة علی هذا النظام غير الشرعي الذي لا يوفر أدنی حرمة للکرامة الإنسانية وللتعهدات الدولية.
 
وأشدد علی أن مسؤولي هذا النظام يجب أن يواجهوا مقاضاة دولية لارتکابهم الجريمة بحق الإنسانية، فهم يجدون بقاء سلطتهم غير الشرعية في القمع والتعذيب، والتزام الصمت حيال الموجة المتصاعدة للإعدامات في عهد روحاني – مهما کانت الحجج والمبررات – هو انتهاک للقيم العالمية التي يلتزم بها جميع أعضاء الأمم المتحدة وأن مجلس الأمن هو الحارس لها.
 
 
کيف تصفون حکم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مع اقترابه من إکمال عام علی فترة رئاسته؟
روحاني کان رجلا أمنيا طوال عهد الفاشية الدينية الحاکمة في إيران، وحاول الظهور مرتديا عباءة الاعتدال بهدف إيجاد مخرج للنظام الغارق في الأزمات المتعددة؛ خاصة الأزمة الاقتصادية الخانقة، وشراء الوقت للنظام من خلال المفاوضات النووية، فصدقه الغرب ممن انخدعوا بأنهم وجدوا مفتاح حل المشکلة، ولکن کل المؤشرات بعد مضي قرابة عام من توليه الرئاسة تنم عن أن مشروع روحاني فشل فشلا ذريعا، بل حضور روحاني هو هزيمة لنظام ولاية الفقيه برمته وشخص خامنئي بالذات، ففي عهد روحاني تصاعدت وتيرة الانتهاکات لحقوق الإنسان وأعمال القمع والتنکيل، فعدد الإعدامات في عهده فاق عدد الإعدامات السنوية علی مدار 25 سنة مضت بالإضافة إلی أن القمع المدني والضغط علی النساء ظلا مستمرين.
ومن جهة أخری فإن سياسة النظام الإيراني في المنطقة لم تتغير إطلاقا. فالنظام يتدخل أکثر من الماضي في الشأن السوري وعملية الإبادة هناک. تدخلاته في العراق ودعمه للمجاميع الإرهابية في المنطقة قد زادت وأن القوة الإرهابية المسماة بـ ”قدس“ تتولی التوجيه والقيادة في کلا البلدين.
والواقع أن روحاني کان جزءا من هذا النظام طيلة 35 عاما مضی وهو متورط في کل جرائم هذا النظام، والحکومة الدينية الحاکمة في إيران لا تتحمل الإصلاحات في الأساس، لذلک فإن روحاني لم ولن يکون حلا للنظام وإنما قد تسبب في اتساع الشرخ في قمة الحکم، وتفاقم الصراعات بين أجنحة النظام ومشاکله ومآزقه، وهو يخطو في خطی متسارعة نحو هاوية السقوط.
 
 
کيف رأيتم ثورة 30 يونيو وماذا تقولين لمصر بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز المشير السيسي؟
اسمح لي أن ألقي الضوء علی أحداث مصر في مساحة أکبر لتشمل کل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمنذ بداية الربيع العربي وسقوط الديکتاتوريات في تونس ومصر ثم في ليبيا واليمن، ظهرت مواجهة واسعة النطاق حيث تقف في أحد طرفيها الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية بوجه الطرف الآخر المتمثل في جبهة الاستبداد والتطرف بمحورية الديکتاتورية الدينية الإيرانية.
والربيع العربي يتضمن الحرية والديمقراطية، وهو يهدد کيان الملالي في إيران، کما رأينا بعد الثورة في 25 يناير في مصر، حيث کانت قد نضخت انتفاضة مليونية في طهران هزت أرکان الحکم في إيران، لذلک فإن ستراتيجية الملالي قائمة علی توسيع نطاق الديکتاتورية والتطرف والتفرد بالسلطة تحت راية الإسلام في کل المنطقة. الديمقراطية في المنطقة کما السلام في الشرق الأوسط يمثل حبل المشنقة للنظام الإيراني.
ما حصل بعد ثورة يناير في مصر، کان اقتراب نظام ولاية الفقيه وتوسيع نطاق الاستبداد والتفرد بالسلطة والتطرف، فيما خاض الشعب الإيراني تجربة وبأبعاد واسعة بعد الثورة الإيرانية في عام 1979 ولمس نتائجها المرة والدموية، ورأينا کيف تحل الکوارث والدمار والمجازر والإبادة عندما يتم قمع الحريات والديمقراطية وحقوق النساء والأقليات القومية والدينية باستغلال راية الإسلام.
ولا شک أن هذه التجربة العظيمة قد کانت ماثلة أمام أعين شعوب الشرق الأوسط وشمال افريقيا بعد الثورات في الأعوام الأخيرة واتعظوا منها دروسا بليغة، ومن حسن الحظ أن نری الشعب المصري لم يرضخ لهذه المسيرة الحافلة بالنکبات فثار ضدها، وخرج 30 مليونا من المواطنين المصريين يوم 30 يونيو إلی الشوارع مطالبين باعادة مسار التطورات في مصر إلی المطالب الأساسية لثورة يناير 2011.
إنني وفي ذلک الوقت وجهت التهنئة في رسالة بهذه المناسبة إلی الشعب المصري وخاصة النساء والشباب والضباط الوطنيين بإعادة اندلاع ربيع الحرية والديمقراطية للعرب في مصر، وانتصار ارادة الشعب المصري علی التطرف والنظام الديني وعلی استقرار الديکتاتورية المماثلة لإيران في هذا البلد.
الحقيقة أن هذا الحدث کان ومازال تطورا کبيرا وأساسيا في مصر، وأقول إن الملالي الحاکمين في إيران هم أول الخاسرين من جراء إعادة مسار الربيع المصري وهم لا يتورعون من أي عمل لدحره، ودعونا لا ننسی أن خامنئي قد حاول جاهدا تغيير جوهر ومنحی مسار ربيع الحرية في الدول العربية باتجاه تصدير الرجعية وفرض نسخة خميني المطبقة في إيران علی ذلک بوصفه اياه دجلا بـ ”الصحوة الإسلامية“.
نحن نحترم رأي الشعب المصري، ومن وجهة نظرنا فإن الشعب المصري وحضارته العريقة العظيمة واللامعة، ومن خلال الوحدة والتضامن الذي أبداه خلال ثورته، جدير بحکومة حرة وديمقراطية.. إننا نقول إن ضمان هذه الحرية والديمقراطية هو الشعب نفسه، ورسالتنا للشعب المصري هي ومن أجل المحافظة علی إنجازاته فعليه وضع حدود حازمة مع نظام الملالي الحاکمين في إيران الذي يعد العدو الرئيسي لجميع شعوب المنطقة.
ونحن نتمنی للرئيس السيسي وحکومة مصر الجديدة النجاح في مسار توسيع الحريات الديمقراطية في هذا البلد، وتلبية تطلعات الشعب المصري الشقيق لنا، لتحقيق التطور الاقتصادي الدائم وازالة الفقر.
اني أعتقد أن أکبر تحد تواجهه الحکومة المصرية، والأحری أن أقول أکبر مسؤولية تتولاها حکومة مصر نظرا إلی شأنها ومکانتها في العالمين العربي والإسلامي، هو التصدي للتطرف الديني الذي ينبض قلبه في طهران في ظل حکم الملالي، فمصر بعد ثورتين کبيرتين بامکانها ويجب أن تکون سباقة في اتخاذ سياسة في المنطقة تجعل التطرف الديني والإرهاب الناجم عنه وعرابه الملالي الحاکمين في إيران معزولا ومعطلا وللأبد، وهي مهمة يخوضها الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية منذ ثلاثة عقود، وهم يأملون أن تکون الحکومة المصرية والشعب المصري العظيم بجانبهم في هذا المسار.
 
 
الرئيس الأسبق محمد مرسي کان قد أقام تقاربا مع نظام الملالي.. وزار طهران کما زار نجاد القاهرة.. في رأيکم ما هي أضرار التقارب بين نظام الإخوان الذي حکم مصر ونظام الملالي؟
أهم خسارة تتمثل في منع الثورة أن تسير حرکتها الطبيعية باتجاه تحقيق تطلعات الشعب المصري لإقرار الحرية والديمقراطية، وکان بالإمکان تفادي التفرقة وإراقة الدماء المأساوية التي اجتاحت مصر لو کانت الحکومة آنذاک تبتعد عن الديکتاتورية الفاسدة الحاکمة في إيران بدلا من الاقتراب منها.
والديمقراطية في دول المنطقة هي بمثابة حبل المشنقة لهذا النظام ولهذا السبب يعمل جاهدا قدر الامکان اثارة الفرقة والاضطراب والإرهاب واراقة الدماء في بلدان المنطقة، ولهذا السبب فإن بقاء بلدان المنطقة سالمة وبعيدا عن المصائب والبلايا مرهون بالابتعاد عن الملالي الحاکمين في إيران .

الدول العربية تعاني الآن الإرهاب وانتشار جماعات العنف والتطرف وبخاصة في مصر وسوريا واليمن ولبيبا والعراق .. هل لديکم معلومات في تورط النظام الإيراني في دعم تلک المجموعات المتطرفة والإرهاب في الدول العربية؟
في عالمنا اليوم استطاعت المقاومة الإيرانية أن تقوم بدور ريادي لکشف النقاب عن سياسة تصدير الإرهاب والتطرف التي انتهجها النظام الحاکم في إيران، ومن خلال عملية الکشف هذه منعت عن مزيد من حالات إراقة دماء أکثر من جسم الشعوب المسلمة.
ومنذ ثلاثين عاما کانت المقاومة الإيرانية الجهة الأولی التي قامت بفضح الخطط الإرهابية والعدوانية للنظام في المنطقة، وفضحت دجل النظام الذي کان يرفع الشعار ” فتح القدس عن طريق کربلاء“ وقدمت التفاصيل عن التدخلات الإرهابية للنظام في الدول العربية ومنها السعودية خلال موسم الحج في عامي 1986 و 1987 أسماء 32 ألفا من الذين يتقاضون الرواتب من قوة ”القدس“ التابعة لحرس النظام الإيراني في العراق، والذين کان لهم الدور الأکبر في کثير من الجرائم والتفجيرات ضد الأبرياء والمواطنين.
کما أن حرکة المقاومة قامت بحملة التوعية والتثقيف من جهة ضد حاجة نظام ولاية الفقيه إلی تسويق التطرف والعلاقة الجدلية بين التطرف وبين بقاء النظام، ومن جهة أخری کشفت المقاومة عن المؤسسات والهياکل التنظيمية الداعمة للنظام فضلا عن إطلاع شعوب العالم وعلی صعيد واسع بمعلومات عن هذه النزعة الخبيثة الناتجة عن نظام الملالي، خصوصا أنها أظهرت حقيقة أن هذه النزعة لا تمت بالإسلام الحقيقي والتعاليم النبوية للرسول صلی الله عليه وسلم بصلة.
وفي عقد التسعينات من القرن الماضي فتحت المقاومة الإيرانية نقاشا حول ”التطرف الإسلامي“ الذي يشکل تهديدا عالميا جديدا، وشرحت معظم المخاطر التي ابتليت بها اليوم الدول العربية والمسلمة، کما أصدرت مجلدا حول هذا المجال، ومع الأسف فإن هذه التحذيرات لم تلق إلا انتباها ضعيفا آنذاک، واليوم فإن دعم نظام الملالي للتطرف الديني (وهو حالة صنيعة من قبل النظام نفسه) لم يعد أمرا خفيا، ونقول إن فيلق القدس الذي يعد واجبه الجوهري دعم وتوجيه جماعات التطرف الديني، تحول إلی أهم مؤسسة في هيکل السلطة في حکم الملالي، وفي قانون الميزانية للحکومة، هناک مخصصات محددة لتغطية النفقات الخاصة بدعم التطرف الديني، کما تم إنشاء مؤسسات مختلفة مکلفة بإعداد العاملين في جماعات التطرف الديني بمدينة قم، وهذه المؤسسات تعمل بصورة رسمية ومعلنة ولها أنشطة مختلفة حاليا.

 
 
دول الخليج لديها مخاوف من النظام الإيراني وأطماعه.. ما السبيل لإنهاء تلک الأطماع وإرساء سبل العلاقات الأخوية بين الشعب الإيراني والشعوب العربية؟
باعتقادنا أن إبداء الحزم والعمل المشترک ضد نظام الملالي وقطع دابره من کل المنطقة هو السبيل الوحيد لدفعه إلی الوراء، والعقود الثلاثة الماضية تحمل بما يکفي من التجارب والنماذج التي تتلخص في أنه کلما انتهجت دول المنطقة التسامح والتعاطي مع هذا النظام فإن الملالي يفسرون ذلک علی أنه ضعف من هذه الدول، ولهذا يقومون بتصعيد استفزازاتهم الإرهابية والتوسعية.
وحتی يمکن إيقاف ممارسات نظام يعمل علی نشر الکارثة إلی کل المنطقة فعلی الدول العربية والإسلامية أن تقطع علاقاتها معه. فمن الضروري للغاية أن تقوم دول المنطقة بغلق مکاتب هذا النظام وطرد موظفيه من دولهم، لأن غالبية هؤلاء المأمورين هم عناصر قوة القدس.
والمقاومة الإيرانية تدعو إلی حل وتفکيک هذه الشبکات والجماعات الإرهابية التابعة للنظام التي قد ورطت المنطقة في النار ومستنقع من الدم.
ولکن بما يتعلق الأمر برؤی المقاومة الإيرانية للمستقبل فاننا نريد أن ننهي جميع الأزمات التي خلقها نظام الملالي وقبله نظام الشاه مع الإخوة جيراننا، لاسيما الدول العربية، في أسرع وقت، سواء مع العراق أو المملکة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة أو الکويت أو لبنان أو فلسطين.. يجب وضع حد لکل هذه التدخلات، ونحن نستطيع ويجب أن نکون منطقة قوية وهذا يمکن تحقيقه بالتحالف والتآخي مع جيراننا. انني علی يقين بأنه في حال إقامة نظام ديمقراطي في إيران سنتغلب في مدة قصيرة للغاية نحن وجيراننا علی جميع هذه المشکلات، ونحن لسنا بحاجة أن نطمع في أراضي جيراننا ولا في مصادر خيراتهم، إننا طامحون قبل کل شيء إلی الصداقة والتعاون معهم.
 
 
ما رأيکم لما يجري في سوريا من إراقة دماء بشکل يومي؟ وتدخل إيران بمساندة نظام بشار الأسد؟
ان أحداث سوريا هي واحدة من أکثر أحداث التاريخ المعاصر إيلاما، والصور اليومية لقتل أبناء الشعب السوري العزل من الشباب والشيوخ والأطفال يحرق قلب کل انسان، حيث يتم ضربهم في حرب شريرة يتم توجيهها من طهران، وقوة القدس الإرهابية التابعة لقوات حرس الملالي تقود بشکل مباشر أعمال التعذيب والإعدام والقتل بحق الشعب السوري وقصف المناطق السکنية وإلقاء البراميل المتفجرة واستخدام الأسلحة الکيمياوية.. الملالي يعتبرون سوريا محافظتهم الـ35 ولا يتخلون عنها إطلاقا. طبعا العراق ولبنان هما المحافظتان السابقتان بالنسبة لهم حسب قناعاتهم، ويقولون إنهم إذا فقدوا محافظة خوزستان الغنية بالنفط، فالنظام لا يسقط، ولکن اذا سقطت دمشق ستسقط طهران أيضا.
لذلک لابد من توضيح أن الإرهاب وتصدير الرجعية تحت راية الإسلام هو من السمات الخاصة للنظام الحاکم في إيران أي أنهم شکلوا خطهم الدفاعي خارج إيران ويکرسون بذلک سياسة الخناق داخل إيران، ولهذا السبب إذا انهزم النظام الايراني في سوريا ستتعرض سيادته في طهران للخطر. إن قتل 200 ألف من الشعب السوري المظلوم وهذا العدد الهائل من التشرد والدمار هو الثمن الذي فرضه الملالي علی الشعب السوري للحفاظ علی حکمهم في طهران.
نری ميليشيات متطرفة أساءت کثيرا إلی الوضع في سوريا.. کيف تنظرون إلی سبيل وقف الدماء في سوريا، ومنع التطرف والحفاظ علی وحدة الدولة السورية من التمزق؟
قلب التطرف والإرهاب تحت اسم الإسلام ينبض في طهران، هذا النظام يدعم بشکل مواز الجماعات الشيعية المتطرفة والجماعات السنية المتطرفة، وهدفه إضعاف نضال الشعب السوري والجيش السوري الحر لإسقاط بشار الأسد.
لکن مع الأسف فإن المجتمع الدولي بشکل عام والحکومة الأمريکية بشکل خاص لم يبد ردود أفعال تتناسب مع الجرائم في إيران، وذلک باعتباره جزءا من سياسة المساومة والمداهنة واللامبالاة تجاه النظام الايراني، وأؤکد أن التقاعس تجاه قتل المدنيين لاسيما الأطفال والنساء بقنابل کيمياوية، والمشاهد التي تجرح ضمير المجتمع الانساني لأمر يندی له جبين الانسانية.. إن هذه السياسة أدت إلی إطالة عمر نظام الأسد، وفتح الطريق أمام انتشار التطرف.
والحل لإنهاء الکارثة السورية يکمن في قطع دابر نظام ولاية الفقيه في هذا البلد.. إنني ومن منبرکم الإعلامي أتحدث باسم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، وأهيب بمجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومؤتمر قمة الدول الإسلامية وجميع دول المنطقة صب کل جهدهم علی طرد الملالي من سوريا، لأنه إذا انسحب النظام الايراني من سوريا سيسقط بشار الأسد في غضون مدة قصيرة.
وما يجري في سوريا الجريحة والمنکوبة الآن هو مصير خططه الملالي لجميع دول المنطقة، ولايصح التفکير بأن أحداث سوريا تختص سوريا فقط، إنها کارثة تتسع أبعادها وقد تجتاح کل دول المنطقة، لذلک من الضروري أن تتحرک کل دول المنطقة بالتضامن مع مقاومة الشعب الإيراني وبکل ما لديهم من قوة لدحر نظام الملالي في سوريا ليضعوا نقطة نهاية لکل تدخلاته المدمرة هناک.
 
 
هناک أحاديث عديدة عن وجود علاقات سرية لنظام الملالي مع إسرائيل.. هل لديکم تأکيدات وأدلة في هذا الشأن؟
يشهد التاريخ القريب في العقود الأخيرة بأنه ليس هناک أي طرف قد أضر بالشعب الفلسطيني وطعنه مثلما فعله نظام الملالي الحاکم في ايران. إن أهم رافض ومخل رئيسي للسلام في الشرق الأوسط هو الديکتاتورية الدينية، کما وفي الوقت نفسه فإن نظام الملالي هو الذي يشکل القوة المحرکة الرئيسية والمصمم لمأساة الانقسام والتفرقة في فلسطين، ومن حسن الحظ نری هذه الأيام نهاية لهذه المأساة بمبادرة من الرئيس محمود عباس.. خميني والملالي التابعون له أکدوا مرات عديدة أن من أجل حفظ کيانهم الشرير لا يقصرون في التعاون والتواطؤ مع أي طرف کان. وخلال الحرب الايرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي الکل شهد کيف کان النظام الايراني يشتري السلاح من إسرائيل سرا من أجل التصدي للعراق واحتلال أراضيه وتم الکشف عن وثائقه آنذاک.
 
في الحلقة المقبلة : أسرار النظام الإيراني من الداخل وتفاصيل تدخلاته في العراق
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى