مقالات

دنيا الرأي : تشکيل الجبهة العالمية المضادة للتطرف الديني

 

دنيا الرأي
2014-03-05

 بقلم: نجاح الزهراوي

المؤتمر السنوي الضخم الذي عقده المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس يوم الاول من مارس/آذار، علی مشارف العيد العالمي للمرأة في الثامن من الشهر نفسه، تميز عن مؤتمرات الاعوام الماضية بحضور وفود من دول تنتمي لخمس قارات في العالم، حيث کانت هنالک شخصيات سياسية و إجتماعية و ثقافية بارزة ناشطين و فعالين في مجال تإييد و مناصرة المرأة من أجل إحقاق حقوقها، ويمکن إعتبار هذا المؤتمر من أنجح المؤتمرات النسوية لأنه توفق في تناول و طرح موضوع بالغ الاهمية و الحساسية يتعلق بدور المرأة في مواجهة التطرف الديني.
التطرف الديني الذي يعتبر تهديدا قائما ليس ضد السلام و الامن و الاستقرار فحسب وانما ضد البناء الاجتماعي ذاته و ضد القيم و المبادئ و المثل الانسانية الی الحد الذي يناقض التطور و التقدم الحضاري و يصر علی إيقاف عجلة التقدم و التعامل مع الواقع و مجرياته بمنطق متحجر إنعزالي و منغلق علی نفسه، وکما هو واضح أن التطرف الديني الذي يهدد البناء الاجتماعي بمعظم معالمه و أبعاده، فإنه يستهدف المرأة و حقوقها بشکل خاص، وليس من الغريب أن نجد أن التطرف الديني في اليمن و کذلک في مصر قد عملا علی ابعاد وجوه نسوية عن ساحة القضاء، مثلما عمل التطرف الديني أيضا محاربة الفنون و العلوم و الثقافة بمختلف أنواعها و أنماطها، لکن إستهدافه للمرأة قد إتخذ بعدا خاصا جدا، إذ يعتبر التطرف الديني حصر المرأة بين أربعة جدران و هدر حقوقها و تکبيلها بقيود قانونية و إجتماعية تشل من قدراتها و تقلل من شأنها و دورها، هي الاشکالية الرئيسية التي تناولها المؤتمر و رکزت عليه بشکل خاص السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و التي تعتبر و بشهادة شخصيات و اوساط سياسية و حقوقية معنية بالمرأة و حقوق الانسان، قائدة و زعيمة فريدة من نوعها في نضالها المستمر و الدؤوب من أجل حقوق المرأة بصورة خاصة و حقوق الانسان بصورة عامة، حيث ربطت بين دور و ممارسات النظام الايراني و بين توسع و تزايد مساحات مناطق التطرف الديني کونه الجهة المستفادة من ذلک لأنه بالاساس هو المصدر لهکذا فکر و تصور رجعي.
الشخصيات و الوفود النسوية من مختلف أصقاع العالم، رکزت علی مسألة التطرف الديني و إعتبرته تهديدا خطيرا ان لم تساهم المرأة و عبر مختلف الطرق و الاساليب المتاحة لها بمواجهته و لجمه و تحديد دوره، فإنه سيلقي بظلاله السوداء الداکنة عاجلا أم آجلا علی النساء في کافة أرجاء الکرة الارضية، لأن التطرف الديني و کما أشارت و حددت السيدة رجوي تشکل جبهة يتبناها و يقودها و يوجهها النظام الايراني، ولذا فإن الدعوة لتشکيل جبهة عالمية مضادة للتطرف الديني أمر ليس له مبرر فقط وانما هو بالغ الاهمية و الضرورة القصوی أيضا، لأنه يوفر الامان و الاطمئان للحاضر و المستقبل.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى