بإنتظار الثورة الايرانية الکبری

 

 

صوت کردستان
18/2/2014


 بقلم: سهی مازن القيسي

 
التطورات و التأثيرات الکبيرة و الهامة التي خلفتها التظاهرات التي عمت أنحائا من إيران علی أثر بث برنامج تلفزيوني اساء للبختياريين، أکدت مرة أخری أن إيران أشبه ماتکون ببرميل بارود او بنزين ينتظر عود ثقاب مشتعل، وان الطريقة الفظة و الوحشية التي جوبهت بها التظاهرات و بنفس الوقت رد الفعل من جانب الجماهير المتظاهرة، أثبتت بأن الشعب الايراني قد سأم من الانتظار و لم يعد يهاب من اساليب القمع و الاستبداد و صار يتطلع للحرية غير آبه او مکترث بالاجهزة القمعية للنظام.
البختياريون الذين کان لهم دور مشهود في التأريخ الايراني و شارکوا في مختلف الثورات و الاحداث التأريخية المهمة في هذا البلد(کما أکدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في بيانها بتلک المناسبة)، لم تعد ترقيعات النظام و اساليبه المتخلفة البائسة في معالجة مشکلة الاقليات العرقية و الدينية و الطائفية في إيران تجدي نفعا وانما هي تزيد الطين بلة و تضيف المزيد من الوقود الی النار المشتعلة، وقد أجادت السيدة رجوي الوصف في بيانها بمناسبة التظاهرات التي إندلعت بسبب الاساءة للبختياريين عندما قالت عن نظام الملالي بأنه(ترقيع غير منسجم مع التأريخ الايراني و هو يعادي أبناء الشعب الايراني من کل شريحة و طبقة و مذهب و قومية وان إسقاطه هو مطلب وطني ملح)، والحقيقة أن الشعب الايراني بمختلف أعراقه و أديانه و طوائفه و شرائحه و طبقاته يعاني عسفا و جورا غير مسبوقين و يجد ضغطا إستبداديا استثنائيا وانهم يتطلعون الی التغيير الاکبر الذي لن يأتي أبدا سوی عن طريق إسقاط النظام فقط.
نظام الملالي الذي يصادر الحريات و يقمع کل النشاطات و التحرکات الثقافية و الاجتماعية ذات الطابع التنويري، يحاول عن طريق فرض ثقافة و فکر قرووسطائي، أن يعزل الشعب الايراني عن العالم و عن رکب الحضارة و التمدن و الثقافة، وهو يحاول عن طريق فکر ديني ذو مسحة طائفية واضحة ان يعالج مختلف المشاکل و المعضلات و يتصدی لحلها من دون جدوی، بل وان نفسه الطائفي المقيت هو الذي زاد نيران سوريا و العراق ضراما، عندما بدأ ينفخ في قرب الطائفية علی أمل أن يجد من خلال ذلک أفضل سبيل لتقوية هيمنته و نفوذه علی هذين البلدين بصورة خاصة.
کأن التأريخ يعيد نفسه، وکأن إيران تعيش نفس ظروف و أوضاع ماقبل إسقاط نظام الشاه، حيث التذمر و السخط و الغضب يعم في کل مکان و مختلف شرائح و طبقات الشعب الايراني تتطلع الی يوم تجد فيه قلاع الاستبداد الديني قد إنهارت و صارت شذرا مذرا، ان إيران حاليا بإنتظار الثورة الکبری التي تعيد الاشراقة الی الحاضر الايراني و تبعث الامل و التفاؤل بمستقبله.

زر الذهاب إلى الأعلى