أخبار العالم

ستيفن هوکينغ: ما يجري في سوريا مُنکر يتفرج عليه العالم ببرود

 


ايلاف
17/2/2014

وجّه ستيفن هوکينغ نداءً حارًا إلی العالم کي ينقذ أطفال سوريا، الذين بينهم مَنْ تُبتر أطرافهم، لعدم توافر أدوات طبية أساسية، فيما يقف العالم متفرجًا منذ ثلاث سنوات.

کتب العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوکينغ في نداء، نُشر في صحيفة واشنطن بوست ثم في صحيفة غارديان، ووجّهه إلی العالم: “أن الفيلسوف اليوناني أرسطو کان يعتقد أن الکون موجود من الأزل، وأن السبب الذي حال دون تطور البشرية أکثر هو أن الفيضانات أو غيرها من الکوارث الطبيعية الأخری کانت مرارًا تعيد الحصارة إلی نقطة البداية”.

تبتر الأطراف!
استعرض هوکينغ تطور البشر وتنامي المعرفة بمتوالية هندسية، قائلًا: “إن العدوان کانت له أفضلية أکيدة من أجل البقاء، لکن عندما تلتقي التکنولوجيا الحديثة مع العدوان القديم، فإن الجنس البشري بکامله والکثير من أشکال الحياة الأخری علی الأرض تکون مهددة”.
ولفت إلی “أننا نری في سوريا اليوم التکنولوجيا الحديثة في شکل قنابل ومواد کيميائية وأسلحة أخری، لتحقيق ما يسمّی بغايات سياسية ذکية، لکن ليس من الذکاء في شيء أن نشاهد مقتل أکثر من 100 ألف شخص أو استهداف الأطفال، بل يبدو الأمر غباءً محضًا، وحتی أسوأ من ذلک، عندما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إلی العيادات الطبية، کما ستوثق منظمة (أنقذوا الأطفال) في تقريرها المقبل، وعندما تُبتر أطراف أطفال بسبب الافتقار إلی معدات وأدوات طبية أساسية، ويموت رضع حديثو الولادة في الحاضنات بسبب انقطاع الکهرباء”.
وأکد هوکينغ أن ما يجري في سوريا عمل منکر وبغيض، يراقبه العالم ببرود عن بعد، “فأين ذکاؤنا العاطفي؟، أين إحساسنا بالعدالة الجماعية؟”. وقال إنه عندما يناقش الحياة العاقلة في الکون يعتبر أن الجنس البشري مشمول في ذلک”، رغم أن الکثير من سلوکه علی امتداد التاريخ لم يکن، علی ما يبدو، ما يساعد الأجناس علی البقاء.

شرخ سوريا
وشدد هوکينغ علی ضرورة “أن نعمل معًا من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية أطفال سوريا، فالمجتمع الدولي يقف متفرجًا منذ ثلاث سنوات، فيما يحتدم هذا الصراع مُجهِضًا کل أمل، وأنا بصفتي أبًا وجدًا أُتابع عن کثب معاناة أطفال سوريا، عليَّ أن أقول: کفی!”.
وقال العالم الفيزيائي الشهير إنه کثيرًا ما يتساءل: “کيف نبدو بنظر الکائنات الأخری، التي تراقبنا من عمق الفضاء، فنحن عندما ننظر إلی الکون إنما نعود إلی الوراء في الزمن، لأن الضوء الذي ينطلق من الأجرام البعيدة يصلنا متأخرًا، فما الذي يکشف عنه الضوء المنبعث من الأرض اليوم؟. وعندما يری الناس ماضينا، هل سنکون فخورين بما يرونه؟، کيف يعامل أحدنا الآخر کأخوة؟، کيف نسمح لإخوتنا أن يعاملوا أطفالنا؟”.
واختتم هوکينغ قائلًا: “نحن نعرف الآن أن أرسطو کان مخطئًا، فالکون لم يوجد منذ الأزل، بل بدأ قبل نحو 14 مليار سنة، لکنه کان مصيبًا في أن الکوارث الکبری تشکل خطوات کبيرة إلی الوراء بالنسبة إلی الحضارة. والحرب في سوريا قد لا تمثل نهاية البشرية، ولکن کل ظلم يُرتکب يکون شرخًا في الواجهة، التي تبقينا متلاحمين، ومبدأ العدالة الکوني قد لا يکون مترسخًا في علم الفيزياء، لکنه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلی وجودنا. ومن دونه لن يمضي وقت طويل بکل تأکيد قبل أن يتوقف الجنس البشري عن الوجود”.

زر الذهاب إلى الأعلى