أخبار العالم

أوکرانيا علی شفير حرب أهلية

ايلاف
29/1/2014


 


تهز الاحتجاجات الحاشدة أوکرانيا، الغارقة في رمال الصراع علی النفوذ بين روسيا والاتحاد الأوروبي، منذ تراجعت عن توقيع الاتفاق مع الاتحاد منذ شهرين راضخة للضغوط الروسية.
دبي: أدت الاحتجاجات في أوکرانيا إلی استقالة رئيس الوزراء نيکولاي أزاروف، وإلغاء النواب قوانين تقيد التظاهر، محاولين نزع فتيل الأزمة التي تهدد بالانفجار. وقد استمر المحتجون في الاحتشاد بوسط العاصمة الأوکرانية کييف، مطالبين برحيل الرئيس فيکتور يانوکوفيتش، الذي ينصاع لضغوط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين کما يقولون.
علی شفير الحرب
وفي تعليق علی ما يحصل، أکد اول رئيس لاوکرانيا بعد استقلالها، ليونيد کرافتشوک، امام البرلمان أن البلاد تقف علی شفير حرب اهلية، داعيًا النواب إلی المشارکة في التوصل لمخرج للازمة.
وقال کرافتشوک، الذي کان رئيس البلاد بين 1991 و1994 بعيد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي السابق: “العالم باسره مدرک، واوکرانيا مدرکة، أن البلاد علی شفير حرب اهلية”. ودعا النواب الذين صفقوا له مطولا إلی وضع خطة لتسوية النزاع.
ويعقد البرلمان الاوکراني الاربعاء جلسة لبحث تنازلات جديدة محتملة تقدمها السلطة للمحتجين المطالبين بالتقارب مع اوروبا، وبينها عفو عن متظاهرين مسجونين من اجل نزع فتيل الازمة التي تشهدها البلاد منذ نهاية تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي.
للإصغاء للأوکرانيين
أما المستشارة الالمانية انغيلا ميرکل فقالت إن المتظاهرين المعارضين في أوکرانيا يدافعون عن القيم الاوروبية، ويجب الاصغاء اليهم. أضافت: “برهن الکثيرون بتظاهراتهم الشجاعة منذ القمة الاوروبية حول الشراکة الشرقية، علی انهم لا يريدون ان يديروا ظهرهم للاتحاد الاوروبي، بل علی العکس، يناضلون من أجل القيم نفسها التي نحرص عليها داخل الاتحاد الاوروبي”. وأضافت ميرکل: “يجب الاصغاء اليهم”.
وتبحث وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي کاثرين اشتون، خلال زيارتها کييف اليوم الأربعاء، مع الرئيس الاوکراني فيکتور يانوکوفيتش وقادة المعارضة کيفية التوصل الی مخرج سياسي للازمة.
وقال هيرمان فان رومبوي، رئيس الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحفي مشترک مع بوتين ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، بعد القمة الأوروبية الروسية في بروکسل، إن الاتحاد الأوروبي يتابع عن کثب التطورات في أوکرانيا، ويدين بشدة العنف، داعيًا الحکومة الأوکرانية إلی تنفيذ تعهداتها بالإصلاح، وإلی القيام بحوار حقيقي مع المعارضة، من أجل تحقيق مصالح الشعب.
الضغط الروسي
ورفض بوتين الثلاثاء أي تدخل أجنبي في اوکرانيا، في ادانة ضمنية لزيارة آشتون الی کييف. وقال إثر قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا في بروکسل: “اعتقد ان الشعب الاوکراني قادر علی حل مشاکله بوسائله الخاصة، وروسيا لن تتدخل ابدًا في هذه الازمة”، داعيًا الاوروبيين الی القيام بالشيء نفسه.
کما أکد أن بلاده لن تعيد النظر في اتفاقاتها الإقتصادية مع اوکرانيا اذا وصلت المعارضة الی السلطة، لکنه شدد علی ضرورة أن تستعيد موسکو أموالها.
وقال بوتين: “لا خلاف سياسي مع اوکرانيا، لکن المصلحة الإقتصادية هي التي تسود، والمهم بالنسبة إلينا هو أن يکون للإقتصاد الأوکراني مصداقية”، ومشيرًا الی أن موسکو قدمت قرضًا قيمته 15 مليار دولار لکييف، وروسيا تريد التأکد من أنها ستستعيد نقودها. اضاف: “اوکرانيا طلبت من روسيا منحها المزيد من الوقت لدفع ديون فاتورة الغاز، لکن من الصعب جدًا القيام بذلک”.
وأنتقد أمين عام حلف الناتو، أندرس فو راسموسن، الأربعاء، روسيا لممارستها ضغوطًا علی کييف کي لا توقع اتفاقًا للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. وقال: “کان الاتفاق مع أوکرانيا سيعطي دفعًا لأمن أوروبا والمحيط الأطلسي، لکن لم يتسن إتمامه، والسبب معروف، هو الضغط الذي تمارسه روسيا علی کييف”.
وإذ أشار راسموسن إلی التعاون بين الحلف وروسيا في بعض المجالات، إلا أنه انتقد دور موسکو في شرق أوروبا، وقال: “واضح أن موقف روسيا معاد لانفتاح الحلف علی الشرق”

زر الذهاب إلى الأعلى