مريم رجوي

کلمة السيدة الرئيسة مريم رجوي في مؤتمر في البرلمان الاوربي

 

 

 

 


في مؤتمر موسع عقد يوم الأربعاء 4 کانون الأول/ ديسمبر في البرلمان الاوربي، تم مناقشة انتهاک حقوق الانسان في ايران والاتفاق النووي في جنيف ومجزرة واحتجاز الرهائن المختطفين من أشرف بحضور عدد کبير من نواب البرلمان الاوربي من مختلف المجموعات السياسية وبحضور السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية. وتکلم في هذه الجلسة التي ترأسها النائب استراون استيفنسون عدد من کبار النواب في البرلمان الاوربي بينهم آلخو فيدال کوادراس نائب رئيس البرلمان الاوربي واستفان هيوز أول نائب رئيس لمجموعة الاشتراکيين والديمقراطيين و جيم هيغينز عضو مکتب البرلمان و السيدة ريتا زوسموت الرئيس السابق للبرلمان الألماني

 


وفي ما يلي مقتطفات من کلمة الرئيسة مريم رجوي امام المؤتمر:

 

أشکرکم علی التفاتکم وشعورکم بالمسؤولية تجاه قضية الحرية والمقاومة الايرانية. اني أغتنم فرصة حضور هنا لکي أتطرق الی تطورين مهمين:
الأول الاتفاق الحاصل في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر بين الدول5+1 والنظام الايراني والثاني الاعدام الجماعي في الأول من ايلول/ سبتمبر في أشرف وکلا التطورين يرتبط بعضهما بالبعض وجذور کليهما ممتدة الی الأزمات المستعصية التي تحدق بهذا النظام.
لماذا رضخ النظام لقبول الاتفاق وهل يبقی ملتزما به وما هي التداعيات التي تترتب عليه في حال تنفيذ الاتفاق؟
الواقع أن قبول الاتفاق هو حصيلة مباشرة للعقوبات الدولية لاسيما أن النظام يعيش حالة خوف من اعادة اندلاع الانتفاضات الشعبية علی غرار ما حصل في عام 2009. کل العالم شهد التظاهرات والانتفاضة الميليونية للجماهير التي ضاقت ذرعا ضد الديکتاتورية. مع أن هذه الانتفاضة قمعت علی يد النظام الايراني الا آنها لم تخمد وانما هي کالجمرة تحت الرماد تشتعل کل يوم في أصقاع البلاد بشکل ما. والا لما کان نظام ولاية الفقيه بحاجة الی هذا الکم من الاعدامات أمام الملأ برافعات الأثقال بحيث يتصدر في عالمنا اليوم لائحة الاعدامات في العالم بالمقارنة مع سکان ايران وما کان بحاجة الی حبس جماعي لـ3000 شخص في مخيم ليبرتي بالعراق وما کان بحاجة الی احتجاز الرهائن والاعدام الجماعي لهؤلاء اللاجئين العزل.
اذن خوف خامنئي وما دفعه الی الرضوخ لقبول هذا الاتفاق في کلمة واحدة هو خط قلب النظام وسقوطه.
اننا رحبنا بهذا القدر من التراجع الذي فرض علی النظام بعد مفاوضات دامت لعقد من الزمن ولکن هذا ليس کافيا. اننا ومن أجل منع الفاشية الدينية من امتلاک  القنبلة النووية والابتعاد عن الحرب التي تفرزها لا محالة نقول کان بامکان 5+1 ويجب تعطيل مشروع  تصنيع القنبلة النووية من الأساس.
کانت هناک آلية دفعت النظام الی مد يده نحو أمريکا حتی قبل رئاسة الملا روحاني والتفاوضع معها بشکل غير علني وقد سلک مشوارا انتهی بهذا التوافق. ان خطابنا هو ان هذه الآلية کانت قادرة علی أن تعطي نتائج أکثر بکثير وأن تسد طريق وصول النظام الی القنبلة النووية الی الأبد وهذا کان ليس لصالح الشعب الايراني فحسب وانما لصالح شعوب سوريا والعراق ولبنان وکل شعوب المنطقة. وکان ضد الارهاب والتطرف.
اليوم يعلم الجميع جيدا أن النظام لم يبلغ الوکالة الدولية للطاقة الذرية طوعيا بأي من مواقعه أو مشاريعه النووية بل المقاومة الايرانية هي التي کانت قد أشعرت العالم بخطرمحاولات تسلح الفاشية الدينية الحاکمة في ايران بالقنبلة النووية وذلک علی مدی ثلاثة عقود مضت من خلال حملة واسعة وعمليات الکشف والتعرية عن المشاريع النووية لهذا النظام وبشکل خاص من خلال عملية الکشف عن موقعين سريين في نطنز وأراک في عام 2002.
ولهذا السبب اننا قد حذرنا وأکرر هنا أن بدون تنفيذ کامل لقرارات مجلس الآمن الدولي وخاصة قبول وتنفيذ البروتوکول الاضافي  والتفتيش المفاجئ الغير مشروط سيبقی خطر حصول النظام علی القنبلة النووية ماثلا مثلما کان.
يا تری هل قبول هذا الاتفاق يعني تخلي الملالي عن القنبلة؟ کلا. ما تعهد به الملالي في الاتفاق يمکن العودة اليه کون مفتاح تصنيع القنبلة بقي بيد الملالي.
بعد اسبوع من توقيع الاتفاق قال مساعد وزير الخارجية والعضو الأقدم لفريق التفاوض: ان النص المتفق عليه بين ايران و 5+1 لا يمکن اعتباره اتفاقا حقوقيا يتحمل تعهدات ملزمة وانما يشبه بيانا سياسيا.
وأما رفسنجاني فقد أکد أکثر صراحة من خامنئي بقوله اننا کنا في حرج قبل الاتفاق والظروف کانت تشبه الاسابيع النهائية للحرب التي اضطر خميني الی تجرع کأس السم. وکان من مستلزمات تجرع کأس السم في نهاية الحرب العبثية التي طالت 8 سنوات مع العراق في عام 1988 ارتکاب مجزرة بحق السجناء المجاهدين والمناضلين بفتوی من خميني بغية احتواء الموقف.
هذه المرة دفعت  المقاومة الايرانية مسبقا في الأول من ايلول/ سبتمبر ثمنا باهضا ودمويا في أشرف. قلت ما دفع خامنئي الی الرضوخ لقبول الاتفاق في کلمة واحدة هو خطر قلب النظام والسقوط. ان المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق هي بالضبط تلک القوة والرکن الذي قادر علی تحويل احتقان الشارع الايراني نحو تغيير أساسي وقلب النظام.
هناک ضغط هائل من جانب الشعب الايراني لانهاء البرنامج النووي الجنوني للملالي . لا شيء  يمکن قبوله سوی تفکيک کامل للبرنامج النووي للنظام. نظام الملالي يعيش وضعا هزيلا للغاية.
علی الغرب أن لا يتحول  من خلال اعطاء تنازلات لهذا النظام الی مانع أمام مسير قلب النظام علی يد الشعب الايراني. تغيير النظام هو کفيل للسلام والاستقررا في المنطقة. 

مشکلة الشعب الايراني مع ديکتاتورية الملالي لا تنحصر علی البرنامج النووي الذي يضر بمصالح الشعب الايراني. ذلک البرنامج الذي انتهی علی حساب الفقر الشامل وتدمير الاقتصاد الايراني، بل ان المسألة الرئيسية هي سرقة حق السلطة والحرية وأصوات الشعب الايراني من قبل الملالي الذين ادينوا لحد الآن 60 مرة في الأمم المتحدة لانتهاکهم الصارخ لحقوق الانسان.
وبالرغم من مزاعم الملا روحاني بشأن الاعتدالية والوسطية، فمنذ مجيئه الی السلطة فقد بلغ عدد الاعدامات المسجلة 400 حالة. وفي الاسبوع الماضي بدأ 3000 سجين فقط في سجن قزل حصار بمدينة کرج بالقرب من طهران اضرابا عن الطعام للاحتجاج علی الاعدامات الجماعية التي طالت زملائهم في الحبس. … ان اللامبالاة تجاه الانتهاکات الصارخة لحقوق الانسان في ايران بسبب المفاوضات النووية خطأ قاتل تنتهي الی اتخاذ الملالي مواقف أکثر اقتحاميا .
البرنامج النووي للملالي لم يکن وليس له أي مشروعية لدی الشعب الايراني. قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي قال بهذا الصدد «الملالي يريدون باليورانيوم المخصب التستر علی ضعف جوهري لنظام وصل الی نهاية المطاف . ولکن قبل الطاقة النووية أليست الحرية والسلطة الشعبية والعمل والخبز والسکن هي من الحقوق المؤکدة للشعب الايراني؟ ما هي هذه الطاقة السلمية و ما هذا العلم والعلوم التي  بيد قوات الحرس جملة وتفصيلا؟»

أصدقائي الأعزاء!
تلک السياسة التي تتلکأ تجاه البرنامج النووي للملالي وارهابهم فهي تعمل بشکل صادم تجاه مجزرة مجاهدي أشرف وليبرتي أيضا.
القمع والحصار والتعذيب النفسي وقتل الأشرفيين علی يد الحکومة الصنعية لملالي ايران في العراق  طيلة السنوات الخمس الماضية لما کان يحدث لو لم يکن النقض المتکرر للتعهدات الخطية من جانب أمريکا والأمم المتحدة. ان تنصل أمريکا والأمم المتحدة من تعهداتهما تجاه حماية مجاهدي أشرف قد حفز الحکومة العراقية.
مجاهدو ليبرتي والايرانيون في 8 بلدان في العالم يخوضون اضرابا عن الطعام لکي يحرکوا ضمير المجتمع الدولي تجاه هذا العسف والاضطهاد الکبير. مشاهدة وجوههم وأجسامهم النحيفة والنحيلة في کل يوم و في کل ساعة تغرقني في حزن وشجون. اني حاولت وأحاول بطرق مختلفة وباستمرار أن يخرج اولئک الذين حالتهم الصحية متدهورة عن الاضراب. انهم يسأولون لماذا أمريکا والدول الغربية  التي تعهدوا لمجاهدي أشرف کلهم علی انفراد لحمايتهم حتی حسم ملفهم  نهائيا ازاء سحب أسلحتهم لماذا ترکوهم في فم الذئب بلا رادع؟
فيما کتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في رسالته في 28 کانون الأول/ ديسمبر 2011 للسکان بأنه يضمن الأمن والسلامة لهم الی حين انتقال آخر فرد منهم الي خارج العراق. کما ان هذا التعهد تکرر مرات عديدة منها في اتفاق رباعي في 16 آب/ اغسطس 2012 وبيان وزارة الخارجية الأمريکية في 29 آب/ اغسطس.
ياتری  لماذا بعد مرور أربعة أشهر علی الهجوم علی أشرف ورغم جميع الاجراءات والمراجعات اليومية وطلبات المحامين والعوائل مازالت الحکومة العراقية التي توحي بأنها غير ضالعة في الجريمة الکبری ضد الانسانية تمتنع عن تسليم جثامين 52 شهيدا لمواراة الثری؟
اني ومن هنا وبمساعدتکم أناشد الأمم المتحده والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة ممارسة نفوذهم لارغام الحکومة العراقية علی اطلاق سراح الرهائن السبعة وقبول کافة مستلزمات العمل لضمان أمن ليبرتي وتفادي وقوع کارثة انسانية کبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى