أخبار العالم

تسريب جديد يؤکد تجسس واشنطن علی هاتف ميرکل منذ 2002


مظاهرة أمام البيت الأبيض ضد برنامج التنصت الأميرکي علی الاتصالات
 


 


الشرق الاوسط
28/10/2013


ذکرت تقارير في ألمانيا أن الرئيس الأميرکي باراک أوباما کان علی علم منذ عام 2010 بتجسس الاستخبارات الأميرکية علی المستشارة الألمانية أنجيلا ميرکل. وقالت صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية الصادرة أمس استنادا إلی دوائر في الاستخبارات الأميرکية قريبة الصلة من هذه العملية إن «کيث ألکسندر رئيس وکالة الأمن القومي الأميرکية (إن إس إيه) کان قد أطلع أوباما في ذلک العام علی العملية السرية ضد ميرکل». ونقلت الصحيفة الألمانية عن مسؤول رفيع المستوی في وکالة الأمن القومي قوله، إن «أوباما لم يوقف العملية آنذاک لکنه سمح باستمرارها».
وفي سياق متصل کانت صحيفة «فرانکفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونغ» الألمانية الصادرة اليوم، قالت إن «أوباما اعترف بصورة غير مباشرة باحتمال أن تکون وکالة الأمن القومي قد تجسست علی ميرکل»، وأشارت الصحيفة دون أن تذکر مصدرها إلی أن أوباما أکد لميرکل في اتصال هاتفي أجراه معها يوم الأربعاء الماضي أنه «لم يعرف شيئا حول التنصت علی هاتفها المحمول من قبل وکالة الأمن القومي». ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الصادرة اليوم عن أوباما قوله خلال الاتصال، أنه «کان سيوقف عملية التنصت علی الفور لو کان قد علم بها. وکان متخصصون تابعون للاستخبارات الأميرکية تعقبوا محتوی الرسائل القصيرة (إس إم إس) والمحادثات الهاتفية لميرکل غير أن الهاتف الأرضي شديد التأمين في مکتب ميرکل ظل الجهاز الوحيد الذي لم تتنصت عليه الوکالة الأميرکية». وذکرت صحيفة «بيلد آم زونتاج» أن المعلومات کان يتم نقلها مباشرة إلی البيت الأبيض وليس کما هو معتاد أن يتم نقلها أولا إلی مقر الوکالة في ولاية ميريلاند. وأضافت الصحيفة أن الدور الرابع في السفارة الأميرکية في برلين کان يمثل مرکزا للتنصت علی هذه الاتصالات. وأکدت تقارير أن ميرکل کانت علی قائمة التجسس لوکالة الأمن القومي الأميرکية منذ عام 2002.
من جهة أخری نظم مئات الأميرکيين مظاهرة في العاصمة، واشنطن، احتجاجا علی برامج التجسس التي تنتهجها أجهزة الأمن الأميرکية عبر وسائل الاتصالات. ورفع المشارکون في التظاهرة لافتات کتب عليها «أوقفوا التجسس»، و«شکرا إدوارد سنودن»، وذلک بعد کشف إدوارد سنودن، والذي کان يعمل مع وکالة الأمن القومي الأميرکية عن عمليات التجسس التي تقوم بها الوکالة علی الاتصالات. وتجمع المحتجون الذين قدر المنظمون عددهم بـ4500 متظاهر، أمام مبنی الکابيتول، (مقر الکونغرس الأميرکي)، حيث قدموا إلی الکونغرس عريضة احتجاج ويقول منظمو حملة «توقفوا عن مراقبتنا» إنهم جمعوا أکثر من نصف مليون توقيع علی عريضتهم تلک. وتضم الحملة ائتلافا واسعا من الناشطين وجماعات الحقوق المدنية من بينهم اتحاد الحريات المدنية الأميرکي وجماعة «احتلوا وول ستريت». وطالب المحتجون الکونغرس بإجراء تحقيق شامل في مجمل برامج التجسس في وکالة الأمن القومي التي کشف عنها المتعاقد السابق مع الوکالة إدوارد سنودن. وقادت تسريبات سنودن إلی إثارة جدل واسع في قانونية عمليات الرقابة والتنصت الواسعة علی الهواتف والإنترنت، کما أغضبت الکثير من حلفاء الولايات المتحدة. وتقول الإدارة الأميرکية، إن «برنامج وکالة الأمن القومي ضروري لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة ومنع الکثير من الأعمال الإرهابية». وردد المحتجون في تجمعهم أمام الکونغرس هتافات طالبت بوقف برامج التنصت التي تنتهک الحياة الخاصة، أمثال «أوقفوا التجسس الشامل» «کفوا عن مراقبتنا» و«أوقفوا الأکاذيب».

زر الذهاب إلى الأعلى