أخبار إيرانمقالات

هل بإمکان روحاني أن ينقذ النظام؟

وکالة سولا پرس
26/9/2013
بقلم: فاتح عومک المحمدي



…………… لهن کانت الاهداف و الغايات التي يسعی إليها الرئيس الايراني الجديد کثيرة و مختلفة، لکنها تلتقي جميعها عند مفترق رئيسي واحد وهو إنقاذ النظام من المشاکل و الازمات التي تعصف به و التي اوصلته الی مرحلة يمکن وصفها بالخطيرة جدا. الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تلقي بظلالها الکئيبة جدا علی معظم شرائح الشعب الايراني و تجعل من الحياة ليست صعبة وانما بالغة التعقيد أيضا، ليس هناک في الافق من أية مؤشرات او دلائل تبعث علی الثقة و التفاؤل و الامل بإمکانية إيجاد ثمة حلول لها وانما تزداد الاوضاع و الامور تعقيدا و تتجه نحو الاسوأ، وان روحاني يعلم جيدا بأنه مع النظام برمته يجلسون علی برميل بارود قد ينفجر بهم في أية لحظة، ولذا فإنه يبذل مساع حثيثة من أجل إيجاد المخرج و المنفذ لإنقاذ النظام و حلحلة الازمات و المشاکل التي يعاني منها علی أمل تهدأة الشعب و تطمينه و تأمين جانبه. الملف النووي، مع ملف الاوضاع في سوريا، تکاد أن تکون وخامة الاوضاع کلها بشکل او بآخر تتعلق بهذين الملفين، ولعل روحاني الذي يعي ذلک جيدا يبذل کل مابمقدوره في سبيل إيجاد أرضية مناسبة ما للإتفاق مع المجتمع الدولي و الاطراف المعنية في سبيل تجنيب النظام تبعات إصراره علی المضي قدما في مواقفه المتعنتة بشأنهما، رغم أن الذي يبدو واضحا لحد الان، هو أن النظام قد سار في هذين الملفين مسافة بعيدة جدا وان عودته منها لن تکون بتلک السهولة و ستکلفه أکثر مما قد يتصور، وحتی أن البعض من المراقبين يؤکدون بأن تنازله او تغيير موقفه الحالي من هذين الملفين بصورة کلية يعني بأنه يطلق رصاصة الرحمة علی مستقبله و وجوده. المعارضة الايرانية و علی رأسها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي أثبت دورا کبيرا و بارزا له علی الصعيد الدولي و صار رقما مهما و مقروئا في المعادلة الايرانية، لاريب من أن نشاطه المتزايد و المضطرد يسبب أکثر من إزعاج و إرباک للنظام و يحرجه علی أکثر من صعيد، ولاسيما وان هذا المجلس يرکز علی الملفات التي تضيق علی خناق النظام، وان طروحاته و أفکاره و رؤاه صارت تلقی أکثر من تفهم و هو مايشکل مصدر خوف و رعب للنظام، وان بقاء ازمات و مشاکل النظام من دون حلول و کذلک بقاء امر العلاقة مع المجتمع الدولي عموما و مع الولايات المتحدة الامريکية علی سلبيتها هو أمر يخدم هذا المجلس و يمده بأسباب القوة، ومن هنا فإن روحاني يحاول إيجاد قواسم مشترکة و مواطئ أقدام للإلتقاء و التفاهم بهذا الخصوص، غير ان روحاني الذي يزور نيويورک و جعبته تحمل من الکلام الکثير الذي لاتقابله أفعال او ممارسات علی الارض، وحتی ينجح روحاني في المساواة بين طرفي المعادلة(وهو أمر يکاد أن يکون مستحيلا)، فإنه لن يجد أبواب تنفتح أمامه!

زر الذهاب إلى الأعلى