أخبار العالم

تجدد القصف علی حمص ومدينة قسطون في حماه.. واقتحام الشيخ مسکين في درعا واعتقال العشرات «لجان التنسيق»: مخابرات النظام تقوم بمسح أمني لمنازل في وسط دمشق.. وتدقق بالأسماء والهويات


الشرق الاوسط
22/5/2012

 
لم تتوقف قوات الأمن السورية، أمس، عن استهداف عدد من المناطق بالأسلحة الثقيلة، وفق ما أعلنته المعارضة السورية، أمس، التي وثقت مقتل 20 شخصا علی الأقل – في محصلة أولية – بينهم منشقون، ومعظمهم في حماه وحمص ودير الزور وبانياس وحمص، التي تعرضت ليل أول من أمس لقصف بقذائف «الهاون».
وقال أحد الناشطين من المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق النار لم يتوقف طوال الليل، وطال بشکل رئيسي أحياء الخالدية والربيع العربي، حيث سمع دوي انفجارات وقذائف متتالية صباح أمس»، لافتا إلی أن «مدينة حمص تعيش وضعا صعبا مع تدمير جزء کبير من أحيائها وتهجير أهلها».
وذکرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «بلدة الحصن شهدت قصفا عنيفا بالأسلحة الثقيلة وقذائف (الهاون)». وأفادت لجان التنسيق المحلية بـ«سماع صوت انفجارات وإطلاق نار کثيف في شارع الستين بين دير بعلبة والبياضة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «تم العثور، أمس، في ريف مدينة القصير علی جثث 3 أشخاص مجهولي الهوية»، وأشار إلی «سماع أصوت إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية المتمرکزة في محيط مدينة الرستن، التي زارها، أمس، وفد من لجان المراقبين الدوليين والتقی ضباطا من المجلس العسکري المعارض».
وفي درعا، قال أحد الناطقين باسم لجان التنسيق لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن السورية اقتحمت بالدبابات مدينة الشيخ مسکين، واعتقلت قرابة 50 ناشط فيها، وعملت علی تقطيع أوصالها»، في موازاة وصول تعزيزات عسکرية جديدة إلی طفس تمهيدا لاقتحامها. وأشار إلی أن «تضييق النظام السوري الحصار علی درعا لا يمنع خروج المظاهرات اليومية المطالبة بإسقاط النظام»، موضحا أن «قوات الأمن تمنع التجول في عدد من البلدات، لا سيما ليلا، وتطلق النار علی کل شيء يتحرک».
وقال الناشط إن «مدينة بصر الحرير لا تزال منکوبة، بينما تتعرض منطقة اللجاة للقصف المستمر»، مشيرا إلی أن وفد المراقبين زار، أمس، بلدة صيدا وتجول في أنحائها، بالتزامن مع إحيائها الأسبوع الأول لاعتقال الناشط محمد الحريري، المحکوم عليه بالإعدام من قبل القضاء السوري. وأوضح أن قوات الأمن أطلقت النار أثناء خروج مظاهرة في ساحة الحرية هتفت للناشط محمد الحريري وللمدن المنکوبة.
وکانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت بأن «قوات النظام اجتاحت مدينة الشيخ مسکين في درعا وسط إطلاق نار کثيف، واعتقلت أکثر من 20 شخصا بالمدينة، إضافة إلی تکسير وتخريب الکثير من الممتلکات»، لافتة إلی «اشتباکات دارت في منطقة الضاحية انشق علی أثرها عدد من الجنود النظاميين».
وذکرت شبکة «شام» الإخبارية أن «قوات جيش النظام اعتقلت أقرباء النقيب المنشق قيس القطاعنة، قائد کتيبة العمري بقرية التبة في منطقة اللجاة»، کما داهمت قوات الأمن المدينة وقامت بتکسير عدد من المحلات واعتقلت عددا من الأشخاص إلی أماکن مجهولة.
وفي العاصمة، دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «قيام مخابرات النظام السوري لليوم الثاني علی التوالي بمسح أمني لمناطق في وسط دمشق، حيث يجري قرع جميع الأبواب وتسجيل أسماء السکان والتدقيق في هوياتهم». وکان وفد من المراقبين الدوليين زار منطقة نهر عيشة في دمشق، أثناء تشييع أحد القتلی.
وأفاد بأن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن مقتل 9 عناصر من المجموعات المنشقة قتلوا ليلا في کمين نصبته لهم القوات النظامية في ضواحي مدينة دوما في ريف دمشق، بينما وقعت اشتباکات في مناطق جسرين وکفربطنا وسقبا في ريف دمشق.
وفي بانياس، شهدت کل من القرير وسهم البحر ووطا البيضا انتشارا أمنيا کثيفا، في موازاة حملة اعتقالات في حي الفاروق بعد مظاهرة خرجت ردا علی اقتحام وطا البيضا.
وفي حماه، قتل 6 أشخاص علی الأقل، بينهم طفل قضی في قرية قسطون، بينما أصيب 14 شخصا خلال حملة مداهمات وإطلاق نار واشتباکات دارت بين القوات النظامية ومجموعات منشقة. کما قال ناشطون إن تعزيزات عسکرية کبيرة وصلت أمس إلی بلدة قسطون الغربية التي تعرضت لقصف عنيف أول من أمس قتل فيه نحو 34 مدنيا، وأصيب العشرات بجراح، بالإضافة لتدمير بعض المنازل.
وحذر الناشطون من عملية عسکرية کبيرة تستعد القوات النظامية لتنفيذها في سهل الغاب، وتحديدا في بلدتي قسطون واللج، حيث شوهد استنفار کبير عند حاجز محمبل وصراريف وحواجز طريق سقيلبية جسر الشغور.
وکانت قوات الجيش النظامي اقتحمت بلدة قسطون من جهة الغرب، وحصلت هناک اشتباکات عنيفة مع کتيبة درع الغاب التابعة لـ«الجيش الحر»، وأسفرت عن تدمير 5 دبابات وإعطاب 3 مدرعات «بي إم بي» وإحراق 3 ناقلات جند وقتل عدد من الجنود، مما اضطر القوات النظامية إلی الانسحاب إلی أطراف المنطقة، وقدوم تعزيزات من محمبل وجسر الشغور، ليبدأ قصف عنيف علی المنطقة بالدبابات والمدفعية طوال يوم أمس.
کما لوحظ انتشار کثيف للجنود داخل شوارع بلدة معردس، في الوقت الذي تعرضت فيه مدينة سرمدا في ريف إدلب لقصف عنيف بالطيران الحربي بالتزامن مع اقتحام البلدة بالدبابات والآليات وناقلات الجند، بحسب ما قاله ناشطون، وأکدوا وقوع اشتباکات عنيفة عند حاجز سرمدا بين ما يسمی «لواء درع الثورة ولواء شهداء إدلب» والقوات النظامية. وذکر المرصد السوري أن «اشتباکات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في المنطقة الواقعة بين بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي وقرية کفر کرمين في ريف إدلب الشمالي».
وفي مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، أعلن ناشطون عن إتمام صفقة هي الأولی من نوعها بين «تنسيقية أحرار خان شيخون» والسلطات الرسمية، بعد مفاوضات وصفوها بالشاقة، أفضت إلی إطلاق سراح المعتقلين الدکتور صلاح الدين الصالح والشاب وليد مأمون البکور عن طريق وساطة هيئة الأمم المتحدة مقابل تسليم دبابة معطوبة دمرها «الجيش الحر». وقال الناشطون إن التسليم والتسلم تم «بحضور شخصين من لجنة المراقبين الدوليين». وکانت مدينة خان شيخون قد شهدت الأسبوع الماضي مجزرة لدی سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام علی تشييع خرج هناک بحضور المراقبين الدوليين.
کما ذکرت لجان التنسيق أن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس حي العرفي في دير الزور، حيث التقی عددا من الناشطين أطلعوه علی حجم الخراب وخروقات قوات النظام والاعتقالات. کما داهمت قوات الأمن بلدة الطيانة بمدرعات وعدد کبير من السيارات العسکرية وأعداد کبيرة من الجنود، وأقامت الحواجز داخل البلدة.

زر الذهاب إلى الأعلى