أخبار إيران

کلمة فيليب دوست بلازي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أمام مؤتمر باريس في ذکری الثورة الإيرانية ودعمًا لسکان أشرف

تحت شعار «الثورة المسروقة في إيران وضرورة التغيير ودور المقاومة والحماية لسکان أشرف» عقد في يوم 11 شباط/ فبراير2012 مؤتمر دولي في باريس بحضور وکلمة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وحضر وتکلم فيه شخصيات سياسية وبرلمانية أوربية وأمريکية.

فيليب دوست بلازي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق:

أشکرکم،
السيدة رئيسة الجمهورية ، السيدة رجوي العزيزة، السيد رئيس الوزراء ، السادة حکام الولايات أيتها السيدات وأيها السادة وأيها السادة السفراء والبرلمانيين ورؤساء البلديات وأيها الأصدقاء الأعزاء، سيداتي وسادتي،
لا يسعني إلا أن أقول لکم بأني معکم بملء قلبي أکثر من أي وقت مضی.. إنکم تتزايدون من جلسة إلی أخری کون مبدأ الديمقراطية والتحرر هو دافعکم. إن عددکم يزداد أکثر وأکثر کونکم تريدون إبقاء شعلة المقاومة متقدة لتدفئ قلوب أصدقائنا من الأشرفيين. واليوم ليس من الصدفة أن أتحدث إليکم عن أشرف وسکانه.. عن هؤلاء الرجال والنساء بمصير مثير للإعجاب قلما نری مشابها له طيلة حياتنا إلا في صفحات التاريخ.
کل واحد منهم اجتازوا ألف ابتلاء. کل واحد منهم اجتاز ما عانه من التعذيب وقتل الأزواج علی أيدي نظام دموي. فبعض منهم ودون أن يکونوا قادرين علی فعل شيء واجهوا آلاماً ناجمة عن موت مفاجئ لأب أو أم أصابته الصدمة جراء تلقيهم خبر اعدام ابنهم أو ابنتهم. والبعض الآخر ومع الأسف واجهوا ابادة طالت أفراد أسرتهم بأجمعهم في مجزرة کبری ارتکبها النظام في عام 1988 في السجون. وهم من الناجين، انهم تحدوا روح الاحباط واجتازوا الحدود ليصلوا الی أشرف محط الأمل، وواصلوا المقاومة بکل شجاعة.
وفي عام 2003 أصابتهم عاصفة حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ورغم أنهم وقفوا علی الحياد الا أنهم أصبحوا اليوم ضحايا عواقب هذه الحرب. فمنذ حوالي 9 أعوام انهم يتحملون حالة تکبيل وحصار مفروضة عليهم بداية من قبل القوات المتعددة الجنسية التي وعدتهم بالحماية ثم ومنذ ثلاثة أعوام يواجهون اقامة جبرية مصطحبة بحصار لاانساني شديد، الی جانب ضغوط نفسية تمارسها عليهم القوات العراقية بدعم من رجال مخابرات النظام الايراني الذين يتسکعون أطراف أشرف مثل الضباع التي تتصيد فرصة لابتلاع الفريسة.
وأخيراً واجهوا مذبحتين بشعتين ارتکبتهما القوات العراقية المؤتمرة بإمرة نظام طهران. اننا لن ننسی أبداً 47 أشرفياً قتلوا بشکل وحشي. کم من افتراء وکم من کذب اشيع ضدهم! بينما ذنبهم الوحيد هو أنهم لم يرکعوا أمام الديکتاتورية ولم يتناغموا مع عويل الذئاب ، بل رفضوا التعاون مع المتاجرين بالدين وأبوا عن قراءة غير حقيقية عن الاسلام تمارس التمييز بحق أصحاب الرأي الآخر. وفي کلمه واحدة کان ذنبهم هو الدفاع عن التعايش والديمقراطية. کيف يمکن أن لا نندهش أمام هذا القدر من الشجاعة والتضحية السخية!
فسألت نفسي: ما هي دوافع هؤلاء الداعين للعدالة الذين لا يقبلون التخلي عن إيمانهم بقضيتهم؟
ولم أجد إلا إجابة واحدة: هؤلاء الرجال والنساء هم مجانين العشق والحب لأبناء جلدتهم ويکنون احتراما عميقا للبشر، ما يجعلهم قادرين علی تحمل هذا الکم من الابتلاءات.. لذلک وددت أن أبدأ بهذا الکلام لأن الحديث هنا يدور حول قيم الإنسان الکونية قبل کل شيء.
والآن بعد أن کانوا عاجزين عن إفشالهم يريدون إجبارهم. أود أن أؤکد أنهم يريدون «إجبارهم» علی الذهاب إلی مخيم لا يمت إلی الحرية بصلة إلا في الاسم. مخيم يريدون تحويله إلی سجن حين يقولون لهم عليکم مغادرة بيوتکم طوعيا وإلا فسوف تُبادون. وهذا لا معنی لها سوی النقل القسري.
باعتباري نائب الأمين العام للأمم المتحدة، سمعت أن يونامي قد أعلنت أن مخيم ليبرتي جاهز لاستقبال سکان أشرف بينما أنه وبعد إجراء اتصال هاتفي مع الأمين العام للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين السيد غوترز – وأود هنا الإشارة إلی شجاعة السيد غوترز والمفوضية العليا للاجئين- قال لي لا! المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم تنبس بکلمة حول المعايير الإنسانية في المخيم ولم تقم إلا بإبداء وجهة نظرها حول بعض نقاط تقنية بسيطة لکنها لم تبد رأيها في الموضوع الرئيسي وهو مراعاة حقوق الإنسان في المخيم.
وفي الوقت الحاضر اني لم أسمع من أي مصدر مختص يؤيد تطابق مخيم ليبرتي المعايير وحقوق الانسان. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين کذلک أکدت بخصوص حرية التنقل التي لاتوجد في الوقت الحاضر في مخيم ليبرتي، بينما بدون التمتع بحرية المبدأ الأساسي فان مخيم ليبرتي في واقع الأمر ليس الا سجن.
وبإلقاء نظرة إلی النقاط التالية لا يمکن للإنسان إلا أن يتأثر ويحس بالاشمئزاز:
1- المعارضون الإيرانيون وبدخولهم (المخيم) يُحرمون من الخروج وکأنهم وقعوا في فخ.
2- سيُمنع دخول محامي السکان إلی المخيم الأمر الذي يتعارض والمواثيق الدولية کلها.
3- لا حصول حر علی الخدمات الطبية إلا بمبارکة الحکومة العراقية.
4- لا تسهيلات ولا إمکانات للجرحی والمعوقين والمصابين بالأمراض الوخيمة.يجب الأخذ بنظر الاعتبار أنه وبعد الهجمات التي نفذت سابقاً فهناک عدد کبير من هؤلاء الأفراد مصابون. اني وکطبيب مررت بمناطق حربية مختلفة ولکني وجدت هناک ضابطة واحدة تحترم في کل مکان وهو المکان الذي يسمح لدخول الأطباء حيث يوجد مرضی فيسمح بدخول الأطباء واني أريد أن أغتنم هذا المنبر لأستنکر بأقوی العبارات الممکنة هذا العمل اللاانساني أي منع وصول المرضی الی الطبيب.
أيها الأصدقاء الأعزاء، اليوم وبينما اجتمعنا هنا مازالت 6 أقسام من أصل 7 أقسام في مخيم ليبرتي ليست جاهزة. هناک جدران تحيط المخيم بارتفاع 3.6 أمتار والأنکی من الکل أن مساحة هذه المنطقة اقتصرت فقط علی نصف الکيلومتر مربع. ويريدون فتح محطتين للشرطة داخل المخيم بـوجود 150 شرطي. فحضور هذه الشرطة أو الميليشيات داخل المخيم يسبب الازعاج ويشکل مصدر الضغط وينغص حياتهم الخاصة بشکل مستمر ومن شأنه أن يتحول بسرعة الی مواجهة ويخلق ذريعة لعملية ابادة جديدة. لأنه في واقع الأمر ذلک هو الهدف الذي يتابعونه. ولهذا السبب فمن الضروري أن تکون محطة الشرطة خارج المنطقة المسيجه للمخيم الذي تحاصره القوات العسکرية وتحکم علی مداخله سيطرة قوية. هذا مطلب مشروع واننا لا نستطيع أن ننسی أن قوات الشرطة العراقية هي بالذات شارکت في المجازر السابقة.
نعم لسکان أشرف حق أن يرفضوا هذا النقل إلی مکان ما هو إلا سجن ويتعارض مع کل الحقوق الإنسانية والمواثيق الدولية المعترف بها، وذلک ما لم يستلموا ضمانات خطية دقيقة من الحکومة العراقية لکن بتقديم الأمم المتحدة وضمانات الولايات المتحدة الأمريکية والاتحاد الأوربي. وطالما لم يتلقوا تجاوباً مع مطالبهم – القصد ليس الحدود الدنيا وانما الحد الأقصی للضمانات لأن المسأله مسألة الأرواح-.
لايجوز للأمم المتحدة أن تدافع عن هکذا تجاوز واذا وقعت کارثة جماعية أخری وحتی لا نخطأ فان جميعنا نتحمل المسؤولية. کلنا جميعا. واعلمي السيدة رجوي ويا أصدقائي الأعزاء، فکلنا سنکون حاضرين ولن نترککم وسنکشف عن هوية المسؤولين عن هذه الحالة. اننا لن نترک سکان أشرف. اننا لن نترکهم أمام ابتلاء جديد ومأساوي. اننا لن نسمح أن يحصل هذا الحادث مرة أخری. لأن الضغط ليس في العراق فقط. اني علمت في 29 کانون الثاني ان ايرانيين اثنين اعتقلا داخل ايران بسبب ابنهما يوجد في أشرف. اني علمت أن مئات الافراد من عوائل المقاومين في أشرف هم معتقلون في السجون لا ذنب لهم سوی انتسابهم العائلي لسکان أشرف. وهنا أود أن أبدي احترامي للسيد صارمي الذي أعدم في کانون الأول 2010 ولا شک بسبب اللقاء بابنه في أشرف. وکذلک للسيد کاظمي أو السيد حاج آقايي اللذين اعدما في کانون الثاني 2011 لنفس التهمة.
ورغم تحمل هذه الضغوط فان سکان أشرف أبدوا حسن نيتهم وانک السيدة رجوي وبقبولک خطة نقل الاشرفيين الی مخيم ليبرتي بشروط معينة، أثبتِ تأکيدک علی حل سلمي.
لذلک علی الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريکية والاتحاد الأوربي أن يعالجوا النقاط الخمس التالية:
أولا: يجب ألا تتواجد الشرطة داخل المخيم
ثانيا: يجب أن يکون سکان أشرف قادرين علی الذهاب إلی مخيم ليبرتي بسياراتهم وممتلکاتهم المنقولة
ثالثا: يتوجب وبحزم الحيلولة دون أي تدخل من قبل النظام الإيراني أو أعضاء وممثلي السفارة الإيرانية في بغداد في مصير سکان أشرف
رابعا: يجب ضمان حرية التنقل لسکان أشرف.
خامسًا وأخيرًا: إذا ما قامت الحکومة العراقية ونظام الملالي بعرقلة عملية النقل هذه فيتوجب علی المفوضية العليا لشؤون اللاجئين البدء بإجراء المقابلات وعملية التسجيل في أشرف بأسرع ما يمکن لأنه لم تعد هناک فرصة للمماطلة وضياع الوقت.
واني هنا وبصفتي رجلاً کان وزير الخارجية، أدعو وزارة الخارجية الفرنسية والحکومة الفرنسية وصديقي آلن جوبيه الذي هو رجل الحکومة، وأطلبه أن يمارس الضغط بکل ما لديه من قوة في مجلس الأمن. نعم اننا بحاجة اليکم. اننا بحاجة الی الحکومة الفرنسية. اننا بحاجة الی الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لأنه کفی.
لذلک، نعم أيها الاصدقاء الأعزاء، اننا جميعا نکون متيقظين الی أن يتم تحقيق کل هذه المطالب. ولکي لا يتم اطفاء شعلة الأمل وشعلة المقاومة من قبل الطغاة. ولکي يبقی أشرف هذا الدليل الارشادي للوجدان ولکي يشع مصدر النور والکرامة هذا بضوئه علی هذه المنطقة من العالم ويهدي الايرانيين المکبلين بنير الديکتاتورية الی هذا الطريق المقدس للحرية.
السيدة رجوي، اني أيضا أريد أن أحيي المقاومة في سوريا والتي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية.
أود أن أستنکر هذه الدکتاتورية الدموية.. أود أن أقول لکم کم إننا نقف وراء أي امرأة ورجل أشرفي. فنحن کلنا أشرفيون لکون سکان أشرف رموز المقاومة بوجه الدکتاتورية التي ما هي إلا نوعًا من الغدر والخيانة. أشکرکم.

زر الذهاب إلى الأعلى