أخبار إيران

ورطة المالکي.. يخلع ربطة العنق في حضرة الخامنئي- جبار الياسري


ورطة المالکي.. يخلع ربطة العنق في حضرة الخامنئي


الملف
17/12/2011


بقلم: جبار الياسري



واهم من يعتقد بأن حزب الدعوة الحاکم والحکومة العراقية التي يترأس مجلس وزرائها العتيد… نوري المالکي لا يعيش ورطة حقيقية ومأزق کبير لم يشهده أي سياسي عراقي أو العراق کدولة مستقلة ذات سيادة منذ عام 1932 وحتی زوال کل أشکال التبعية والعبودية وفبرکات وخزعبلات الإحتلال وما جاء به من قوانين ودساتير وأنظمة قرقوشية لم يشهد لها مثيل في تأريخ الأمم القديمة والحديثة, فمن يضحک علی من ومن ينصب علی من في خضم هذا البرکان والبحر الهائج والأمواج التي تتقاذف العراق شرقاً وغرباً….؟؟؟ بإمکان الإنسان الحاد الذکاء والعبقري أن ينصب (يحتال) أو يبتز شخص أو شخصين أو جماعة ما بسهولة لکنه في نهاية المطاف سينکشف وسيفتضح أمره لا محالة.
من غرائب وعجائب نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين وخاصة ما جری في العراق منذ أن وضعوه في حساباتهم الإستراتيجية وأولی أولوياتهم بأن السيطرة والهيمنة عليه تعني الهيمنة والسيطرة علی مقدرات منطقة الشرق الأوسط بأکمله, والتحکم بمصير ومستقبل العالم خاصة من الناحية الاقتصادية, لهذا السبب ولأسباب أخری لم ولن يستقر العراق أبداً بسبب تداخل وتشابک مصالح القوی العظمی والدول الإقليمية وعلی رأسها ترکيا وإيران, فحتی الآن يعتبر الشعب العراقي من أکثر شعوب الأرض المنصوب عليها داخلياً وإقليمياً وعالمياً, فباسم العراق والعراقيين هنالک من نصب علی العالم کأمريکا تحت ذرائع أسلحة الدمار الشامل, محاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة, إعادة ترتيب ورسم الشرق الأوسط الجديد أو الکبير وغيرها من الأجندة الخفية والعلنية؟, وهنالک من نصب وينصب علی أمة أو شعب ما بعينه کما يحصل لشعوبنا العربية خاصة والإسلامية عامة علی يد حکامها التابعين أيضاً للقطب الأوحد أمريکا طبعاً, أما في العراق المبتلی تحديداً فهنالک شياطين من الإنس والجن ينصبون علی هذا الشعب بأکمله أو علی فئة أو مذهب بعينه؟, تحت عناوين ومسميات لم تخطر ببال أحد… کالمظلومية مثلاً؟ عن طريق إثارة النعرات الطائفية وبث روح الفرقة والحقد بين أبناء الشعب الواحد المتصاهر والمتجانس في ما بينه منذ الأزل… من أجل خلخلة وضعه الداخلي لکي يسهل حکمه والسيطرة عليه, الشعب العراقي المنکوب بين هذا وذاک حتماً فقد أو سيفقد بوصلته الوطنية لأنه راح يتخبط ويلهث بين تصديق وعود السياسيين الجدد… المعارضين في الخارج بالأمس القريب والحليف الأمريکي الذي جاءوا به وجاء بهم کي يجعلوا من العراق يابان الشرق الأوسط؟؟؟ , وبين فتاوی دينية ومذهبية بين الأمس واليوم لا يعرف يتبع من ويستمع لمن ويصدق بفتوی من؟, ناهيک عن فرية التقليد لهذا المعمم أو ذاک الدجال؟, وجلنا عايش مرحلة التخبط وعايش فترة ما بعد الحرب العراقية الإيرانية وفترة حرب الکويت وما تلاها من تدمير وحصار أدت في نهاية المطاف إلی احتلاله وقتل وتشريد أبناء شعبه.
الجزم بأن الشعب العراقي فقد بوصلته الوطنية وراح يتخبط بين مؤيد ومعارض لمن يقف في وجه الإحتلال وأذنابه وبين من يقول لننتظر ونمنح الوقت الکافي لهؤلاء السياسيين الجدد الذين جاءوا علی وخلف ظهور دبابات وطائرات المحتل هو الذي أوصلنا إلی هذه النتيجة التي أدت إلی تکالب أعداء الخارج وعملاء الداخل علی الانشغال فقط بتقاسم المغانم والمکاسب في ما بينهم , وبقي الشعب البائس يتفرج وينتظر الفرج بعد أن يفرج الله عن الإمام المهدي ويسمح له بالظهور؟ , وبما أن ظهور الأمام تأخر لأسباب لا يعلمها إلا هو سبحانه… فقد ظهرت علينا صحوات الإسناد التي تم إغرائها بمليارات الدولارات المنهوبة والتي أدت وساعدت علی تفتيت أو إضعاف المقاومة العراقية للإحتلال البغيض التي تعد من أسرع وأشجع وأبسل المقاومات التي تشکلت في تأريخ الشعوب , حيث کبدت المحتل الأمريکي خسائر جسيمة ودرس لم ينساه الأمريکان أو أي قوة عالمية في المستقبل ستقدم أو تحاول احتلال العراق , وحسب اعتراف رئيس أمريکا بارک أوباما… عندما قال البارحة أمام الجنود الهاربين من العراق… (بأنه يجب أن نتعلم من درس العراق)!؟, وهذا بحد ذاته انتصار ما بعده انتصار لمقاومة الشعب العراقي الباسلة واعتراف رسمي بالهزيمة , من الأسباب التي ساعدت أيضاً علی شق صف العراقيين الوطني وشرذمة وحدته لدحر الإحتلال الذي أعلن هزيمته وفشله بعد أقل من عام… هو فتاوی…. تحرم وأخری تجيز ومرجع ناطق وآخر نائم نومت أهل الکهف , لکن في المحصلة النهائية بعد أن تجلت الصورة وانکشفت الغمامة عن عيون الکثيرين من أبناء الشعب العراقي وأن ما يجري بين الجارة إيران وأمريکا ما هو إلا تبادل أدوار ومسرحية الهدف منها تقاسم ثروات العراق لأمريکا ما تحت الأرض ولإيران ما فوق الأرض…!؟ لکن للأسف لازال البعض يصدق بنوايا اللاعبين الرئيسيين وهما : الولايات المتحدة الأمريکية وإيران.
في ثمانينات القرن الماضي کنا نسمع ونصدق مقولة للخميني مفادها (إذا رضيت عنک أمريکا فاعلم بأنک علی خطأ) وکذلک صدقنا بمقولة (أمريکا هي الشيطان الأکبر) وغيرها من الشعارات البراقة والخطابات الرنانة والطنانة التي ثبت لنا بعد ثلاثة عقود بطلانها وعدم جديتها أو وجود أي رصيد لها علی أرض الواقع, وکانت فقط لغاية في نفوس الصهاينة الأمريکان وجار العراق الذي قال عنه العظماء… يا ليت بيننا وبينهم جبل من نار…. إيران تريد أن تبلع العراق کما بلعت الأحواز العربية قبل تسعة عقود بعد أن تواطأ معها الغرب وسکت عليها وبارک لها حکام سايکس وبيکو!.
من غير الممکن أبداً بعد اليوم وبعد تسع سنوات من المد والجز بين أمريکا وإيران وأدواتهم في العراق أن تنطلي علينا هذه الأکاذيب وهذه الحيل الشيطانية عندما يتم النصب علينا والاستخفاف بعقولنا إلی هذه الدرجة من السذاجة , ولا يمکن أبداً أن نصدق بنظرية الشيطان الأکبر ونظرية إذا رضيت عنک أمريکا بأنک علی خطأ..؟ بل بالعکس تماماً أمريکا هي الحمل الوديع والحليف المستتر تحت عباءة الدين والمذهب والعداء لأمريکا والصهيونية, وأمريکا هي التي سلمت العراق علی طبق من ذهب للجارة إيران وأمريکا هي التي أخذت بثأر إيران من العراق عندما انتصر عليها ودحرها في حرب الثمان سنوات , وأمريکا هي التي ساعدت وسهلت وصول عملاء وأبناء وأحفاد کورش لحکم العراق , وأمريکا هي التي فرضت عملاء إيران رغم فوز عميلها أياد علاوي ورهطه في الإنتخابات (الديمقراطية) المزعومة التي تشدق بها قبل يومين (باراک أبو عمامة) في مؤتمره الصحفي أثناء زيارة المالکي لتقديم واجب العزاء وقراءة سورة الفاتحة علی جنودها , وأمريکا هي من ساهمت بنهب العراق وقتل خيرة أبنائه وهي من حل جيشه وعمل جاهداً علی عدم تسليحه ليبقی جيشاً مهلهلاً ومکفخة لدول الجوار بما فيها الکويت , ويا لها من مفارقة غريبة عجيبة ويا لها من سخرية من سخريات القدر وسوء الطالع عندما تتبرع دويلة الأمارات لتدريب جيش العراق الجديد؟؟؟ , يا لها من مهزلة… المؤسسة العسکرية العراقية العريقة التي خرجت خيرة الضباط العراقيين وخيرة الزعماء والقادة العرب يراد لدويلات الخليج اللقيطة تدريب وإعادة هيکلت جيشها العراقي الذي لم يقهر منذ قيامه.
منذ أن لمع نجم جواد نوري المالکي أو نوري کامل المالکي أحدهم صح أو کلاهما خطأ الله أعلم؟, ومن خلال المتابعة لطريقة أو طرق إدارته لدفة الحکم في بلد بحجم العراق خاصة في ظرف يعتبر الأسوأ والأخطر في تأريخه… فلولاه لما حلم هؤلاء بأن يکونوا فراشين أو موظفين صغار في دوائره ومؤسساته الرسمية , وکذلک من خلال الاستماع لتصريحات وخطابات هذا الرجل المتضاربة والمتناقضة التي يظهر فيها تارة واثقاً من نفسه وتارة أخری مرتبکاً ومهزوماً من الداخل خاصة في لقائه الأخير في البيت الأبيض کحليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريکية؟؟؟ , يبدو أن الرجل في ورطة حقيقية وموقف لا يحسد عليه منذ توليه هذا المنصب وحتی آخر زيارة له للولايات المتحدة الأمريکية فهو واقع بين مطرقة إيران وسندان أمريکا, وبين استحقاقات الداخل وأخطار الخارج التي تحدق بالعراق من کل حدب وصوب, ناهيک عن المليشيات والکتل والأحزاب الکردية والترکمانية , ويبدوا أيضاً بأن زيارة بايدن الأخيرة للعراق لم تفي بالغرض المطلوب؟ بل ما يشاع بأن الزيارة کانت عبارة عن تبليغ بالحضور فوراً وتهديد مباشر للمالکي ورهطه بأن يأتون علی وجه السرعة لتقديم الشکر والولاء والطاعة وتوقيع الإتفاقيات السرية والاقتصادية طويلة الأمد… خاصة في مجال النفط أي حتی خروج أخر برميل نفط من العراق , بالإضافة لذلک إعطاء تأکيدات وتطمينات إيرانية بأنها لم ولن تتعرض لجنرالات التجارة والاقتصاد و15 عشر ألف جندي أمريکي و18 عشر مکتب سي آي إيه في عموم محافظات العراق الذين سيحلون محل جنرالات العسکر المهزوم المنکسر المکابر , هذا بالإضافة إلی وضع الأکاليل والزهور علی جيف الجنود الأمريکان الذين قضوا في الحرب والذين لم يستقبلهم أبناء الشعب العراقي بالزهور والرياحين وهم أحياء کما وعدوهم عملائهم قبل الغزو کالجلبي وکنعان مکية وآل الحکيم؟ , لهذا أبی أبو إسراء نوري المالکي إلا أن يجعل من وضع هذه الأکاليل والزهور علی المقبورين الأمريکان الذين إغتصبوا الأرض والعرض العراقي وعاثوا بمدن العراق کل العراق خراباً ودماراً من النجف الأشرف وحتی الفلوجة ومن الفاو حتی زاخو کعرف دبلوماسي وبرتوکول رسمي سيلتزم فيه کل زائر رسمي عراقي يحج للولايات المتحدة الأمريکية مستقبلاً بمناسبة أو بدون مناسبة مهما کان حجمه…. قزماً أم عميلاً تابعاً أو ذيلاً لسياسة أمريکا.
کان الله في عون نوري المالکي الذي يُأمر بالذهاب لأمريکا ليضع أکاليل الورود علی قبور قتلاهم الذين قضوا في العراق…. ثم يعود ليحج إلی طهران ليقف في حضرة الولي الفقيه الخامنئي خالعاً ربطة عنقه التي يتباهی بها کرجل علماني أمام الغربيين ويستحرمها کصليب يلتف حول عنه کرئيس حزب ديني عقائدي أمام وفي حضرة إمام الأمة السيد الخامنئي؟؟؟!! , وحتماً سيقف مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد کما وقف سابقاً منزوع السيادة والإرادة الوطنية عندما يضعوا الإيرانيين خلفه العلم الإيراني فقط…. لأن العراق أصبح بفضل الإحتلال الأمريکي عبارة عن ضيعة وحديقة خلفية للجارة إيران!؟, فترقبوا زيارة المالکي إلی طهران بعد أيام أو ساعات معدودة إلی دولة ولاية الفقيه ليطلعهم علی الشروط والبنود والمعاهدات الجديدة بعد خروج الجيش الأمريکي العسکري وقدوم الجيوش ورجال الأعمال المدنيين…… إنا معکم لمن المترقبون…… وکان الله يحب المحسنون….؟؟؟.


 

زر الذهاب إلى الأعلى