أخبار إيران

قتل امرئ في غابة مسألة فيها نظر …وقتل شخص آمن جريمة لاتغتفر- محمد رجب العزاوي

 
قتل امرئ في غابة مسألة فيها نظر …وقتل شخص آمن جريمة لاتغتفر


واع
1/11/2011


بقلم: محمد رجب العزاوي



قبل اکثر من ربع قرن خلت من السنين لجأ الی العراق قرابة 3500 شخص من الايرانيين بينهم اکثر من الف إمرأة وليس بالضرورة شرح کيفية لجوئهم ولکن من المهم أن نعرف سبب لجوئهم الذي عرفناه وهو بحثهم عن الحرية والديمقراطية في بلدهم ألام إيران والتحرر وألانعتاق من العبودية والخضوع الی الحکم الديني الفاشي المتطرف في ذالک البلد مستخدمين سلاحهم في ذلک ايمانهم بقضيتهم ومبادئهم وقد عاشوا کل تلک الفترة بأمان وإطمئنان وهم يمارسون أعمالهم بإتجاه تحقيق ألأهداف وألمبادئ التي يؤمنون بها.
وبعد احتلال العراق وبنتيجة التفتيش والتحري التي قامت بها القوات الامريکية في معسکرهم تم نزع اسلحتهم واعتبرتهم تلک القوات اشخاص محميين وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة وملحقيها وتعهدت بحمايتهم لانهم لايستطيعون الدفاع عن انفسهم باعتبارهم مدنيين في زمن الحرب ولما وضعت الحرب أوزارها وعادت السيادة للحکومة العراقية تو تسليم حمايتهم الی القوات العراقية. ووفقا للاتفاقية الامنية المعقودة بين العراق والقوات الامريکية وبتعهد من امريکا بان لايمسهم احد بسوء إلا إن ماحصل بالفعل. هو ايفاء الحکومة العراقية بالتزاماتها مع النظام الإيراني بتصفية هؤلاء اللاجئين لأنهم يشکلون مصدر قلق وخوف وخطر علی النظام الإيراني.
فبدأت ألحرب منذ أوائل عام 2009 ولکن هذه الحرب من جانب واحد ومن غير تکافؤ ذالک إن الحکومة لاتحارب حکومة وانما تحارب اشخاص مدنيين عزل عن السلاح الامر الذي ترفضه کافة القيم الاخلاقية والدولية وحتی العشائرية والعرب تقول (دخل الدخيل وسلم) ومن يکون هذا الدخيل فمن واجب المضيف حمايته من کل خطر مهما ارتکب من جرائم حتی وان کانت تلک الجرائم مرتکبة بحق المضيف. مع إن مجاهدي خلق لم يرتکبوا أية جريمة بحق الشعب العراقي ولا بحق حکومته کما تنقل لنا الوقائع وکما نعرف عن سيرة هذه المجموعة, وکل ما نعرفه انها حاربت النظام الايراني ليس غير.
ألأخلاق وألأعراف هي من المبادئ الثابتة التي لاتتغير بتغير ألأشخاص وکذالک في ألأنظمة والحکومات في زمن معين ومکان معين فنحن في العراق نتحلی بألأخلاق العربية وبإحترام الضيف وألدخيل وهؤلاء ضيوفنا واحترامهم واجب من قبل ألأفراد وألحکومة ولا يجوز محاربتهم وقتلهم وتشريدهم بحجة أنهم معادون لدولة جارة سيما ان هذه الجارة هي حکومتهم وشأنها شأنهم. ثم انه ليس من الشجاعة أن تحارب أعزلا عن السلاح حتی اذا ثبت لک الحق في محاربته لانه لايستطيع الدفاع عن نفسه,
بداية الحرب کانت بالحصار الاجتماعي وألإقتصادي وألسياسي فمنعت القوات العراقية عنهم وصول اصدقائهم ومؤيديهم من العراقيين ومنع ألأيدي العاملة التي کانت تعمل معهم حيث اکثر من الف عامل يعملون معهم بشتی انواع الحرف بالزراعة والصناعة والبناء وغيرها کما منعوا عنهم ألأطباء والمحامين والصحفيين وکذلک الدبلوماسيين الاجانب وممثلي الامم المتحدة وعلی العموم منعوا الاتصال بهم بکافة الوجوه کما منعوا الغذاء والدواء الضروري لمضی الامراض المزمنة. ثم تصاعدت الحرب الی الهجومات المسلحة فقتل منهم في هجومين منفصلين 47 شخصا واکثر من 100 جريح ومعاق وهذه ألأيام وتزامنا مع ألإنسحاب ألأمريکي من ألعراق يکشر النظام ألإيراني عن انيابه ونواياه ليرسم الطريق لقتلهم جماعيا, بنقلهم قسرا داخل العراق بعد تفريقهم الی مجاميع وتوطينهم بمحافظات مختلفة ومتباعدة, وإن مثل هکذا قرار هو بمثابة القتل الجماعي, والذي ينذر بکارثة لها أول وليس آخرها غير ابادتهم جميعا وان تصريح المسؤولين العراقيين بهذا الاتجاه  يعتبر انذارا بمجزرة وکارثة انسانية,
انک حينما تقاتل جيش مسلح تکون قد استعملت حقک بغض النظر عن ألأسباب ولکن حينما تقاتل اعزل فقد ابتعدت عن الحق وکما قال الشاعر :_ قتل امرئ في غابة مسألة فيها نظر …. وقتل شخص آمن جريمة لاتغتفر
  
*محامي وکاتب عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى