أخبار إيران

توحش الملالي – جهاد الرنتيسي


توحش الملالي


واع
26/10/2011


بقلم: جهاد الرنتيسي



تستعيد الحالة الايرانية، قابليتها للانفجار، کلما تراکمت مؤشرات، انسحاب هستيريا النظام العربي، علی ملالي طهران، الباحثين عن مخارج من ازماتهم البنيوية المستعصية.
فهي الاقرب ـ من حيث عناصرها الاولية ـ الی الجمهوريات الشمولية، بصيغها السورية واليمنية والليبية، علاوة علی بعدها الثيوقراطي، الذي يفاقم الازمة بين تطلعات ومفاهيم انسان القرن الواحد والعشرين، وطرق العيش المفروضة عليه.
تلتقي هذه النظم ايضا، بشکل او بآخر، في شلل آليات التحديث، والعجز عن استيعاب حرکة الزمن، والفشل في التجاوب، مع متطلبات المراحل.
ولنظام الملالي، واشباهه في الجمهوريات الشمولية العربية، مخارج تقليدية، حين يصلون الی عنق الزجاجة، تبدأ بمحاولات تصدير الازمات الی الاقليم والعالم، ولا تنتهي باستسهال الفتک بالمعارضين.
فالحکم في هذه الدول، يبدأ بثورات، اشبه بانقلابات العسکرية، سرعان ما تأکل ابناءها، لتترکز السلطة في ايدي قلة، تتسلط علی الاکثرية، بغطاء الطائفة والمذهب والقبيلة والايديولوجيا والدين، ولا تترک مجالا لقبول الآخر ومواطنته.
مع وصول ازمة النسخة الايرانية من الجمهوريات الشمولية الی ذروتها، تسارعت مؤشرات ارتباک آليات الدفاع عن البقاء، اخذت هذه المؤشرات اشکال التضارب بين مساعدة النظام السوري علی قمع شعبه ودعوته للاصلاح، وظهور ملالي ايران بصورة حاکم العراق المأزوم مع تلويح القائمة العراقية برفع غطاء الشرعية عن حکومة نوري المالکي، وانحشار حزب الله في زواريب المحکمة الدولية وافرازات الحدث اليومي السوري، واستعدادات حرکة حماس للالتحاق بالربيع العربي، المتوقع ان يتيح للحرکات الاسلامية ما لم يتح لها طوال العقود الماضية.
الهزائم الاقليمية المتلاحقة، تؤهل ملالي ايران، الی الايغال في المغامرة والتوحش، اللذين لاحت بوادرهما، بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، ومرشحان للتوسع بحرب ابادة ضد اللاجئين في مخيم اشرف، وتفعيل آلة القمع في الداخل.
فالتطمينات الرسمية العراقية، بعدم ترجمة تعهدات نوري المالکي، بانهاء ازمة اللاجئين الايرانيين الی حرب ابادة، لا تستقيم امام المعلومات المتسربة من طهران وبغداد، حول استخدام القوة ضد مخيم اشرف.
والحديث لا يتوقف عن اعادة هيکلة مؤسسات القمع الداخلي الايرانية لمنع ربيع يحاکي الربيع العربي الذي يعيد رسم ملامح المنطقة.
تلاحق التطورات لا يترک مجالا امام المجتمع الدولي، سوی تحمل مسؤولياتها، والقيام بدوره في حماية الايرانيين، باتخاذ اجراءات سريعة وفعالة، لمنع مجازر، في مخيم اشرف قبل فوات الاوان، الذي حدده المالکي بنهاية العام، ومجازر مماثلة في الداخل الايراني، تفوق ما يحدث في سوريا واليمن، وما حدث في ليبيا، ولا تقتصر علی الشباب الايراني، الذي يتهيأ لانتزاع حقه في نمط حياة مختلف.

زر الذهاب إلى الأعلى