أخبار إيران

فکاهة وليد المعلم! – طارق الحميد


فکاهة وليد المعلم!


الشرق الاوسط
7/8/2011


بقلم: طارق الحميد
 


في الوقت الذي تقوم فيه قوات بشار الأسد بتمزيق مدينة حماه، وغيرها من المدن، بالدبابات والأسلحة الثقيلة، يتهم وليد المعلم أمام سفراء الدول العربية والأجنبية بدمشق المعارضة السورية بـ«السلبية» والتسبب بغياب الحوار الوطني.
واتهامات المعلم هذه للمعارضة، وأمام السفراء العرب والأجانب، ليست إلا فذلکة بليدة، وتأکيدا علی أن النظام السوري غير قابل للإصلاح إطلاقا، فبعد حديث المعلم عن مسح أوروبا من الخارطة، ها هو يخرج أمام ممثلي المجتمع الدولي بسوريا قائلا إن المعارضة هي الملومة علی ما يحدث في المدن السورية اليوم، وحديث المعلم هذا لا يختلف إطلاقا عن ذلک المشهد الشهير بإحدی المسرحيات المصرية الشهيرة، عندما قال احد النجوم الکوميديين مبررا صفعه لرجل علی الوجه بالقول: «هو اللي ضربني بوجهه علی إيدي»!
هذا بالضبط تفسير ما قاله المعلم، حيث يلوم المعارضة المقموعة بکل أنواع الأسلحة، وليس نظام الأسد الذي يقوم بقتل السوريين، إلا أن السؤال الآن هو: لماذا قال المعلم ما قاله أمام السفراء؟
الإجابة الواضحة أن النظام السوري بات يستشعر حقيقة الضغط الدولي، والآن العربي، وتحديدا البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي، وهو مهم وإن تأخر، فبحسب ما سمعته من أحد المسؤولين الخليجيين فإن التحرک الخليجي ليس وليد اللحظة، بل کانت هناک مداولات مفادها أنه «لا يمکننا الانتظار أکثر من ذلک»، وهذا أمر اتضح من خلال الموقف القطري السابق، وبعده الکويتي، عدا عن الغضب الخليجي الشعبي تجاه ما يقوم به نظام الأسد في سوريا، ويمکن ملاحظة ذلک بسهولة في السعودية، مثلا، وهذا ما لمسته شخصيا في الرياض وجدة هذه الأيام.
فنحن اليوم امام موقف معلن من ثماني دول عربية، منها ست دول خليجية، وهناک مصر والأردن، مما يوجب توجيه سؤال مباشر للسيد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الذي سبق وقال إن الجامعة معنية بسياسات الدول، وليس الشعوب، فما رده اليوم، خصوصا وأنه ممن دافعوا عن نظام الأسد مؤخرا؟ کل ما سبق يظهر ان ما قاله المعلم للسفراء في دمشق هو نتيجة قلق النظام البعثي من الموقف العربي والدولي، وتحديدا الروسي، حيث يقول لي مصدر خليجي آخر إن المعني أکثر بحديث المعلم هم الروس، حيث يريد المعلم إقناع موسکو بعدم الاندفاع في معاداة نظام الأسد إلی درجة مشابهة لما وصل اليه المجتمع الدولي.
لذا فلا يجب تجاهل تصريحات المعلم، والاکتفاء بالتندر عليها، وهذا امر مستحق، بل لا بد من تحرک دولي لفرض عقوبات علی القطاع النفطي الممول لقتلة الشعب السوري، واستصدار قرار من محکمة العدل تجاه رموز النظام، وذلک نظير الجرائم المرتکبة بحق الإنسانية في سوريا، کما أن علی العرب أيضا اتخاذ موقف معلن تجاه إيران، وخصوصا بعد إعلان ترکيا ضبط أسلحة إيرانية مرسلة لنظام الأسد.
ملخص القول هنا إنه في حال أفلت نظام الأسد من مجزرة حماة الثانية فحينها لا يمکن لوم النظام البعثي فقط، بل يجب لوم العرب، والمجتمع الدولي ايضا. فواجبنا حماية الأبرياء السوريين، وبکل الطرق.

زر الذهاب إلى الأعلى