أخبار إيران

بعد استدعائه للمحاکمة.. کم هي مهمة شاقة ان يحمل المرء هوية باسم نوري المالکي!!- صافي الياسري

 


بعد استدعائه للمحاکمة.. کم هي مهمة شاقة ان يحمل المرء هوية باسم نوري المالکي!!


الملف
2/8/2011


بقلم: صافي الياسري
 


  واخيرا انفجر مرجل دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالکي، الذي بقي يغلي ما يقرب من شهر، وتحديدا منذ اعلنت المحکمة الاسبانية استدعاءه للمقاضاة بشان تهمة ارتکاب جريمة ضد الانسانية، في اشارة الی مجزرة مخيم اشرف المروعة التي ارتکبتها القوات التابعة له في المخيم في الثامن نيسان من هذا العام، وراح ضحيتها 36 لاجئا من سکان المخيم فضلاً علی استدعاء ثلاثة من کبار الضباط الضالعين في الجريمة، فاکد بانفعال رفضه الدعوی القضائية المقامة ضده في محکمة اسبانية علی وفق التهمة التي ذکرنا، في خطاب له اثناء مثوله امام البرلمان العراقي للاجابة علی اسئلة بخصوص جاهزية القوات العراقية والتصويت علی ترشيق الوزارات.
وذهب المالکي الی اکثر من رفض الدعوی حين هدد بإقامة دعاوی قضائية “بحق الدول التي قامت بمساعدة منظمة مجاهدي خلق لإلحاق الأذی بالعراق”!!.
وأشار المالکي في مؤتمر صحافي عقده، السبت 30 تموز المنصرم في مبنی البرلمان عقب استضافته، أن “الدول الاوروبية هي التي صنفت في وقت سابق منظمة خلق بأنها ارهابية، خصوصا أن خلق ساهمت في قمع الشعب العراقي في سنوات النظام السابق”.
والمالکي بهذا الرد يؤلب الراي العام الاوربي الرسمي والشعبي ضده، فضلاً علی القانونيين ومنظمات المجتمع المدني، فالمفروض ان يجيب بطريقة قانونية علی استدعاء قانوني من جهة قانونية، لا سياسية ولا شخصية، کي تتوفر له الفرصة للرد الغاضب، لکن خروجه علی المنطق والسلوک المفترض، تعبير عن فشله في التعامل مع الاستدعاء وتداعياته وخوفه من احتمالاته المقبلة، والرجل ربما خاف الا يکون دفاعه قانونيا بالمستوی الذي يبرؤه، وبخاصة ان منظمة مجاهدي خلق هيأت له من القانونيين من لا يستطيع الوقوف بوجههم بامکاناته البسيطة واستشاراته الضعيفة، لذلک اخذه الغضب، والانفعال، والغضب باعتباره تعطيل لفعاليات الحکمة والعقل يعد اول دلائل الارتباک والسقوط في دوامات الخشية، اما تهديده الدول الاوربية بالمقاضاة، فهو رد ساذج وغير عملي، وليس في طاقة المالکي ان يدخل معرکة بهذا المستوی، وهو سيحمل نفسه فوق طاقته ويستعدي علی نفسه خصومًا لا يمکن مجرد التفکير في مخاصمتهم قياسًا لوضعه، واذا تذکرنا ان القضاء الاوربي شطب منظمة مجاهدي خلق من لائحة الارهاب، وان علی المالکي قانونا وقضائيا، ان يثبت ان المنظمة ارهابية کما يدعي، عرفنا کم هي مهمة شاقة ان يحمل المرء هوية تحمل اسم المالکي، بعد مصادمته جهة لا يقوی علی مصادمتها واعني بها الی جانب 27 دولة اوربية، هي دول الاتحاد الاوربي، منظمة مجاهدي خلق التي لم يرهبها من قبله الشاه الاول ولا الشاهات الجدد، لو کنت مستشارا قانونيا للمالکي لنصحته بالصمت اولاً والبحث في الاروقة الخلفية عن حل يحفظ له ماء وجهه، لان قضيته خاسرة، وهزيمته حتمية.

زر الذهاب إلى الأعلى