أخبار العالم

راصد الجيران : زيارة رحيمي تسبق زيارة بايدن و تؤکد قوة النفوذ الأيراني


الجيران
6/7/2011


 
يزور العراق وفد ايراني کبير برئاسة محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.واستقبله رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي .
وتاتي الزيارة في توقيت يسبق زيارة نائب الرئيس االأمريکي  بايدن للعراق الذي يسعی الی تمديد بقاء بعض القوات الأمريکية . الأمر الذي ترفضه ايران وتضغط علی حکومة بغداد باتجاه عدم تمديد بقاء القوات الأمريکية لکن بغداد مازالت مترددة في قبول الرغبة الأيرانية نظرا لحاجتها لبقاء تلک القوات  , لکنها مستعدة الی تنفيذ رغبة طهران في ابعاد  المعارضين الأيرانيين من مجاهدي خلق المعارضة عن مدينة اشرف وهي قضية توليها حکومة طهران الأن  جل اهتمامها وتشعر بالرضا لتنفيذ هذه الرغبة من قبل حکومة نوري المالکي رغم الأحتجاجات الدولية التي تعارض ذلک ..
 وحسب مصادر مطلعة فأن محور الزيارة الأيرانية لبغداد هو اقناع العراقيين باستعداد ايران بالقيام بسد الفراغ االأمني اذا احتاجت الی قوات بديلة بعد الأنسحاب الأمريکي . وقد نوه نائب الرئيس االأيراني الزائر رحيمي بقوله ان ايران مستعدة لحفظ الأمن في العراق ؟
غير ان قوی سياسية عراقية تظهر دائما قلقها من تنامي النفوذ الأيراني وارتماء حکومة المالکي بأحضان ايران وتخطيطها لللآستعاضة بعلاقاتها بايران عن علاقاتها االأمريکية والأقليمة والعربية  .
 کما تظهر واشنطن قلقها هي الأخری من تنامي النفوذ االأيراني وسيطرته علی مقدرات العراق وتتهم طهران بدعم وتمويل الجماعات الأرهابية المسلحة  , لکن واشنطن لاتقدر ان تفعل شيئا مع اصدقائها المسؤوليين العراقيين الذين تربطهم علاقات وطيدة بأيران  لأنها لاتجد بديلا عنهم لحفظ مصالحها في العراق  .
وقال رحيمي خلال مؤتمر صحافي مشترک مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي “اعلن صراحة اننا قد نسينا کل آلام الماضي التي سادت في سماء البلدين وقلوب الايرانيين کلها مع العراق و کل ما يحب الايرانيون موجود علی ارض العراق”.
وقال المالکي من جانبه ان “العلاقات تعود الی طبيعتها بعد عقود من الماساة والعلاقات المتشنجة بسبب ما خاضه النظام البائد من حرب بين شعبين جارين”.
واضاف المالکي خلال المؤتمر الصحافي ان “الزيارة تدل علی رغبة اکيدة من ايران والعراق في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لما به اهمية ونفع علی مصالح الدولتين و شعبيهما”.
ومن جانبه قال رحيمي “جئنا للعراق بکامل استعدادتنا ودخلنا في مفاوضات اخوية ونحن مستعدون للوقوف بجانب العراق علی ان نبني هذا البلد”.کما اکد استعداد ايران ل”توفير الامن في العراق”، مؤکدا “دعمنا الکامل ووقوفنا بجانب حکومة رئيس الوزراء نوري المالکي”. في اشارة الی استعداد أيران لسد الفراغ الأمني اذا قررت الحکومة العراقية االأستغناء عن وجود القوات الأمريکية .
 وتتطور المشاريع الأستثمارية الأيرانية  في العراق بحيث تشکل نسبة عالية من الأنشطة والمشاريع في کل المجالات بما يعزز اقتصاديا نفوذها السياسي الکبير في العراق ..
وفي مؤتمره الصحفي  شدد المسؤول الأيراني علی ان العلاقات بين البلدين “وصلت الی مستويات عالية ورفيعة، وجئنا اليوم للوصول بها الی الذروة والقمة”.
وهو تعبير يؤکد سعي ايران الی تکامل سياسي واقتصادي مع العراق  معتمدة علی الزخم العقائدي لحکومة الأئتلاف الشيعي التي تحکم العراق .
وخاض البلدان حربا شعواء قتل خلالها نحو مليون شخص من کلا الجانبين، وامتدت لثماني سنوات (1980-1988) ابان حکم صدام حسين. لکن ايران بفضل امريکا استعادت نصرها الکامل باسقاط نظام صدام واستلام السلطة بالعراق  من قبل حلفائها وهي نتيجة قللت من اهمية ادعاءات امريکا بانها علی عداء مع ايران ,  فليس من المعقول ان تسلم واشنطن بلدا کالعراق  هدية سهلة  لعدوها مالم تکن قد خططت لذلک .وعلی اساس هذه النتيجة وخلال ثماني سنوات اظهر المشهد السياسي العراقي ان واشنطن وطهران شريکان  حقيقيان في ادارة العراق المحتل ولايمکن لأحدهما الأستغناء عن االأخر رغم العداء المعلن بينهما في وسائل الأعلام ..
وفي المؤتمر الصحفي مع ضيفه الأيراني وصف المالکي زيارة الوفد بانه “يدل علی الرغبة الحقيقة علی حل جميع الاشکالات التي واجهناها علی مجال العلاقات الاقليمية”.
واستقبل المالکي رحيمي الذي وصل علی رأس وفد رفيع المستوی استقبالا رسميا عزف خلاله السلام الجمهوري لکلا البلادين، في القصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء.
ووقع البلدان خلال الزيارة ست مذکرات تفاهم في مجال الصحة والمال والثقافة والبريد والعلوم والتکنولوجيا.وهي تضاف الی عشرات الأتفاقيات التي وقعت في طهران وبغداد  طيلة ثماني سنوات
ووقع مذکرات التفاهم وزراء المالية والعلوم والتکنولوجيا ومسؤولون اخرون من کلا البلدين.
وشدد المالکي علی ضرورة تحسين علاقات بلاده في مختلف المجالات مع ايران. کما ناشد رئيس الوزراء العراقي الشرکات الايرانية ورجال الاعمال في القطاع الخاص من البلدين، للمشارکة في اعمار العراق. مما يؤکد علی ان قناعات رئيس الوزراء العراقي مبنية علی الدور الأيراني القوي في العراق والذي يشکل بالنسبة له کما يبدو صمام امان لبقائه في الحکم  امام الجماعات الشيعية المنافسة وأمام امريکا اذا خذلته يوما ما ..
واعلن المالکي خلال المؤتمر الصحفي عن “تشکيل مجلس رجال اعمال مشترک بين البلدين”.وهي خطوة تحسب لصالح االأستثمارات المالية الأيرانية التي تجاوز الـ 20 مليار خلال السنوات الأخيرة .
وفي وقت لاحق، التقی رحيمي رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي اکد “ضرورة استقرار علاقات حسن الجوار بين البلدين علی اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لکلا البلدين”، حسبما نقل بيان رسمي عن مکتب النجيفي .
کما طالب النجيفي رحيمي بان “يتوقف الجانب الايراني عن قصف القری والاراضي العراقية في اقليم کردستان الشمالي، کونه امرا يثير نوعا من الضبابية والشک في العلاقات بين البلدين”.
 ويختلف موقف اسامة  النجيفي الذي ينتمي الی القائمة العراقية المعارضة عن موقف نوري المالکي الذي يمثل حزب الدعوة الحاکم الذي حظي بالرعاية الأيرانية طيلة ربع قرن مضی . حيث أظهر النجفي قلقا من السياسة الأيرانية في العراق وهذا مالم يتوفر لدی المالکي في علاقاته الرعوية  مع أيران .
ويعود اخر قصف تعرضت له المناطق الحدودية لاقليم کردستان الی 30 حزيران/يونيو الماضي واستهدف المناطق الحدودية في منطقة حاج عمران بشمال مدينة اربيل (320 کلم شمال بغداد).مما اثار انتقادات کردية ايضا غير ان زيارة رئيس الجمهورية جلال الطلباني لطهران في الشهر الماضي قللت من اهمية االأتتقادات الکردية لأيران . نظرا للعلاقة الحميمة بين الطلباني وحکومة طهران .
واکد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي للزائر الأيراني  علی “ضرورة التعاون المشترک والتنسيق بين الطرفين لضبط الحدود ومنع التسلل والاعتداء للحيلولة دون تصعيد التوترات في المواقف”. وأظهرت انتقادات النجيفي للسياسة الأيرانية عدم وجود توافق في مواقف اطراف الحکومة العراقية  من ايران . فما عدا بعض أطراف الأئتلاف الحاکم فان لکتلتي العراقية والکردستانية مواقف حذرة لاتخلو من تحسس سياسي ازاء اندفاع شراکئهم في الأئتلاف الحاکم نحو ايران مما يؤکد الأنطباع الأقليمي عن خضوع العراق تحت النفوذ الأيراني ,
وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية من حين لاخر عناصر “حزب الحياة الحرة” (بيجاک) المنضوي تحت لواء حزب العمال الکردستاني الترکي ويمثله اکراد ايرانيون يتخذون من المناطق الجبلية الوعرة في اقليم کردستان معقلا لهم.وتسعی ايران من خلال ارسال مسؤوليين للعراق الی حث الحکومة العراقية علی ابعاد المعارضين لها عن العراق ان کان المعارضون الأيرانون الموجودون في اشرف او المعارضون الأيرانيون الأکراد في شمال العراق .
 

(راصد الجيران) 7 يوليو 2011

زر الذهاب إلى الأعلى