أخبار إيران

خطتان لخلق کارثة – الدکتور منوتشهر هزارخاني


خطتان لخلق کارثة


الملف
3/7/2011


بقلم: *الدکتور منوتشهر هزار خاني


فور أن تم الإعلان رسميًا عن ورقة العمل المقدمة من قبل السيد إستراون إستيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوربي لحل سلمي لقضية أشرف تم اقتراح خطة شبه معلنة مثل ملعقة غير مغسولة تلقی علی مائدة نظيفة وقالت وکالات الأنباء إن هذا الاقتراح جاء من الأمريکان، ولکن مصدره لا يريد الکشف عن هويته. إن هذه الخطة التي کان من الواضح منذ البداية أنها ابتدعت ورميت إلی قارعة الحلبة بهدف الالتفاف علی ورقة العمل المقدمة من قبل إستيفنسون لها ميزتان أساسيتان. الأولی أنها لم تشر إطلاقًا إلی الشروط المسبقة المندرجة في خطة إستيفنسون وهي الشروط التي دفعت المقاومة الإيرانية إلی الموافقة عليها. والثانية أنها وبدلاً عن الشروط المسبقة المذکورة وکخطوة أولی لنقل سکان أشرف إلی البلدان الثالثة قد اقترح نقلهم إلی موقع آخر داخل الأراضي العراقية. ويکفي هاتان الميزتان طبعًا لکشف طبيعة «خطة الأمريکان». مع ذلک عندما يتم توجيه السؤال إليهم هل يتقبلون أنفسهم حماية الأشخاص المنقولين إلی الموقع الجديد؟ فيجيبون بکل وقاحة: لا، هذه المهمة تتولاها الحکومة العراقية!!. فبذلک لا يخفی علی أحد  – حتی إن کان متفائلاً بقدر سذاجتي – أن الخطة المذکورة له هدف مفهوم فقط وهو تعبيد الطريق لـ «الحل الحاسم» لقضية أشرف والأشرفيين معًا علی أيدي الأنذال والأوباش المؤتمرين بإمرة المالکي الذين تمرسوا نسبيًا علی تنفيذه أمام مرأی ومسمع الجميع لما لا يقل عن مرتين. هذه هي الخطة لـ «حل قضية أشرف»!!.
أما الخطة الثانية فهي من طبخة «خادمي الإسلام العزيز» وقد زف طالباني البشری بها عند زيارته لإيران في الأسبوع الماضي. وحسب هذه الخطة الثانية من المقرر أن يجلس خاد‌مو «ولاية الفقيه» الإيرانيون والعراقيون مع ممثل الصليب الأحمر (الأخير لغرض إضفاء الطابع القانوني للطبخة) ليقرروا القضاء علی أشرف بـ «ما يرضي الله» وطبعًا يرضي ظله في الأرض! أي «الولي الفقيه» أيضًا!. ومن حسن الحظ سرعان ما أعلن الصليب الأحمر وللحفاظ علی ماء وجهه أنه لن يشارک في هذه «اللجنة الثلاثية». ولکن علی أي حال إن کيفية تنظيم اللجنة المذکورة أي بمشارکة ممثلين عن الحکومتين والصليب الأحمر توحي بأن موضوع النقاش هو من نوع تبادل أسری الحرب بين الدولتين المتنازعتين سابقًا وهذا يعني التخطيط والاستعداد لاسترداد سکان أشرف بأي حجة کانت.
أما النقاش حول ما إذا کانت الخطة الأولی قد لعبت دورًا في تبلور الخطة الثانية فهو نقاش زائد وفي غير محله.
إن الخطة الأولی تعتمد‌ علی «السيادة الوطنية العراقية» بهدف التغطية علی مسؤولية الإدارة الأمريکية عن عدم تنفيذ اتفاقية جنيف. والخطة الثانية تتملص عن مبدأ حق اللجوء لتضفي مناضلي حرکة المقاومة الإيرانية صفة أسری الحرب أو مجرمين لهم ملفات جنائية فطبعًا مشمولين لاتفاقية تبادل المجرمين.
نعم، هذه مؤامراتهم، فماذا علينا في هذه الأثناء؟
واجبنا أمر بسيط وليس معقدًا وهو أن نرد الکيد المتمثل في الخطة الأولی إلی نحور الأمريکان أنفسهم والکيد المتمثل في الخطة الثانية إلی نحور «الولي الفقيه» وخادميه العراقيين. والسلام.
 
*کاتب ومفکر إيراني – باريس

زر الذهاب إلى الأعلى