أخبار إيران

قومي يا ابنة الخير فاندبي
محمد إقبال

 قومي  يا ابنة الخير فاندبي

 

 محمد إقبال*




  1. ديار عفاها جور کل منابذ
    ولم تعف للايام والسنوات
    فکيف يحبون النبي ورهطه
    وهم ترکوا احشاءنا وغرات
    لقد لا ينوه في المقال واضمروا
    قلوبا علی الاحقاد منطويات
    افاطم لو خلت الحسين مجدلا
    وقد مات عطشانا بشط فرات
    اذا للطمت الخد فاطم عنده
    واجريت دمع العين في الوجنات
    افاطم قومي يا ابنة الخير فاندبي
    نجوم سموات بارض فلات
    وآل زياد في الحرير مصونة
    وآل رسول الله منتهکات
    قومي  يا ابنة الخير فاندبي

 


کان هذا المقال في الاصل عزاءا في ابنک الحسين ورثاءا له، وقد وصلني قبل ساعة خبر وفاة صديق ورفيق درب في أشرف أبکي دما في رثاءه وله من الفضائل ما تقر به عينه فلا يحزن. وقد فارق الحياة ظهر الجمعة الرابع من محرم، شهر ابنک الحسين، يا ابنة الخير، المجاهد الأشرفي الباسل مهدي فتحي بعد عام من الصمود أمام مرض السرطان وجلاوزة منعوا عنه وسيلة الشفاء والنجاة من المرض ولکل اجل کتاب وقد قتلوه کما قتلوا ابنک الحسين في هذا الشهر وفي نفس الايام.
يا ابنة الخير
مات ابنک الحسين ”عطشانا بشط فرات”، ومات مهدي المسلم المؤمن التابع المخلص، في أشرف وبالقرب من مستشفيات کان بامکانها معالجته وکان مرضه قد بلغ فيه مرحلة اللاعودة بسبب العقبات التي وضعتها القوات المؤتمرة بإمرة المالکي وآل المالکي أمام نقله إلی مستشفی تخصصي بعد تأخير دام عدة أشهر.
يا ابنة الخير
دخل مهدي فتحي قبل أسابيع مستشفی مدينة بعقوبة علی بعد 40 کيلومترا من أشرف وکان بحاجة إلی 6 أکياس فقط من الدم، ولم يقدم له المستشفی الدم ولم تسمح قوات المالکي لسکان أشرف بالتوجه إلی المستشفی للتبرع بالدم له..
يا ابنة الخير
وفضلا عن ذلک تدهورت حالته الصحية في الأشهر الأخيرة نتيجة الصرخات والضوضاء المزعجة التي يطلقها عملاء مخابرات حکام إيران عبر 140 مکبرة صوت وتعرضه لضغوط مضاعفة من جراء ذلک…
يا ابنة الخير
في أيام ذلک الزمان حيث لم تکن المساجد والجوامع قد تلوثت بعد بدنس ورجس الملالي الاشرار وکانت مراسيم عاشوراء وايام العزاء الحسيني معطرة بالطهر والنقاء الذي لا يعرفه الملالي، وکنت اتلهف وانتظر تلک الايام لاشارک في عزاء ابنک الحسين لاکون معه في تلک الايام وذلک اليوم لاقول الی طريقک طريق الله ياحسين الی الله يامسلمين مع الحسين، يا ابنة الخير، ولن انسی أبدا هذا البيت ما حييت:
السلام علی الشفاه العطشانة بجانب الماء
والسلام علی الابدان المقطعة بسيوف الحقد
وقد کان انطباعا من البيت ذاته في قصيدة دعبل العلي الخزاعي رحمه الله في مطلع هذا المقال حيث قال:
افاطم لو خلت الحسين مجدلا
وقد مات عطشانا بشط فرات
وکنت في طفوليتي افکر فيها: هل ممکن أن يموت أحد عطشانا بجانب الماء؟ ومن هم الذين قطعوا ابدان آل رسول الله ولماذا؟
يا ابنة الخير
وانت لا تتوقعين من طفل أن يصدق أو يتوقع أن بشرا يسمح لنفسه أن يمارس هذه الاعمال علی بشر؟ ولکنه وبعد اعوام وعندما رأيت بأم اعيني ما فعله الخميني والملالي بائعي الدين الذين حکموا بعده في وطني، صدقت بأنه نعم، هناک مجرمون في زي البشر ويفعلون ابشع مما سمعت بحق بني البشر.
يا ابنة الخير
والفتوی صدروها باسم الاسلام واباحوا فيها تعذيب السجناء السياسيين وسحب دماءهم قبل الاعدام شيعة کانوا أو سنة، مسلمون کانوا أم غير مسلمون، وأفتوا باغتصاب الفتيات الشابات من شيعة اهل بيت رسول الله بسبب معارضتهن لحکمهم السياسي الباطل وظلمهم الذي لا يقبله الا العبيد وحسينک هو ابي الاحرار.
يا ابنة الخير
والله إن الملالي وحکام شرعهم وحرسهم ومنذ اليوم الذي أباحوا فيه أرواح وأعراض مجاهدي خلق، فعلوها کمن سفکوا دماء ابنک الحسين وکما فعل اعداء الحسين، ومن فعلهم هذا وذاک کان من الواضح أنهم لن يرحموا في ما بعد ذلک أي شخص صغيرا کان أم کبيرا ولن يحترموا أي قيمة واي قدسية وسوف يضرمون النار في الکعبة وسوف يفجرون القنبلة في مرقد وروضة الإمام الرضا وسوف يفجرون مرقد سامراء رمز السنة والشيعة.. نعم سيستبيحون کل مکرم .
يا ابنة الخير
کنت شاهدة أن الملالي نفسهم، قتلوا ثلاثون الف من السجناء السياسيين في ابادة جماعية لم يسبق لها مثيل في تأريخ الانسان المعاصر – أغلبهم من مجاهدي خلق – کانوا يمضون فترات حکمهم في السجن، وتشاهدين، يا ابنة الخير، هؤلاء انفسهم الذين حکموا علی هذه المجزرة ونفذوها وعلی رأسهم الولي الفقيه الخامنئي يحکمون بلدي.. ويبطشون به ويستبيحون کل عزيز لاجل سلطانهم وجبروتهم الدنيوي.
يا ابنة الخير
امعنوا القتل في معارضيهم حتی وصل عددهم إلی أکثر من مائة وعشرون ألف شهيدا ولم يدخروا ممارساتهم البشعة بحق السجناء ولم يعرفوا طفلا ولا کهلا ولا امرأة ولا مريضا.. وها هي السنة الماضية قد قاموا باعتقال شابات وشبان لم يکن ذنبهم الا المشارکة في مظاهرة أو النداء بصرخة الله اکبر دون أن يقاضوهم ويحققوا معهم ووضعوهم بحوزة المجرمين القتلة في الاطلاعات في إيران ليغتصبوهم وينکلوا بهم بابشع الحالات ولم يعدوا يحتاجوا إلی فتوی في ذلک فالخلافة خلافتهم والمفتي مفتيهم.
يا ابنة الخير
کيف يدعی المالکي والخامنئي واعوانهما حب النبي وآله ومنذ عامين مارسوا علی 3400 مسلم في أشرف حصارا لم يسبق له مثيل واشد ضراوة وقساوة في عالم اليوم. ولم يحرموهم من الغذاء والدواء فحسب بل منعوهم من ابسط بدائيات العيش و اللقاء مع ذويهم وفي المقابل جاءوا بحفنة من العملاء والمرتزقة تحت لافتة عائلات حيث يصرخون من الصباح حتی المساء ومن المساء حتی الصباح بشعارات ”عاشت ولاية الفقيه وعاش المالکي وعاش احمدي نجاد”؟ وقتلوا من أهل أشرف 11 مجاهدا واحتلوا مقبرة أشرف ولم يسمحوا بدفن جثمانهم المطهرة الا بعد اسبوعين..
فکيف يحبون النبي ورهطه
وهم ترکوا احشاءنا وغرات
يا ابنة الخير
إن الخامنئي وآل الخامنئي يعيشون آمنا في قصورهم المجللة ومعارضيهم مسلمين کانوا أم غير مسلمين، شيعة کانوا أم سنة يتعرضون للتعدي، في طهران کانت أم مشهد أو تبريز وفي کردستان کانت أم اصفهان أم حتی في أشرف. واستجابة لمطالب الخامنئي الذي غامر بحياة الشعب الايراني وانتهک حقوقهم يوقع المالکي بلاءا علی رأس مجاهدي خلق ابناء الشعب الايراني ساکني مخيم اشرف منتهکا حقوقهم مضطهدا اياهم
وآل زياد في القصور مصونة 
وآل رسول الله منتهکات
يا ابنة الخير
کم من ضغوط مارسوا علی ابنک الحسين وحتی نصحوه (بما يشبه بمکبرات الصوت في حينها) بأن يتخلی عن عزمه هذا! ولکنه قال: ”قد غسلت يدي من الحياة وعزمت علی تنفيذ أمر الله..” ومنذ ذاک، يا ابنة الخير، وحتی يومنا هذا وإلی الأبد يخاف الظالمون والغاشمون من الحسين وعاشوراء الحسين والمجاهدين الحسينيين لان فيها صرخة حق.
يا ابنة الخير
اليوم وبعد 1400 عام من هذا الذبح العظيم، سالکي درب ابيک وزوجک وابنيک في إيران قد شدوا عزمهم ولن يتخلوا عن هذا الطريق الذي سلکوه بافئدتهم وعقولهم لاسقاط الاشرار الحاکمين في بلدهم، ودماء الشهداء في الانتفاضة الإيرانية کل علی انفراد خير شاهد علی ذلک القسم، قسم اسقاط النظام الجائر الحاکم في إيران، قسم اجتثاث ولاية الفقيه واستباب الحرية والامن والسلام في بلدهم..
السلام عليک يا ممتحنة امتحنک الذی خلقک فوجدک لما امتحنک، السلام عليک يا ام الحسن والحسين سيدی شباب اهل الجنة
السلام عليک يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليک ايها الشهيد الصديق، بابی انت وامی يا بن رسول الله بابی انت وامی يا ابا عبدالله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بک علينا وعلی جميع اهل السموات والارض فلعن الله امة اسرجت والجمت وتهياءت لقتالک، يا ابا عبد الله انی سلمٌ لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم الی يوم القيامة ولعن الله آل زيادٍ وآل الخامنئي وآل المالکي..والظالمين اجمعين.
ورحم الله شهدائنا واصلح واعز امتنا وانجاها من بغي الجاهلين المتسترين بالدين.
 *خبير ستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com
 ».
a

زر الذهاب إلى الأعلى