أخبار إيران

حکومة المالکي تعذب سکان أشرف علی طريقة إسرائيل وصرب البوسنة
شبکة خليج عدن

 حکومة المالکي تعذب سکان أشرف


 علی طريقة إسرائيل وصرب البوسنة


شبکة خليج عدن 


 2010/11/17

في عصر (ثورة المعلوماتية) لم يعد بإمکان الحکومات المستبدة إخفاء جرائمها عن وسائل الإعلام التي تتلقف الأخبار کل دقيقة – إذا لم نقل کل ثانية – حتی باتت الفضائيات ومواقع الأنترنت مرايا تعکس بسرعة مذهلة کل ما يحدث في هذا العالم المليء بالظلم والتعسف ومصادرة الحريات .. وبعد مضي أيام قلائل علی نشر موقع (ويکيليکس) وثائق خطيرة تدين حکومة دکتاتور العراق الجديد نوري المالکي وتفضح تورطه بجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العراقيين، تناقلت المواقع الألکترونية تفاصيل جريمة بشعة حدثت ولاتزال تحدث حتی لحظة کتابة هذه السطور، وهي جريمة قيام القوات العراقية بمحاصرة مخيم أشرف في قضاء الخالص بمحافظة ديالی الذي يضم 3400 لاجئ إيراني، ومنع دخول مواد الإغاثة إليهم بأوامر مباشرة من حکومة النظام الإيراني المسيطرة علی جميع مفاصل الدولة العراقية. لقد نشرت العديد من المواقع الألکترونية الناطقة باللغة العربية تفاصيل خطيرة عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المئات من اللاجئين الإيرانيين في العراق المحرومين من الأغذية والأدوية ومن أبسط مقومات الحياة الإنسانية کعقوبة جماعية لهم بسبب موقفهم السياسي المعارض لحکومة الولي الفقيه في إيران، وهذا العقاب الجماعي البشع جعل هؤلاء اللاجئين يتساقطون يوميًا نتيجة المرض وسوء التغذية ومنع الأطباء من معالجة المرضی منهم سيما المصابين بمرض السرطان، فالعملية إذن تندرج تحت مسمی (الإبادة الجماعية) التي تتبع سلوک (التعذيب الجسدي والنفسي حتی الموت)، وهذا السلوک المنحرف الذي أقدمت عليه حکومة نوري المالکي يستحق إقامة دعوی قضائية ضد المتورطين فيه – سواء کانوا أطرافاً في الحکومة الإيرانية أو العراقية – في محکمة العدل الدولية، خصوصًا وأن هؤلاء اللاجئين المعرضين للموت يشکلون عددًا کبيرًا بينهم نساء وأطفال ومسنين ومرضی.. لقد تناولت المواقع الألکترونية حقائق مرعبة عن الوضع اللا إنساني داخل هذا المخيم معززة بصور ومقاطع فيديو لمرضی مصابين بالسرطان تفصلهم عن الموت أيام معدودة تمنعهم القوات العراقية من تلقي العلاج في المستشفيات التخصصية خارج المخيم، وعدد من هؤلاء قد تساقط شعر رأسهم وبدت علی وجوههم علامات الضعف والنحول الشديد، من بينهم مريض يدعی (مهدي فتحي) المصاب بسرطان الکلی والذي روی جانبًا من معاناته المريرة ووصف قسوة القوات العراقية في التعامل معه إلی حد تعذيبه نفسيًا وجعله يتألم وهو ينظر إلی علبة الدواء في أيديهم ويحرمونه منها، حتی ارتکبوا جريمتهم المقززة بإعطائه دواء غير صالح للإستعمال مما سبب له نزيفاً داخليًا في الکلية.. أما المريضة الهام فردي بور المصابة بسرطان في الغدة الدرقية، فتؤکد أن القوات العراقية منعتها من تلقي العلاج خارج المخيم ووضعت العراقيل أمام نقلها إلی المستشفيات التخصصية، ولما أجبرتها شدة الآلام علی الصراخ والإعتراض رفعت رأسها وهي علی فراش الموت لتجد أمامها 12 عنصرا من القوات العراقية يشهرون أسلحتهم في وجهها مهددين بقتلها إذا لم تلتزم الصمت!! وقبل هؤلاء توفي العديد من سکان المخيم سواء بعد معاناة طويلة مع المرض، أو عن طريق القتل المباشر (کما حدث عند اقتحام قوات المالکي المخيم في تموز 2009 في هجوم مسلح أسفر عن مقتل وجرح العديد من اللاجئين المعارضين لحکومة طهران). ومن سخرية القدر أننا کنا في السابق نتحدث عن وحشية القوات الإسرائيلية في تعاملها مع إخواننا الفلسطينيين سواء في غزة المحاصرة أو في باقي الأراضي الفلسطينية، وکنا نبکي بحرقة عندما نستذکر فاجعة مئات الآلاف من المسلمين الذين ذبحهم الصرب بدم بارد في البوسنة والهرسک.. وها نحن اليوم نشاهد 3400 إنسان يتعرضون للإبادة الجماعية علی يد قوات الحکومة العراقية (التي تدعي الإسلام)، الحکومة التي يشغل منصب رئيس الوزراء فيها قيادي في حزب الدعوة (الإسلامية!!). وإذا تجاهلنا جميع المواثيق الدولية، وإذا ضربنا بلائحة حقوق الإنسان عرض الحائط، وقلنا أن القرآن الکريم هو دستورنا وميثاقنا، سيبقی السؤال الدائر هو: هل أمرنا الإسلام أن نحاصر هؤلاء البشر (الذين هم مسلمون مثلنا) حصارًا حتی الموت؟! أعوذ بالله من غضب الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

زر الذهاب إلى الأعلى