النظام الإيراني محشور في الزاوية ولا يملک إلا لعبة وورقة الطائفية البغيضة
نشرت صحيفة «الحقائق» العراقية مقالاً بعنوان: «حرق الخليج طائفيًا: الخيار الستراتيجي للنظام الإيراني؟» جاء فيه: الصورة المأساوية السائدة في العراق الذي تحول لمستنقع طائفي رهيب تمارس فيه مختلف أشکال و ألوان الجرائم و المصائب من القتل والخطف و التعذيب و التهجير للعوائل العراقية المسکينة من مختلف الطوائف شيعية کانت أم سنية أم مسيحية أم کردية أم ترکمانية، قد أضحت للأسف صورة نمطية لأوضاع وطن يتشظی بصراعات طائفية عقيمة وسقيمة و خرافية في تداعياتها وإشکاليتها و متبنياتها الفکرية و السلوکية، و حالة الصراع الطائفي التي لم يشهدها تاريخ العراق المعاصر قط بالصورة التي تحدث حاليا تقف خلفها دون شک مراکز قوی و تجمعات و حتی مخابرات دول المنطقة و الدول الکبری عن طريق الدعم الواضح للجماعات الإرهابية التي تمارس ميدانيا لعبة و هواية القتل الشامل وليس في ذلک سر مکين فالجميع يعرف بکل أبعاد تلک البديهية التي تحولت لحالة عراقية مقيمة و مفجعة، و لعل أبرز القوی التي تمارس الإرهاب العلني في داخل العراق و تعمل لتسخين التوتر الطائفي و تحاول أن تضع العراق بأسره تحت مظلتها و کرهينة حية في ميدان التعامل مع القوی المنافسة هو النظام الإيراني الذي يعتبر اليوم اللاعب الأکبر في الشرق الأوسط لإمتداد تأثيراته لما وراء العراق حيث الشام القلقة و حيث لبنان الذي يترقب سلسلة من المتغيرات و المفاجآت القادمة التي قد تقلب الصورة الستراتيجية في المنطقة؟، و النظام الإيراني الذي تتخذ سياساته أشکال منافقة معروفة رغم محاولات التخفي يقف اليوم وبشکل واضح لا لبس فيه خلف العديد من سيناريوهات الرعب الطائفية ذات الإطار التقسيمي عن طريق دعم القوی التي تمارس الإرهاب و القتل و تشيع الفوضی في الشارع العراقي، فالعصابات و التي تشکل إحدی أهم القنابل و الألغام في مسيرة الوحدة الوطنية العراقية تحظی بدعم إيراني مطلق سواءا من خلال مرشد تلک العصابة المقيم في قم؟ أو عن طريق العلاقات الخاصة و التسليحية و الخطط الميدانية مع مخابرات الحرس الثوري التي تزود تلک العصابة بآخر تقنيات أسلحة وصواريخ التخريب و تدفعها للإصطدام بقوات الشرطة و الجيش العراقي و حتی بجماعة احزاب إيرانيه التکوين و الهوی و الولاء!! النظام الإيراني اليوم و أمام الاستحقاقات الإقليمية و الدولية الواجبة الدفع محشور في الزاوية وهو من أجل الإفلات من براثن المصير المعروف لکل الطغاة لا يملک کحلفائه من الطغاة إلا لعبة وورقة الطائفية البغيضة التي يلوح بها هذه المرة ليس في العراق الغارق في أوحال الفتنة فقط، بل علی مستوی الخليج و الذي له في مخططات النظام الإيراني تاريخ و ملفات مهمة للغاية في التخطيط الستراتيجي، و التصريحات العدوانية الأخيرة لقائد الحرس الصفوي ضد دولتي الکويت و البحرين ليست مجرد حالة غضب عابرة بقدر ماهي تعبير حقيقي عن مکونات و عناصر لعبة الفتنة الطائفية التي يخطط لها النظام و يعمل جاهدا لإحداثها بين شعوب المنطقة التي يراد لها أن تکون نسخة مشابهة لما يحدث في العراق المبتلی بالفتنة الهوجاء…