المناسبات

ذکری استشهاد الدکتور کاظم رجوي الشهيد الکبير من أجل حقوق الإنسان – جنيف عام 1990

البروفيسور کاظم رجوي شقيق السيد مسعود رجوي وممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في کل من فرنسا وسويسرا أشهر شخصية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران وأول سفير إيراني لدی المقر الاوربي للامم المتحدة بعد الثورة الإيرانية ضد الملکية. اغتيل في 24 نيسان – ابريل 1990 بالقرب من منزله في کوبيه في جنيف برصاص رشاشات الإرهابيين المرسلين من طهران.

وأعلن القاضي السويسري شاتلان في 22 حزيران 1990 في بيان صحفي أن 13 مسؤولاً رسمياً للنظام الحاکم في إيران جاؤوا من طهران الی جنيف بجوازات سفر ”في الخدمة“ لتنفيذ هذا الاغتيال وعاد بعضهم مباشرة بعد الاغتيال إلی طهران برحلة لشرکة الخطوط الجوية الإيرانية (إيران اير).
 

نبذة عن حياة الشهيد
الدکتور کاظم رجوي

ولد کاظم رجوي في 18 شباط (فبراير) 1933 في مدينة «مشهد» (شمال شرقي إيران) في عام 1959 تزوج في فرنسا زوجته ميشل… وفي عام 1968 غادر إلی سويسرا واختار الإقامة هناک، له بنت وولدان.

 

بداية العاصفة
في عام 1971 کان کاظم جانب أسرته يمارس حياته العلمية وفي مسؤولياته الرسمية العادية في الجامعة، وفجأة هبت عاصفة من الشرق وغيرت هذه الحياة. کان سجناء إيران السياسيون في قبضة السافاک (مخابرات الشاه) وکان شقيقه مسعود أحد قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حکم عليه بالإعدام. فبادر کاظم إلی ترک مناصبه ومشاغله وتفرغ إلی تنظيم حملة دولية کبری للدفاع عن السجناء السياسيين في إيران وإنقاذ حياة شقيقه. ونجحت الحملة النضالية في الضغط علی الشاه وتخفيض حکم الإعدام علی شقيقه بالسجن مدی الحياة، ولکن نضال کاظم تواصل حتی عام 1979 عند ما حررت جماهير طهران السجناء السياسيين خلال أحداث الثورة ضد الشاه.
وحول هذا الموضوع کتب کاظم في مذکراته ما نصه: «إنني لم أهدأ إلا عند ما احتضت شقيقي»، والحقيقة أنه لم يکن عاشقًا لشقيقه لأنه أخ له بل أيضًا لکونه مصدر الإلهام لنهجه السياسي في حياته النضالية
.

 

بعد الثورة علی الشاه
أمضی کاظم عامًا ونيف سفيرًا لإيران في المقر الأوربي للأمم المتحدة ثم رئيسًا للبعثة السياسية الإيرانية في سبع دول أفريقية ولم تدم هذه المرحلة طويلاً، فقد وجه إليه خميني رسالة يدعوه فيها إلی أن يطلب من شقيقه مسعود تحديد موقفه إزاء خميني!
کان هدف خميني من هذا الطلب استقطاب کاظم وتوجيه الضغط علی مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

 

 

في خدمة المقاومة
إن ديکتاتورية خميني العمياء لم تترک أي طريق ومجال للشعب الإيراني لأن يعيش في سلم اجتماعي ولأن کاظم کان تواقًا للديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة استقال من منصبه کسفير حتی يستطيع أن يمثل الشعب الإيراني وطموحاته العادلة علی المستوی الدولي، وفور تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بدأ نشاطاته کممثل وسفير المجلس لدی المقر الأوربي للأمم المتحدة. وبهذا نذر کاظم السنوات العشر الأخيرة من عمره الزاخر بالإنجازات من أجل المقاومة، کما تجول في قارات العالم الخمس ممثلاً شخصيًا لرئيس المجلس الوطني للمقاومة لإيصال صوت المقاومة الإيرانية المشروعة العادلة في نضالها من أجل السلام والديمقراطية وسلطة الشعب.
لقد کان المعبر عن وجدان هذه المقاومة وضميرها الحي. وبجهوده في کشف الحقائق بدأت مرحلة لا تنتهي من قرارات الإدانة للنظام الإيراني المعادي للإنسانية التي أصدرتها أجهزة الأمم المتحدة والبرلمانات والمحافل الدولية. وهو الذي کان يقدم کل سنة إلی الأمم المتحدة في إطار عمل مجموعة المفقودين قائمة بأسماء الذين اختفوا وفقدوا علی يد النظام وهو الذي قدم إلی ممثلي مختلف دول العالم کمًا کبيرًا من الوثائق والمستندات حول أشکال القمع التي يمارسها النظام.. کان يتحدث في المؤتمرات والاجتماعات ويوزع رسائل وبرقيات المقاومة ورئيس المجلس الوطني للمقاومة. وشارک ثلاث مرات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سنوات 1983 و1984 و1985 وحضر 9 جلسات سنوية للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وکان في کل مرة يعود ومعه قرارات إدانة للنظام، کما حضر مرات عديدة جلسات البرلمان الأوربي والمجلس الأوربي والمجامع البرلمانية الأخری والمؤتمرات الدولية، وکان يطلعهم علی الأوضاع في إيران ونهج المقاومة.
وخلال مراسم مواراته الثری في مدينة کربلاء العراقية إلی جوار مرقد الإمام الحسين عليه السلام حيث ووري التراب مع المئات من الشهداء الذين قاتلوا من أجل الحرية قالت زوجته ميشل: لقد بدأ کاظم رحلة جديدة من حياته إلی جوار المقاتلين من أجل الحرية.

مؤهلاته العلمية
– ليسانس من کلية الحقوق والعلوم السياسية بطهران.
– دکتوراه العلوم السياسية من کلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بباريس.
– دکتوراه الحقوق العامة من کلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بباريس.
– دکتوراه العلوم الاقتصادية.
– إعداد رسالة دکتوراه في الم
ؤسسة الجامعية للدراسات الدولية بجنيف.

 

المؤلفات
– التکامل البورجوازي والحرکات الشعبية في إيران.
– نظام وقوانين التوظيف الحکومي في إيران.
– أوضاع المعارضة في الدستور (وفي الممارسة) في الجمهورية الفرنسية الخامسة.
– الحکومة في إيران.
– العقيدة البلشفية [بالتعاون مع فرانس بايري]
– انهيار المجتمع الإيراني والتجارة العالمية.
– علاوة علی 9 کتب
ومؤلفات أخری في العلوم الاجتماعية.

 

الوظائف
– مدرس في المدارس الثانوية بطهران (1956 – 1958).
– أستاذ مساعد بکلية الحقوق بباريس (1965).
– أستاذ مساعد بالمؤسسة العليا للدراسات الدولية بجنيف (1978 – 1980).
– مسؤول الأبحاث ومدرس «تاريخ العقائد السياسية» في کلية الحقوق والمؤسسة العليا للدراسات الدولية بجنيف.
– أستاذ ومدرس ومسؤول الندوة للمؤسسة الجامعية لدراسات التنمية الاقتصادية بجنيف.
– سفير إيران في منظمة الأمم المتحدة (جنيف) 1979.
– رئيس البعثة السياسية الإيرانية في السنغال وسبع دول أفريقية عام 1980.
– بعد ذلک، أصبح متفرغًا لتحقيق أهداف المقاومة الإيرانية. وسخر حياته لخدمة المجاهدين ضد النظام المتوحش، حتی أصبح سفيرًا للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في سويسرا والممثل الخاص لرئيس المجلس في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية.

 

الاغتيال الإجرامي للدکتور کاظم رجوي

الشهيد الکبير من أجل حقوق الإنسان

خميني أصدر الفتوی بقتل الدکتور کاظم رجوي في عام 1986

· کانت لجنة الشؤون الخاصة المکونة من خامنئي ورفسنجاني وولايتي وري شهري وفلاحيان والحرسي محسن رضايي هي التي قد أقرت خطة الاغتيال ورصدت لها مبالغ طائلة من الميزانية
· أعلن القاضي السويسري المسؤول عن التحقيق في ملف اغتيال الدکتور کاظم رجوي أعلن رسميًا في عام 1997 «أن مسؤولاً رفيعًا في الحکومة الإيرانية» يقف وراء هذه العملية الإرهابية
· بعد شهرين من عملية الاغتيال أعلنت الشرطة السويسرية في تقرير من 52 صفحة حول هذه الجريمة: «إننا علی ثقة تمامًا بأن جهازًا أو أجهزة إيرانية رسمية ضالعة مباشرة في قتل السيد کاظم رجوي»
إن نظام الملالي وشخص خميني کانت لديهما أسباب ودواع کثيرة ليضمرا العداء ونزعة الثأر ضد البروفيسور کاظم رجوي الشهيد الکبير من أجل حقوق الإنسان.
وفي مقدمة تلک الأسباب والدواعي کون الدکتور کاظم رجوي هو الذي أنقذ حياة مسعود من الإعدام في عهد الشاه نتيجة حملة سياسية إعلامية شنها علی الصعيد الدولي ولم يسبق لها مثيل وبذلک أجبر الشاه وهو في ذروة اقتداره الشيطاني علی تحويل الحکم عليه بالإعدام إلی السجن المؤبد.
کما إن الکفاح الدؤوب المثابر للدکتور کاظم في مجال فضح نظام خميني بسبب انتهاکاته الصارخة لحقوق الإنسان في إيران کان ومنذ السنوات الأولی من سلطة الملالي لا يزال يؤجج نار الغضب والحقد لدی الملالي ضده أکثر فأکثر. وقلما کان هناک في مقر الأمم المتحدة في جنيف وفي نيويورک وفي الأخری من الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وهنا وهناک في العالم شخص يکون الدکتور کاظم رجوي لم يطلعه علی جرائم نظام الملالي. ومازال بعد ما يقارب 12 عامًا من استشهاد الدکتور کاظم وعند ما يقوم أخواتنا وإخواننا في جنيف ونيويورک بنشاطات الفضح والتعرية ضد نظام الملالي فإن أصدقاء وزملاء وطلاب الدکتور کاظم يشجعونهم ويساعدونهم أکثر من الآخرين.
وإثر الاغتيال الإجرامي للدکتور کاظم رجوي بعث قائد المقاومة الإيرانية ببرقية إلی رئيس الجمهورية وکبار المسؤولين السويسريين رکز فيها علی الدور المباشر لرؤوس نظام الملالي وشخص رفسنجاني رئيس الجمهورية آنذاک في هذه الجريمة النکراء مستندًا في ذلک إلی المعلومات التي حصلت عليها المقاومة الإيرانية. وقد حاول نظام الإرهاب الحاکم في إيران باسم الدين والذي ساوره الخوف من الأصداء الواسعة لعمليات الکشف والتعرية التي قامت بها المقاومة الإيرانية خاصة الکشف عن دور رفسنجاني في عملية الاغتيال هذه حاول وبرفع الشکوی ضد صحفية سويسرية کانت قد نقلت برقية رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فضح النظام أن يمنع من تزايد أصداء وانعکاسات أعمال الفضح والتعرية هذه. إلا أن محکمة جنيف وإثر نظرها العميق والموسع في الملف واستماعها لروايات الشهود وإفادات طرفي القضية أصدرت الحکم علی براءة الصحفية وأدانت نظام الملالي، فبذلک حظيت أعمال الفضح والتعرية التي قامت بها المقاومة الإيرانية لکشف ضلوع قادة نظام الملالي في هذه الجريمة الشنعاء حظيت بالتأييد القضائي من قبل جهاز القضاء السويسري أيضًا.

 

خميني يصدر الفتوی بالاغتيال
فبذلک أصدر خميني في عام 1986 فتواه وأوامره بقتل الدکتور کاظم. فإن المصادقة علی أول قرار إدانة لانتهاک حقوق الإنسان من قبل نظام الملالي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف عام 1985 والتي أدی الدکتور کاظم دورًا حاسمًا فيها کانت قد أججت نار غضب وحقد خميني ضده.
فمنذ أواسط عام 1987 أدرجت أجهزة النظام الإرهابية تنفيذ عملية الاغتيال هذه في جدول أعمالها آنذاک وکان تنفيذ عملية الاغتيال هذه مدرجًا في البداية في جدول أعمال وحدة الاستخبارات في قوات الحرس والتي يرأسها الحرسي أحمد وحيدي، ولکن منذ أواخر عام 1988 وبمقترح من «ري شهري» وزير المخابرات آنذاک وبموافقة من رفسنجاني أوکلت هذه المهمة إلی وزارة المخابرات.

 

الإرهابيون يتم اقتناؤهم وتدريبهم
فسرعان ما انبری «ري شهري» ليقتني نخبة من أمهر وأبرع عناصره لتنفيذ هذه الجريمة الشنعاء. ففي آذار (مارس) عام 1989 بعث ري شهري برسالة إلی «العقيد مسعود مزيني راد» مدرب مدرسة مکافحة التجسس والواقعة في معسکر «لويزان» شمالي طهران. وکان «ري شهري» قد کتب في هذه الرسالة: «قدموا کامل التدريبات لکل من السادة دانش وعراقي وفاضلي وکمالي وسجاديان و…! انتبهوا إلی أن هؤلاء الـ 12 عليهم وبعد تلقي التدريبات أن يراجعوا إلی السيد عماد الدين طاهر بور 41، فلذلک أبدوا غاية التعاون مع هؤلاء الأشخاص».

 

من هو عماد الدين طاهر بور 41؟
في سجل الرموز والشفرات لمدرسة لويزان يدل الرقم الرمز 41 علی مدينة دوسلدورف الألمانية. أما عماد الدين طاهر بور فهو عميل لوزارة مخابرات النظام ينتحل صفة مدير منتجع في مدينة دوسلدورف الألمانية. وهذا المنتجع ليس في الحقيقة سوی رأس جسر للإرهابيين المرسلين من قبل وزارة مخابرات النظام. إن وزارة مخابرات النظام عند ما لا تريد أن تترک أثرًا من نفسها حين الترددات والتنقلات فلا تستخدم الفنادق بل تستخدم بعض المقرات ورؤوس الجسور للإقامة فيها ولتردداتها وتنفيذ خططها وأحد هذه المراکز منتجع أنشأه المدعو عماد الدين طاهر بور في مدينة دوسلدورف الألمانية...

بداية تنفيذ الخطة
في نيسان (أبريل) عام 1989 جاء فريق خاص من الإرهابيين إلی سويسرا وقام بتنفيذ المرحلة الأولی من عملية الاستطلاع، ولکن بسبب موت خميني في حزيران (يونيو) من ذلک العام تم إرجاء متابعة الخطة إلی أجل غير مسمی.
وبعد أسابيع من موت خميني تم إدراج خطة اغتيال الدکتور کاظم في جدول أعمال النظام أکثر جدية، لأن خامنئي ورفسنجاني کانا بحاجة إلی المزيد من استعراض القوة لملء الفراغ الحاصل من موت خميني.
ويقول أبو القاسم مصباحي (شاهد من داخل النظام) في هذا المجال: «إن تصفية رجوي کانت تهدف في بداية رئاسة رفسنجاني إلی إثبات أننا مازلنا أصحاب القوة ومازلنا نستحوذ علی الإمکانيات»
.

 

ثلاث خطط بديلة
عقب ذلک وبأمر من رفسنجاني (الذي کان آنذاک لا يزال يتولی رئاسة برلمان الرجعيين) عقدت جلسة لمناقشة وتقييم عمليات الاستطلاع وخطة الاغتيال تضم الأشخاص المذکورين أدناه:
عميد الحرس «أحمد وحيدي» (مدير قسم الاستخبارات في قوات الحرس آنذاک).
«فلاحيان» (وکيل وزارة المخابرات آنذاک ووزير المخابرات لاحقًا).
«محمد مهدي آخوند زاده بسطي» الدبلوماسي الإرهابي (المدير العام للعلاقات السياسية والدولية في وزارة الخارجية آنذاک).
«سعيد شاهسوندي» الخائن بصفته مطلعًا علی مواصفات الضحية.
«محمد آزادي» من الإرهابيين المتمرسين (الذي شارک في ما بعد في تنفيذ خطة اغتيال «بختيار»).
«محمد دانش» (عضو فريق الاغتيال).
«محمد عراقي» (عضو فريق الاغتيال).
«کاظم دارابي» (من عناصر وزارة المخابرات في ألمانيا والذي شارک في ما بعد في تنفيذ خطة اغتيال «شرفکندي» قيادي في الحزب الديمقراطي الکردستاني الإيراني
محسن شريفيان (من الإرهابيين القدامی في النظام)
«سرمدي» (من المسؤولين في وزارة المخابرات ووکيل وزارة المخابرات في عهد وزارة «درّي نجف آبادي»).
في هذه الجلسة وعلی أساس الاستطلاعات الأولية تم بحث ثلاث خطط تمهيدية خاصة لاغتيال البروفيسور کاظم رجوي:
الخطة الأولی: قتل الدکتور رجوي وأفراد عائلته في مجزرة جماعية في منزله.
الخطة الثانية: نصب القنبلة علی سيارة الدکتور رجوي وهي القنبلة التي تنفجر نتيجة تسارع السيارة حتی تصل سرعتها 40 کيلومترًا في الساعة. وکانت هذه الخطة تهدف إلی وصل القنبلة بکابحة أو مفتاح السيارة.
الخطة الثالثة: اغتيال الدکتور حين تردده من أو إلی منزله.

 

اتخاذ القرار النهائي ورصد مبالغ خاصة للعملية
بعد عقد الجلسة المذکورة آنفًا تم مناقشة الخطط التمهيدية لعملية الاغتيال وذلک من قبل لجنة الشؤون الخاصة المکونة من خامنئي (الولي الفقيه) ورفسنجاني (رئيس الجمهورية آنذاک) وولايتي (وزير الخارجية آنذاک) وري شهري (وزير المخابرات آنذاک) وفلاحيان (وزير المخابرات لاحقًا) ومحسن رضائي (قائد قوات الحرس آنذاک) وأخيرًا تم تبني الخطط المذکورة ورصد مبالغ طائلة من المال لتنفيذها.
عقب ذلک وفي 30 آب (أغسطس) عام 1989 توجه فريق برئاسة محمد مهدي آخوند زاده بسطي الدبلوماسي الإرهابي الذي يملک جواز سفر دبلوماسي برفقة سعيد همتي (أحد قتلة البروفيسور کاظم) إلی جنيف لغرض دراسة الخطط ميدانيًا ومن الناحية العملية. فعلی أساس تقييمات الفريق تم إلغاء الخطة الثانية وتقرر العمل علی تنفيذ إحدی الخطتين الأولی والثالثة. فبعد ذلک دخل قرار الاغتيال مراحله التنفيذية المحددة.

 

إرسال فرق اغتيال
بعد عودة فريق آخوند زاده بسطي وحتی تنفيذ عملية اغتيال الدکتور کاظم قد تم إرسال فرق الاغتيال إلی جنيف ما مجمله ثلاث مرات عادت إلی طهران خلال المرتين الأولی والثانية فاشلة خالية الوفاض.
وصل فريق الاغتيال الأول إلی جنيف في 18 تشرين الأول (أکتوبر) عام 1989 وهو يضم کلاً من يد الله صمدي وصادق بابايي ومحمود سجاديان وعلي کمالي. وکان هذا الفريق ينوي تنفيذ الخطة الأولی وهي القتل الجماعي لأفراد عائلة البروفيسور کاظم، إلا أن هذه الخطة المشينة فشلت نتيجة سفر الدکتور کاظم رجوي إلی باريس يوم 22 تشرين الأول من العام ذاته فاضطر الإرهابيون للعودة إلی طهران.
وفريق الاغتيال الثاني وصل إلی جنيف يوم 31 کانون الثاني (يناير) عام 1989 وکان متواجدًا في جنيف حتی يوم 4 شباط (فبراير) من العام ذاته. ومن أعضاء الفريق المذکور المدعوون صمدي وبابايي ومحمود سجاديان ومحمد رضا جزائري وهادوي الذين کانوا قد جاءوا إلی جنيف بجوازات سفر الخدمة. إنهم أقدموا علی إعادة عمليات الاستطلاع والتقييم. وقام هذا الفريق في الخطوة الأولی بتقييم ما إذا کانت الخطة الأولی تضمن لها النجاح أم الخطة الثانية؟ فاختلف أعضاء الفريق علی ذلک وأخيرًا اضطروا للعودة إلی طهران قبل تنفيذ أية من الخطتين.

 

فريق الاغتيال الثالث
في اليوم العاشر من نيسان (أبريل) عام 1990 وصل إلی جنيف ستة من الإرهابيين وهم حسب أسمائهم في جوازات سفرهم محمد سعيد رضاني ويد الله صمدي وسعيد همتي ومحسن بور شفيعي وعلي رضا بياني همداني وناصر بور ميرزايي وسعيد دانش علی متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في رحلتها بين طهران وجنيف حاملين جوازات سفر خاصة للمهمة الحکومية.
وقد توجه محمد علي هادي نجف آبادي سفير إيران في الإمارات العربية المتحدة إلی جنيف يوم 17 نيسان (أبريل) عام 1990 بجواز سفر دبلوماسي إيران برقم 006646 ونزل في الغرفة رقم 625 من فندق أنتر کنتينانتال.
توجه محمد مهدي آخوند زاده بسطي هو الآخر يوم 17 نيسان (أبريل) 1990 إلی جنيف ونزل في الفندق نفسه.
کان کل من آخوند زاده وهادي نجف آبادي يتوليان الإشراف علی العملية وکانا علی اتصال مباشر بطهران طيلة إقامتهما في الفندق المذکور وکانا يطلعانها بانتظام علی وتيرة تقدم الخطة ويشاورانها في الحالات التي کانت تتطلب اتخاذ القرار فيها. وکان هادي نجف آبادي يتصل مع سيروس ناصري (مندوب النظام في مکتب الأمم المتحدة بجنيف آنذاک) بعد اتصال مع طهران.
وصل إرهابيون آخرون إلی جنيف علی متن رحلات أخری وهم دارابي وعلي کمالي ومحمود سجاديان وعلي هادوي وعلي مصلحي عراقي ومحمد رضا جزائري.
وأخيرًا في الساعة الـ 11 والدقيقة الـ 50 من يوم 24 نيسان (أبريل) عام 1990 تعرض البروفيسور کاظم رجوي للهجوم واستشهد وهو کان قد خرج من منزله متوجهًا إلی أحد المصارف. ومساء ذلک اليوم عاد آخوند زاده وهادي نجف آبادي وآخرون من الإرهابيين إلی طهران علی متن رحلة للخطوط الجوية الإيرانية.
وبعد العودة إلی طهران قدم الإرهابيون تقريرًا (عرضًا) إلی رفسنجاني في 40 صفحة عن هذه الجريمة البشعة.

اعتقال اثنين من قتلة الدکتور کاظم في فرنسا وإعادتهما إلی النظام
في تاريخ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1992 أطلعت الأجهزة الألمانية السرية فرنسا علی أن عنصرين لمخابرات النظام عبرا الحدود الفرنسية السويسرية في استراسبورغ ودخلا فرنسا. وقال الألمان لفرنسا إن الاسم الحقيقي للشخصين المذکورين محمود سجاديان وعلي کمالي اللذين هما مطلوبان وملاحقان من قبل القاضي شاتلن في سويسرا في ما يتعلق بقتل إيراني معارض.
وقد دخل الشخصان المذکوران فرنسا باستخدام اسمين مزورين وهما أحمد طاهري بجواز سفر إيراني برقم 3049434 ومحسن شريفي إصفهاني بجواز سفر إيراني برقم 3798086 علی متن سيارة من نوع مرسدس بنز بلوحة ألمانية برقم HHJH 2448 .
وفي تاريخ 15 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1992 اعتقلت فرنسا الشخصين المذکورين. علمًا بأن الرقم الحقيقي للمعتقلين کان في الحقيقة 12 شخصًا، إلا أنه ونتيجة تدخل «علي آهني» سفير نظام الملالي في فرنسا آنذاک أخلي سبيلهما، ولکن بطلب قدمه «شاتلن» قاضي التحقيق السويسري تم إصدار الحکم باعتقال کل من علي کمالي (اسمه المزور في جواز سفره «شريف إصفهاني») ومحمود سجاديان (اسمه المزور في جواز سفره «أحمد طاهري»).
کان الأشخاص المذکورون قد دخلوا ألمانيا خلال الأسابيع السابقة لاعتقالهم وهم کانوا علی صلة بشرکة إيرانية في مدينة «آخن» الألمانية وهي شرکة «هومن» اسم صاحبها «يحيی درم کزين» الذي کان من مواليد کانون الثاني (يناير) عام 1955 في طهران ومن الأفراد القدامی لوزارة المخابرات وکان يقيم في ألمانيا منذ عام 1987.

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى