كشف تقرير لـ "العربية نت" عن تشكيل ايران مليشيا في اذربيجان على غرار ما فعلته في لبنان و العراق واليمن .
واوضح التقرير ان المليشيا الاذرية التي تدعى "حسينيون" وتطلق على نفسها اسم الحركة الاسلامية الاذربيجانية وجهت تهديدا للسفارة الاسرائيلية في باكو الامر الذي دفع الاخيرة الى تحذير رعاياها لتوخي الحيطة والحذر .
واضاف ان المليشيا تاسست في مطلع عام 2016 حين أعلن "توحيد إبراهيم بيغلي" أمام 14 من الطلاب الاذريين في حوزتي قم ومشهد اعتزامه إنشاء "لواء الحسينيين" أو "حسين لار" للمشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا.
وبعد يوم واحد من التدريب قام بيغلي بإرسال هؤلاء الطلبة الدينيين إلى سوريا وانضموا إلى وحدة عسكرية إيرانية مستقرة بالقرب من دمشق.
و نقل التقرير عن وسائل إعلام تابعة لباكو ان بيغلي صرح في دمشق بأن النية لم تكن محاربة داعش وحدها بل العمل العسكري على أراضي جمهورية أذربيجان .
وتفيد مصادر أذرية أن قاسم سليماني هو الذي أطلق ما يسمى بـ"حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية" وسماهم "حسينيون" كما تنشر صورا تجمع قائد فيلق القدس السابق قاسم سليمان وزعيم حسنيون توحيد بيغلي .
واشار تقرير العربية الى اعتقال السلطات الاذرية للاذربيجانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من خلال جماعة "حسينيون" ومن بينهم "المير زاهدوف" الذي أرسل إلى سجن شكي عام 2021.
وتتهم السلطات الاذربيجانية بيغلي بممارسة جهود حثيثة وبث آراء متطرفة ضد حكومة جمهورية أذربيجان حيث سبق أن اعتقلته الشرطة الأذربيجانية خلال مسيرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في باكو واحتجزته لمدة سبعة أيام كما اعتقل جهاز الأمن التابع لحكومة أذربيجان في 3 يوليو 2018 عضو جماعة "حسينيون" الذي يدعى "يونس صفروف" بتهمة محاولة اغتيال والي منطقة كنجة، وفي 14 يوليو 2018.
وقامت السلطات الروسية بتسليم فالق ولي اوف ـ العضو في الجماعة ـ للسلطات الاذربيجانية ووجهت إليه تهمة الانتماء إلى "جماعة إجرامية"، و"التدريب العسكري خارج جمهورية أذربيجان لأغراض إرهابية" و"المشاركة في أنشطة جماعات مسلحة خارج قوانين جمهورية أذربيجان" وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات من قبل محكمة الجرائم الخطيرة في كنجة.
واشار تقرير العربية نت الى ان المليشيا التي اسسها توحيد ابراهيم بيغلي تعرف على نفسها بعلم شبيه بالاعلام التي يستخدمها الحرس الثوري الايراني والمليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
وجاء في التقرير ان توحيد إبراهيم بيغلي ابن لعالم إبراهيم لي وسودابة إبراهيم لي اللذين تعود اصولهما لعائلة من مدينة لنكران الإيرانية إستقرت لاحقا في مدينة مشهد شرق إيران.
وشارك "توحيد إبراهيم بيغلي" في مؤتمر تقيمه ايران سنويا تحت عنوان "مؤتمر الصحوة الإسلامية"، وبصفته رئيس "جمعية رجال الدين المناضلين في جمهورية أذربيجان" التقى مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وتحدث خلال اللقاء عن أوضاع السجناء "المسلمين" في جمهورية أذربيجان.
وفي عام 2017، حضر إبراهيم بيغلي مراسم "ذكرى شهداء نارداران" التي أقيمت في مدينة زنجان الإيرانية ذات الأغلبية التركية الأذربيجانية، وتحدث عن هجوم قوات الشرطة الخاصة الأذربيجانية على مراسم الأربعين لعام 2015 التي اقامتها شيعة منطقة ناردران في اذربيجان مما أسفر عن سقوط 4 قتلى.
وبعد ثلاث سنوات تحدث "توحيد إبراهيم بيغلي" عن قاسم سليماني في الفيلم الوثائقي "قائد القلوب" وزار بعض أعضاء جماعة "حسنيون" ضريح قاسم سليماني في مدينة كرمان، كما وجه بيغلي رسالة تهنئة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بعد تنصيبه رئيسا لايران.
وجاء الكشف عن انشطة حسينيون في الوقت الذي تتصاعد الأزمة بين إيران وأذربيجان لتصل الى التهديدات والتحذيرات وتبادل الاتهامات بين باكو وطهران وقيام الجيش الإيراني بمناورة عسكرية على حدود جيرانه في الشمال الغربي، كما تحتج طهران بشدة على اقامة جمهورية أذربيجان علاقات مع إسرائيل.
وتقطن أذربيجان أغلبية تركية شيعية لديها امتدادات بين 25 مليونا من الأتراك الأذربيجانيين في إيران، ينظرون إلى جمهورية أذربيجان كامتداد قومي لهم، ولديهم تنظيمات تدعو إلى الانفصال عن إيران وتشكيل دولة موحدة مع أذربيجان الشمالي وهو الاسم الذي يطلقونه على جمهورية أذربيجان.
ومن شأن مجموعة "حسينيون"، التأثير على الشارع الأذري في حال مزيد من التدهور في العلاقات الايرانية ـ الاذربيجانية، كما يمكن استخدامها في ضرب التواجد الإسرائيلي على أراضي أذربيجان اذا لزم الأمر، ومن غير المستبعد ان يمتد الاثر إلى الأذربيجانيين الشيعة المقيمين في روسيا والقوقاز وتركيا وأوروبا.
