شهدنا في الـ 54 يوما التي انقضت على تشكيل حكومة جلاد مجزرة عام 1988 أعلى معدل وفيات بسبب كورونا وزيادة في قتل السجناء على يد فريق مافيا رئيسي ــ وإيجيئ وهذا إنجاز مشترك للحكومة والسلطة القضائية وصيف خامنئي التي عينها.
قُتل شاهين ناصري فجأة في الحبس الانفرادي بالأسبوع الماضي بسبب شهادته ودليله حول تعذيب نويد أفكاري ولم يقبل قضاء الملالي تحمل المسؤولية.
ولا يمكن لسجين أن يختفي ويموت فجأة إلا كظاهرة محتملة في سجون نظام ولاية الفقيه، فكل عناصره يتصفون بالخبث والقسوة والإجرام، إن مقتل شاهين ناصري في السجن وعدم مساءلة ومحاسبة قضاء الملالي كافية وحدها لإحالة قضية الجرائم المنظمة في جمهورية الملالي الإسلامية إلى المراجع القانونية الدولية.
تنتهي مدة محكومية السجينة السياسية آتنا دائمي في منتصف شهر سبتمبر؛ لكن سلطة خامنئي القضائية تنتهلك القانون، تقوم بتجديد الحكم دون شرح ذلك لعائلتها، يوضح والد آتنا الموقف للشعب الإيراني ويحتكم إليه ويسأل الشعب عما يجب فعله في هذا الموقف.
يذكر أن جريمة آتنا دائمي من وجهة نظر سلطة الملالي القضائية هي حماية حقوق المرأة والنشاط المدني بخط حقوق الإنسان والتثقيف في هذه المجالات!
قُتل الشاب الكادح أمير حسين حاتمي البالغ من العمر 22 عاما والذي جاء من إيلام إلى طهران لكسب عيشه يوم الخميس 23 سبتمبر في سجن فشافويه بطهران على إثر ضربه هراوة قاتلة على يد قوات الشرطة.
ورفض والد أمير حسين أخذ جثة ابنه وأعلن: قائلا " لست مستعدا لاستلام جثمان ابني ما لم يتم الإعلان عن سبب الوفاة رسميا."
في أعقاب احتجاج آلاف المعلمين والمثقفين في 20 محافظة إيرانية على نقص الاحتياجات المعيشية وعدم التصنيف الوظيفي في 26 سبتمبر، تم اعتقال عزيز هاشم زاده المتحدث باسم نقابة المعلمين في كيلان.
إن هذه العناصر السلوكية لبمثابة جرعات من الحياة لنظام الملالي، والتي لا يستطيع البقاء بدونها حتى ولو لأسبوع واحد.
وهذه هي طواحين مياه نظام الملالي التي يجب أن تتقلب على كل جزء من اجزاء حجر الخبث والقسوة والجريمة لتسقط حياة إنسان ثمينة، وتمتلىء زنازين السجون، وتدور دورة الإعدام والمشانق، وتتعالى أنات وآهات الأمهات والآباء ويحترقوا بالآلام والحزن، وسحابة "النصر بالرعب" السوداء في سماء إيران لتبقى سلطة الناهبين ولصوص زمجرمي ولاية الفقيه المحتلين.
عدم المساءلة عن أي من هذه الجرائم واستمرارها يوضح منهجيتها من قبل خامنئي وعملائه كلٌ على طريقته وتأثيره النفسي الخاص الخاص، فخامنئي مشغول في صنع هذا الفضاء النفسي عبر حكومته وسلطته القضائية المُعينة، وغطاء جهاز الدعاية الخاضع لأوامره كإذاعة وتلفزيون النظام المكروهين.
ويمارس هذا النظام القائم على الخبث والقسوة والجريمة نهجه هذا يوميا وأسبوعيا ، ويتفجر هذا المناخ النفسي الناتج عن هذه الأفعال في المجتمع ملمحا بعدم وجود أجواء آمنة للمواطنين، وأن الوضع فوضوي ضدهم دائما ولا أحد يخضع للمساءلة.
وهذه الأمثلة مع الأدوار والمهام تشير وتعبر عن هدف وجبهة خامنئي المغلقة في وجه الشعب خاصة الشباب والمنتفضين.
ويتم التعبير عن مثل هذا الوضع بألف لغة، ورسالة وهدف وغرض خامنئي من تعيين رئيس في السلطة التنفيذية، واجعي في السلطة القضائية يبين وبشكل صريح أن احتمالية حدوث اضطرابات وانتفاضة ونهضة في إيران قد نمت الى درجة القوة والقدرة والرغبة الفعلية وبلغت استراتيجية من النضج والقوة والإرادة مبلغ لا توقفه ولا تقوضه فزاعات الخبث والقسوة والجريمة.
إنها الاستراتيجية التي ستتسارع وتزداد قوتها ومداركها وإرادتها هذه المرة مع تكرار مخططات وحيل ومؤامرات نظام الملالي المشار إليها أعلاه.
