الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومسرقات في وضح النهار 

سرقات في وضح النهار 

0Shares

سرقات في وضح النهار 

هز الكشف عن سرقة 92 مليار تومان من شركة مباركة للصلب في اصفهان المجتمع الإيراني، الذي يعيش ظروفًا اقتصادية ومعيشية حرجة، تدفعه إلى النزول للشوارع من أجل الحصول على الحد الادنى من مستلزمات الحياة. 

فتحت الفضيحة التي تناولتها وسائل إعلام النظام من جوانب مختلفة الباب على مصراعيه أمام التحذير من انعكاساتها، حيث أشارت بعض الصحف إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها المجتمع، توقف بعضها عند الرضع الذين يتم إلقاءهم على جانبي الشوارع وأمام دور الحضانة كل يوم مع ورقة من والديهم يقولون فيها إنهم غير قادرين على رعاية الطفل بسبب الفقر، توقفت بعض الصحف عند النساء والرجال والأطفال الذين  ينحنون فوق حاويات القمامة بحثًا عن بقايا طعام، والأطفال الجياع الأبرياء الذين يتوسلون للحصول على قطعة خبز، أو يبيعون طفولتهم بالمزاد وسط دخان وضوضاء المدينة، وعدم امتلاك المرضى المال لشراء الدواء. 

تؤكد أصوات من داخل النظام على أن السرقة التي تعادل 3 مليارات دولار، غيض من فيض، لا تتعدى قمة جبل جليد فساد النظام المستشري في مختلف المؤسسات والمنشآت، وتعترف اخرى بأن أرباح شركة مباركة للصلب تساوي قيمة الدعم الحكومي لكل الشعب وميزانية البناء لجميع المحافظات، يشير آخرون إلى حرية عمل المافيا الحكومية،  وتتحدث أوساط التيار المهزوم عن “الفساد البنيوي” و”الفساد المنهجي” في نظام ولاية الفقيه، وتورط مؤسسات السلطة في فساد المصانع والشركات.  

يؤكد راصدون للاقتصاد الإيراني على أن الفساد عابر للحكومات الإيرانية، تمتد جذوره إلى بدايات قيام نظام ولاية الفقيه، ويستندون في طرحهم إلى التورط المباشر لأعلى أجهزة النظام في السرقات وتنمّر القطاع العام على الخاص. 

ولم يخل الأمر من التشبيهات حيث يشير البعض إلى أن اختلاس شركة مباركة للصلب يتجاوز الاختلاس الفلكي الذي قام به محمد رضا خاوري المدير التنفيذي لبنك ملي إيران الهارب إلى كندا بمقدار 30 مرة . 

وفتحت فضيحة مباركة الباب للحديث عن فساد النظام المصرفي الذي يستغل المسؤولون الحكوميون ثغراته للحصول على الارباح مما مكنهم من اختلاس مليار دولار في إحدى العمليات و 8 آلاف مليار تومان من صندوق التربويين الاحتياطي في حالة أخرى. 

يكرس تنين فساد الملالي ذو الرؤوس السبعة كراهية الإيرانيين لنظام الولي الفقيه الذي قام على سرقة ثورة الشعب الإيراني المناهضة للشاه، ونهب ثروات وممتلكات الإيرانيين طوال 4 عقود، الأمر الذي يخشى النظام عواقبه المتمثلة في  الانتفاضات والاحتجاجات  التي  ستحرق نيرانها الحكم الاستبدادي. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة